1003720
1003720
العرب والعالم

المعارضة تبدأ سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب

06 أكتوبر 2018
06 أكتوبر 2018

استمرار المعارك بين المسلحين غرب حلب -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:

قال مسؤولان في المعارضة السورية المدعومة من تركيا لرويترز: إن جماعات المعارضة المسلحة بدأت صباح أمس سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح في شمال غرب سوريا.

وقال مسؤول في المعارضة المسلحة: «عملية سحب السلاح الثقيل بدأت صباح - أمس - وستستمر عدة أيام».

ولليوم الثاني على التوالي، تستمر المعارك بين هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي غرب حلب بعد اقتحام الهيئة لبلدة كفر حلب وقتلها عدد من المدنيين خرجوا في مظاهرة ضدها يوم الجمعة.

وسيطرت هيئة تحرير الشام على بلدة ميرناز بريف حلب الغربي بعد اشتباكات عنيفة مع حركة نور الدين الزنكي التي بدأت بحشد قواتها تمهيداً لاستعادتها.

وذكرت مصادر أن الاشتباكات بين الفصيلين توسعت لتشمل محيط قرى وطرق كفرحلب والأتارب وميرناز وكفرنوران، مع استمرار توافد التعزيزات للطرفين من ريف إدلب.

وأفادت تنسيقيات المسلحين بأن المسؤول عن الحملة التي بدأت هيئتها تحرير الشام غرب حلب هو القيادي المصري أبو اليقظان، رغم وجود اتفاق وقع الجمعة بين الهيئة والحركة على التهدئة.

وبدأ الاقتتال الجمعة عندما قامت هيئة تحرير الشام باقتحام بلدة كفر حلب بذريعة القبض على من تصفهم برؤوس المصالحة حيث واجهتها مقاومة من الأهالي ومجموعات الزنكي المتمركزة في المنطقة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

كما استهدفت الهيئة المتظاهرين الذي خرجوا ضدها في بلدة كفر حلب ما أدى إلى سقوط ضحايا من الأطفال.

من جهتها، بدأت حركة الزنكي بقصف قريتي تديل وتلعادة تمهيداً لاقتحامهما حيث تدور اشتباكات بين الهيئة والحركة في أطرافهما مع استخدام الأسلحة الثقيلة.

وأفادت تنسيقيات المسلحين أن الهيئة قتلت قائد لواء شهداء الأتارب التابع للجبهة الوطنية للتحرير، المدعو عبدالله الرماح خلال المواجهات معها على أطراق قرية ميزناز.

الى ذلك، أفاد مصدر طبي بمقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين في انفجار سيارة بمدينة عزاز بريف حلب أمس.

وقال طبيب في مستشفى الهلال الأزرق في مدينة عزاز، طلب عدم الكشف عن اسمه ، إن أربعة من الجرحى حالتهم حرجة جراء إصابتهم في انفجار داخل مستودع محروقات في المنطقة الصناعية بمدينة عزاز.

وأحصى «المرصد السوري المعارض»، مقتل 315 مسلحاً من داعش خلال المعارك مع الجيش الحكومي السوري في بادية ريف دمشق الجنوبية الشرقية عند الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، خلال الـ 73 يوماً الماضية.

فيما عمّت الاحتفالات على طرفي السياج بين الجولان المحرر والمحتل بذكرى استعادة الجيش السوري القنيطرة وتحريرها من المسلحين.

وأفادت «الميادين» بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستنفر قواتها في مسعدة ومحيط مجدل شمس في موازاة انطلاق مسيرة عند الحدود مع سوريا بمناسبة ذكرى التحرير من المسلحين.

ولفتت أن أهالي القنيطرة المحررة يتواصلون عبر مكبرات الصوت مع المشاركين في التظاهرات من جانب الجولان المحتل.

بدوره، قال المطران عطالله حنا إن «الإنجاز الذي تحقق في القنيطرة يأتي ضمن سلسلة إنجازات للجيش والدولة السوريين».

وقال مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون بالمناسبة «هذه أرضنا أرض باركتها السماء لن يعيش فيها إلا الأحرار والشرفاء».

كما توجه المفتي حسون (لإسرائيل) بالقول «إنكم دفعتم لكل الخونة لتدمير سوريا ولكن نقول لكم ما قاله نصر الله: إننا قادمون».

كذلك أكّد المفتي حسون «حرائرنا في السويداء وكل سوريا نقول لهن: «الحرة تبقى حرة وأعراضكن ستبقى أمانة في أعناقنا».

من ناحية أخرى، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، عن تنشيط العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وما تبقي هو الاتفاق على قائمة ممثلي المجتمع المدني.

