عمان اليوم

«جمعية المرأة » بصور تناقش الاستقرار الأسري وآثار الطلاق على الأبناء

30 أكتوبر 2018
30 أكتوبر 2018

صور- سعاد بنت فايز العلوية -

ناقش عدد من المختصين من مؤسسات مختلفة ظاهرة الطلاق وآثارها على الأبناء وذلك في ندوة حول (الاستقرار والإعمار الأسري) نفذتها جمعية المرأة العمانية بولاية صور وخلُصَت إلى ضرورة التوعية تجاه آثار وتبعات الطلاق وما يترتب عليه من تفكك الأسر وتشتت الأبناء مما يؤثر سلبا على سلوكياتهم ونفسياتهم داخل أسرهم وخارجها. جاءت الندوة امتدادا لحملة (عديل الروح ) التي أطلقتها الجمعية منذ العام المنصرم وتسلط الضوء على الأسرة التي تعتبر لبنة المجتمع وأساس صلاحه. وقالت يسرى الغيلانية رئيسة الجمعية «بعد النجاح الذي لاقته حملة عديل الروح وندوة نحو الاستقرار والإعمار الأسري والتي انطلقت في أكتوبر ٢٠١٧، وتم من خلالها مناقشة عدد من الظواهر مثل الطلاق والهجر وأسبابه في المجتمع العماني وتم حصر عدد حالات الطلاق والأسباب ومحاولة وضع حلول للحد من هذه الظاهرة التي ينتج عنها التفكك الأسري وتشتت الأبناء. وأضافت « كانت لنا وقفة واجبة علينا بأن نضع برامج توعوية وتثقيفية تعنى بالاهتمام بالأسرة واستدامة استقرارها والسكينة فيها»، مشيرة الى ان الإحصائيات التي حصلنا عليها توضح أن تفكك الأسر وبخاصة ما كان راجعا للطلاق من أهم العوامل التي تؤدي إلى جنوح الأحداث وهو مظهر متطرف من مظاهر سوء التكيف الاجتماعي».

جلسة الحوار

وقد أدار الندوة الإعلامي علي العجمي بمشاركة ضيوف من جهات مختصة، حيث تمت استضافة محمد العريمي محامي استئناف والدكتورة سامية الهطالية وسعاد بنت سالم آل فنة رئيسة قسم الشؤون القانونية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الشرقية وزينب الكثيرية مندوبة حماية الطفل لدى المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بالمحافظة. وقال محمد العريمي « إن أكثر الخلافات والنزاعات التي تؤدي للطلاق والتي تردنا للمحاكم هي خلافات لأسباب مادية ومتعلقة بتوفير المسكن. ونحن في لجان التوفيق والمصالحة وكمحامين أيضا نحاول قدر المستطاع إبعاد الأبناء عن المناقشات التي تدور في المحاكم لأنها تسبب الربكة. كما أن المحكمة المختصة تبذل الجهد للاجتماع مع الأبوين ومعاينة الأسرة ومن ثم رفع الموضوع للقاضي المختص. ويضيف: قد يكون الطلاق من الأسباب الرئيسية لجنوح الطفل والتوجه إلى أصحاب السوء. كما أن جميع القضايا التي وردت لنا في جنوح الأطفال وجدنا أنها بسبب التفكك والانفصال الأسري، وأن العديد من القضايا خلال جلسات هذا اليوم لدينا في المحكمة بسبب الانفصال ومنها قضايا هتك العرض. وتقول الدكتورة سامية الهطالية أن القلق والاضطرابات والحيرة تؤثر على الطفل على المدى البعيد، مما قد يتسبب في تأخر النمو أو قلة النوم أو العزلة وتضيف: نحن في محافظة جنوب الشرقية ليس لدينا أخصائي نفسي للأطفال مما يدفعنا للاستعانة بأخصائيين من مستشفى المسرة. وأضافت أن قانون حماية الطفل يساندنا في المجال الطبي من حيث إلزام ولي الأمر بقبول تقديم الرعاية للطفل من قبل المستشفى حتى فيما يتعلق بتجريمه في حالة تخلفه عن مواعيد التطعيمات المطلوبة.

