أفكار وآراء

الأمن والسلامة في منازلنا

06 أكتوبر 2018
06 أكتوبر 2018

سالم بن سيف العبدلي -

نسمع كثيرا عن قصص محزنة ومؤسفة للغاية حول احتراق منازل ومنشآت خصوصا في فصل الصيف حيث تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية في بعض المناطق ويروح ضحايا هذه الحرائق عدد من المواطنين والمقيمين الأبرياء وآخر تلك الحوادث الفاجعة الكبيرة التي أحزنت كل من عرف عنها هي وفاة 10 أشخاص من أسرة واحدة بسبب استنشاقهم لغازات سامة ناتجة عن الحريق الذي شب في منزلهم وهم نيام ورغم عدم الإفصاح عن السبب الرئيسي للحادثة حتى الآن إلا أننا نجزم بأن السبب يعود الى عدم وجود وسائل الأمن والسلامة في المنزل.

ومع كل حادثة أو موقف معين لها علاقة بالأمن والسلامة يتم الحديث عن هذا الموضوع وترسل إعلانات وعروض عن توفر طفايات وأجهزة حساسة للكشف عن الدخان وغيرها من الأجهزة وما أن تنتهي الحالة وتمر الأيام حتى تبدأ الأمور تعود من جديد الى طبيعتها من جديد وكأن شيئا لم يحصل وبالتالي لم نستفد من الدرس وهذا يؤكد لنا بأننا نتعامل مع اللحظة فقط ولا نتعامل معها على أنها أزمة ومشكلة تتكرر وبالتالي ينبغي وضع خطة مناسبة وعملية لحلها ومنع تكرارها.

الحادثة المفجعة والمؤلمة التي حصلت للعائلة بولاية صحم لا نتمنى ان تكرر مرة أخرى وهذا لن يتأتى إلا بتكاتف الجميع ووضع حد للقضاء على مسبباتها والمعروفة لدى الجميع فمن ناحية المستهلك ينبغي ان يكون حريصا كل الحرص على سلامته وسلامة أسرته ومجتمعه وبالتالي لا يغامر في شراء السلع والمنتجات الالكترونية والكهربائية الرديئة ولا ينظر الى السعر على حساب التضحية بنفسه وأهله ونحن نعلم ان أسواقنا مفتوحة وهناك من يسعى الى بيع السلع الرخيصة والمقلدة في السوق وغير المطابقة للمواصفات.

البعض اصبح يتجه مباشرة لشراء كامل احتياجاته من أدوات صحية وكهربائية وإلكترونية من إحدى الدول الآسيوية بسبب الرخص ففي هذه الحالة عليه ان يتوخى الدقة في الاختيار وان يتأكد من جودة المنتجات التي يشتريها ومدى ملاءمتها للظروف المناخية والبيئية للسلطنة بغض النظر عن السعر إضافة الى ذلك بالنسبة للبيوت الجديدة لابد من تركيب أجهزة إنذار للحرائق والدخان كما أن هناك أجهزة للأمن والسلامة يمكن تركيبها في البيوت والمكاتب وتؤدي الغرض وهي غير مكلفة.

أما من ناحية الجهات الرسمية والمعنية بالموضوع فينبغي عليها تكثيف الرقابة على الشركات الموجودة داخل السلطنة والتي تبيع منتجات كهربائية والإلكترونية غير مطابقة للمواصفات وفي المنافذ الحدودية لابد من تشديد الرقابة على دخول مثل هذه المنتجات الى السلطنة والشيء الملفت للنظر ان هناك سلعا ومنتجات تباع في أسواق دول خليجية مجاورة ومكتوب عند مدخل المحلات التي تبيعها في لوحة كبيرة على أنها غير صالحة للاستعمال في تلك الدولة بينما المستهلك العماني يذهب الى تلك الأسواق ويشتري احتياجاته من نفس السلع ويدخلها للسلطنة فالسؤال الذي يطرح نفسه أين المواصفات الخليجية ولماذا لا تطبق على الجميع فكيف يسمح بأن تدخل الى السلطنة سلع ومنتجات ممنوعة في دولة خليجية تطبق نفس المواصفات والمقاييس؟.

وأخيرا نقول لابد للهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف أن تقوم بتكثيف التوعية والإرشاد من خلال عقد ندوات وحلقات عمل مستمرة في المدارس والأندية والمجالس والمساجد وغيرها من الأماكن حول كيفية التعامل مع الحوادث المرتبطة بالأمن والسلامة ، وأهمية تركيب الأجهزة وضرورة اختيار المنتجات الإلكترونية والكهربائية ذات المواصفات الجيدة وفي المستقبل ينبغي دراسة فرض تركيب تلك الأجهزة على جميع الوحدات السكنية والمنشآت .