وقال بوغدانوف لوكالة نوفوستي أمس: «يجري تكثيف العمل الآن لإنشاء لجنة دستورية في جنيف. وقد قدّمت الحكومة السورية مرشحيها، كما سمّت المعارضة السورية مرشحيها في هذه اللجنة. والسؤال الآن هو من سيمثل ما يسمى الثلث الثالث: أي المجتمع المدني».

وكشف بوغدانوف، أن جميع الاتفاقات الخاصة بإدلب السورية، هدفها الرئيسي هو القضاء على بؤرة المسلحين، وتدمير المسلحين الذين لا يلقون أسلحتهم هناك. وقال، إن موسكو تأمل في أن يتم تنفيذ هذه الاتفاقات بحذافيرها.

وأضاف في مقابلة على هامش المنتدى الدولي «حوار الحضارات»: «نواصل الاتصالات، ونواصل العمل مع الشركاء الأتراك وفق اتفاقيات 17 سبتمبر. نحن بحاجة إلى توضيح تفاصيل من قواتنا، الذين هم على اتصال وثيق مع أنقرة. أعتقد أن العمل مستمر، دعونا نأمل في أن كل شيء تم التوافق عليه في مذكرة سوتشي سيتم تنفيذه».

وشدد بوغدانوف على أن «اتفاقيات إدلب مؤقتة»، وهدفها النهائي هو «القضاء على بؤرة الإرهاب في سوريا بشكل عام، وفي منطقة إدلب على وجه الخصوص، واستعادة وحدة وسيادة الدولة السورية».

وأوضح الدبلوماسي الروسي ردا على طلب للتعليق على تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن المتطرفين في إدلب، الذين لن يلقوا أسلحتهم بحلول منتصف ديسمبر، يجب أن يتم تدميرهم، بالقول: «بالطبع، هؤلاء المسلحون الذين لم يلقوا أسلحتهم، والذين يواصلون هجماتهم، إما أن يتم القبض عليهم، أو يجب تدميرهم، كما ذكر بوضوح الجانب الروسي وبعض شركائنا الآخرين، بما في ذلك القيادة الشرعية في دمشق».

يذكر أن روسيا وتركيا وإيران هي الدول الضامنة لمسار أستانا وللهدنة التي تمخضت عنه في سوريا، حيث يستمر النزاع المسلح منذ عام 2011.

هيجل يرفض التصعيد ويدعو للتسوية

على صعيد متصل، أجرى موقع ( Defense One ) الأمريكي مقابلة مع وزير الدفاع الأمريكي الأسبق تشاك هيجل وجّه فيها الأخير انتقادات حادة إلى اللهجة التصعيدية التي تستخدم من قبل مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال إيران.

وقال  هيجل - الذي شغل منصب وزير الدفاع الأمريكي خلال فترة من حقبة الرئيس السابق باراك أوباما - «إن الولايات المتحدة لا تسيطر على نصف سوريا حتى».

وأضاف بأن «وجود 2000 جندي أمريكي في شمال شرق سوريا ليس كافياً أبداً «لطرد الإيرانيين» من البلاد. كذلك اعتبر أنه من الحماقة الاعتقاد بأنه يمكن فرض أي شيء على سوريا أو روسيا أو إيران من خلال أسلوب التهديد.

كما أشار هيجل إلى أن «الإيرانيين يعيشون هناك» (بمنطقة الشرق الأوسط) وإلى أن «الولايات المتحدة لا تعيش بالشرق الأوسط»، وعليه سخر من مواقف مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، وشدد على أن السبيل الوحيد لتخطي المشكلة هو إيجاد تسوية تستند على المصالح المشتركة لدول المنطقة، لافتاً إلى أن الحقائق الجيو - سياسية تقتضي ذلك.

وتساءل الوزير الأسبق عن الغاية من وجود 2000 جندي أمريكي في سوريا على صعيد السياسة الخارجية، مشيراً إلى أنه لا يعرف ما هي أهداف الولايات المتحدة بالشرق الأوسط أو أي مكان آخر تقريباً على صعيد السياسة الخارجية.

وفي السياق، شدد هيجل على أنه لا يمكن جلب الاستقرار إلى سوريا من دون الروس والإيرانيين و«لاعبين آخرين في المنطقة».

واعتبر أيضاً أنه لا يبدو أن هناك سياسة أمريكية بالشرق الأوسط. كما لفت إلى أن قرار إدارة ترامب الأخير بنقل أربع بطاريات لنظام صواريخ «الباتريوت» من عدد من دول الخليج لا ينسجم ولهجة هذه الإدارة التصعيدية تجاه إيران.

وشدد هيجل أيضاً على أن الجيش لا يمكنه أن يحل المشاكل لوحده، وأنه يجب استخدام الجيش كقوة للمساعدة على تنفيذ و حماية هدف استراتيجي بالسياسة الخارجية.