Ahmed-New
Ahmed-New
أعمدة

نوافذ: الولادات القيصرية.. زيادة مثيرة للقلق

16 أكتوبر 2018
16 أكتوبر 2018

أحمد بن سالم الفلاحي -

[email protected] -

منذ فترة زمنية غير قصيرة، كنت أتساءل مع نفسي عن سبب زيادة عدد عمليات القيصرية لعدد من نساء العائلة، كما كنت استمع لما ترويه نساء العائلة أيضا من أن هناك الكثير من يماثلهن في هذه الحالات، ولأنني لست متخصصا في هذا الجانب، كنت أوعز حدوث العمليات القيصرية في الولادات لكثير من النساء بسبب ضعف البنية الجسدية لأغلب النساء اليوم، نتيجة حالة الرخاء والاسترخاء التي تعيشها المرأة العمانية، يضاف إلى ذلك مجموعة الأوهام المصاحبة لتناول الأغذية الدسمة أو الطبيعية، واقتصار كثير من الفتيات سواء في سن الزواج، أو حتى ما بعد الزواج، وخاصة الموظفات على الوجبات السريعة، وعلى الاعتماد على تناول الكثير الـ “مقرمشات” والمشروبات الغازية طوال فترة المكوث في المكاتب، ويضاف إلى ذلك أيضا تأثير الهاجس الذي يدعو النساء إلى ضرورة المحافظة على الرشاقة والقوامة، وبالتالي الركون أكثر في تناول الوجبات غير المؤدية الى السمنة كما يعتقدن، وهذه الأسباب مجتمعة كنت أنظر إليها على أنها السبب الرئيسي في عدم قدرة المرأة على تحمل آلام المخاض في الولادات الطبيعية، وبالتالي اضطرار الطاقم الطبي الى إجراء العمليات القيصرية.

ولأنني أيضا، لست متخصصا في الجانب الغذائي، فإنني لن أذهب هنا الى تحليل الحالة الأولى، وهي النمو المقلق “عالميا” في نسبة الولادات القيصرية، وليس هنا في السلطنة فقط، مع التأكيد على عدم وجود نسبة معتمدة ومعلن عنها في مستوى الولادات القيصرية في مستشفيات السلطنة، العامة والخاصة على حد سواء، ولا إلى التأكيد على أن الأغذية التي تتناولها المرأة ظنا منها من أنها لن تذهب بها الى مستويات من السمنة، وإنما أقتصر الحديث هنا الى دراسة حديثة قرأتها، والتي نشرتها الـ (b b c. Arabic) والتي تؤكد على ارتفاع: عدد عمليات الولادة القيصرية من 16 مليون حالة (12 في المئة من حالات الولادة) في عام 2000 إلى 29.7 مليون (21 في المئة) في عام 2015، بحسب التقرير المنشور في دورية “لانسيت” الطبية” وسمت الدراسة مجموعة من الدول التي ارتفعت فيها عمليات الولادات القيصرية، كما أشارت الدراسة أيضا الى أن: “إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن ارتفاع نسبة الجراحة القيصرية بين حالات الولادة عن 15% يُعد استخداما مفرطا للجراحة”. وشددت الدراسة على “أهمية ضرورة الانتباه للمخاطر التي، رغم ضآلتها، قد تشكل خطرا كبيرا على الأم والجنين في مرات الحمل التالية. وأشارت إلى أن تعرض الأم والجنين لهذه المخاطر ومنها: مخاطر صحية تتعلق بالهرمونات، والحالة البدنية، والبكتيريا، حيث تزداد كلما تكرر خضوع الأم لولادة قيصرية جديدة “مع التأكيد على ضرورة تجنب اللجوء إلى الولادة القيصرية حتى لا “نجعل الأمهات والمواليد عرضة للخطر” معللة الدراسة ذلك بأن “الإجراءات الطبية المتبعة التي قد تنتج عن الولادة القيصرية، قد تقلب الحالة الصحية للأم والجنين رأسا على عقب”. ومما استغربته واستوقفني أكثر - كما أشارت الدراسة - في بعض فقرات الموضوع: “إلى أن هناك حوافز مالية تُصرف للأطباء والمستشفيات لحدوث الولادات في تواريخ محددة، خاصة في مراكز صحية خاصة”.

وفي سياق الحديث عن هذه الدراسة المهمة تم التطرق الى التقرير الذي نشرته: “منظمة الصحة العالمية (...) وهو تقرير إرشادي عن الحاجة إلى تقليل الاعتماد على هذا الإجراء الطبي غير الضروري، في إشارة إلى الولادة القيصرية، التي وصفها التقرير بأنها “لا يمكن تبريرها طبيا، وقال التقرير إن “من المهم أن يكون إجراء الولادة القيصرية ممكنا عندما تحتاج إليه النساء لأن ذلك قد ينقذ حياتهن”.

وفي ختام هذه المناقشة نأمل من المعنيين في وزارة الصحة الموقرة الى تنوير أفراد المجتمع عن واقع حالات الولادات القيصرية في السلطنة، وهل هي في حالاتها الطبيعية أم أنها تأخذ بعدا تصاعديا بهدف التعاون مع الوزارة للتقليل منها.