أما سعاد آل فنة فتقول: إن من أكثر آثار التشتت الأسري لدى الطلاب والناتجة عن الطلاق انتشار العنف المدرسي بصورة ملحوظة والتأخر الدراسي وكذلك التنمر لدى الطلاب. وتضيف: لقد وفرت وزارة التربية والتعليم أخصائيين نفسيين في المدارس وهي تسعى جاهدة إلى إيجاد بيئة مناسبة للطالب، بيد أن هناك حالات عناد كثيرة نواجهها مع أولياء الأمور؛ مما ينتج عنها تشتت الطفل والذي بدوره يؤثر سلبا على تحصيله الدراسي. كما سعت الوزارة إلى توظيف البرامج الدراسية في التوعية تجاه مثل هذه الظواهر من خلال استحداث قسم شؤون الطلبة بوجود أفراد مختصين ينزلون إلى الميدان. وقالت زينب الكثيرية مندوبة حماية الطفل: بحسب الإحصائيات فإن محافظة جنوب الشرقية تم فيها تسجيل ٣٦ حالة إساءة ضد الأطفال في العام٢٠١٧، بينما بلغ عدد حالات الإساءة حتى شهر أكتوبر من العام الحالي ٤٠ حالة. وتضيف تعرضنا لحالة طفل يبلغ من العمر ٩ أعوام بأبوين منفصلين وهو يتعرض للإساءة من قبل الأب مع وجود أم غير سوية. فكان دورنا أن قمنا بزيارة ميدانية للطفل وتم إيداعه بدار الرعاية لحين إصلاح الوضع مع أسرته، وهناك جهات مختصة نتعاون معها لحل مثل هذه المشكلات. وتضيف: وزارة التنمية الاجتماعية استحدثت قاعات الوفاق للمصالحة بين الأبوين مع إعداد مدربين في مجال حماية الطفل، إضافة إلى برامج التوعية التي بلغ عددها ١٩ برنامجا في العام ٢٠١٧ و ٢٣ برنامجا في العام ٢٠١٨ تستهدف حماية الأطفال.

مداخلات الحضور

وأشارت سالمة بنت نصيب الفارسية إلى أن ولاية صور تعد من الولايات المتقدمة في حالات الطلاق وأن استقرار المجتمع مرتبط باستقرار الأسرة وهناك رابط بين غلاء المهور وحالات الطلاق والتشتت الأسري. أما فايز بن مبارك العلوي فقال وجب على كافة الجهات المعنية تفعيل دور أقسام التوعية وكذلك توظيف الفرق التطوعية لأعمال التوعية المستمرة وكذلك مراكز الإرشاد والمساجد. فيما قال وليد بن فايز المحيجري: قامت جمعية المرأة العمانية بصور بأخذ عدة أدوار مهمة في المجتمع تعنى بالاستقرار والإعمار الأسري منها تنظيم حملة «عديل الروح» والتي انطلقت قبل عام من الآن ، وما ندوة اليوم «الطلاق وآثاره على الأبناء» إلا امتداد ومواصلة لهذه الجهود من خلال هذه الحملة. ويضيف: الطلاق يعرض أفراد الأسرة للعديد من المخاطر، ويقلل فرصها في أن تحيا حياة اجتماعية طبيعة بشكل كامل، لكنه لا يقضي على هذه الأسر، وربما كان الطلاق حلا مناسبا حين تغلق طرق الإصلاح، وحين يستبد كل طرف برأيه ولكن الأطفال هم الطرف الأكثر تضررا في حالة وقوع الطلاق؛ حين يأخذون دور المفعول به، ويكونون ضمن حسابات الأب والأم، ولكن ليس على رأس هذه الحسابات .