oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

المـرأة العـمانية ودور حــيوي فـي التنمـية الوطـــنية

16 أكتوبر 2018
16 أكتوبر 2018

بينما تحتفل السلطنة اليوم، بيوم المرأة العمانية، الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بتحديده، تكريما للمرأة العمانية، واعتزازا بإسهاماتها الطيبة والمتواصلة في جهود التنمية الوطنية، وتمكينا لها أيضا من المضي قدما، لتشكل مع شقيقها الرجل، الجناحين اللذين ينطلق بهما الوطن إلى آفاق التقدم والازدهار في كل المجالات، فإن مما يبعث على الاعتزاز والتقدير للمرأة العمانية، أنها استطاعت على امتداد سنوات النهضة العمانية الحديثة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أعزه الله – ليس فقط أن تكون عند حسن ظن جلالة القائد المفدى والوطن بها، ولكن أيضا أن تحقق الكثير من الإنجاز والتفوق في العديد من المجالات التي تشغلها أو تعمل فيها، سواء داخل الوطن، أو في مواقع علمية ودبلوماسية بارزة في العديد من الجامعات والمنظمات الدولية في العالم.

وإذا كانت ندوة (الحركة العلمية للمرأة العمانية ودورها الحضاري)، التي عقدت الأحد الماضي قد ألقت الكثير من الضوء على أنشطة ومساهمات المرأة العمانية وعلى نماذج من تميزها في العديد من المجالات، قديما وحديثا، فإن ما أشارت إليه معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي حول حجم ونسبة التحاق الفتاة العمانية بالتعليم الجامعي في السلطنة، والتي تجاوزت 73% في العام الأكاديمي 2017/‏‏2018 حيث بلغ عدد الطالبات في المرحلة الجامعية الأولى داخل السلطنة وخارجها سبعة وسبعين ألفا وأربعمائة وخمس وسبعين طالبة، بالإضافة إلى 3134 طالبة في مرحلة الدراسات العليا في العام الأكاديمي ذاته، يشير في الواقع إلى قدرة الفتاة العمانية على الاستفادة بما توفره الدولة لها لتواصل تعليمها ولتثبت تفوقها ولتسهم بنصيب متزايد في جهود التنمية الوطنية في مختلف المجالات، وهو ما يتأكد يوما بعد يوم بأشكال ونماذج تبعث على الثقة والاعتزاز.

وفي حين حرص جلالة السلطان المعظم – أبقاه الله – على أن تأخذ الفتاة العمانية فرصتها كاملة وعلى قدم المساواة في التعليم والإعداد، باعتبار أن ضرورة اقتصادية واجتماعية وثقافية لصالح المجتمع والحاضر والمستقبل، بحكم أن المرأة العمانية تشكل نصف المجتمع من ناحية، وأنه مشهود لها دوما بالقدرة على العمل وتحمل المسؤولية، بل وتحقيق الكثير من التفوق من ناحية ثانية، فإنه ليس مصادفة أبدا أن تشق المرأة العمانية طريقها بثبات ونجاح في كل مجالات العمل، في الجهاز الإداري للدولة، وفي العديد من المناصب الوزارية والتنفيذية، وفي عضوية مجلسي الدولة والشورى، وفي القطاع الحكومي، وفي القطاع الخاص ورواد الأعمال، وفي القطاعات الخدمية والإنتاجية، هذا فضلا عن التأثير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لها كزوجة وأم في إدارة شؤون الأسرة، وفي غرس القيم العمانية الأصيلة في الأجيال الجديدة من الأبناء، وهو ما يشكل استمرارا لإسهامها الاجتماعي والحضاري الدائم والمتواصل.

وفي يوم المرأة العمانية، فإننا نهنئ المرأة العمانية بيومها السنوي ونؤكد على ما ينتظره المجتمع منها، من مزيد من العمل والعطاء، في كل المواقع وعلى كافة المستويات، وخاصة على صعيد تنشئة الأجيال الجديدة الذين يمثلون الأمل في غد أفضل، والحفاظ على القيم والتقاليد العمانية الأصيلة، وعلى منجزات العهد الزاهر لجلالة القائد المفدى – حفظه الله ورعاه.