998952
998952
صحافة

المؤتمر السنوي لحزب العمال

01 أكتوبر 2018
01 أكتوبر 2018

مع نهاية شهر سبتمبر وبداية شهر أكتوبر من كل عام تنطلق أعمال المؤتمرات السنوية للأحزاب السياسية البريطانية. ومؤتمرات هذا العام بالذات يهيمن عليها بشكل شبه كامل ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، أكثر من بقية الموضوعات والملفات الأخرى.

وخلال الأسبوع الماضي انعقد المؤتمر السنوي العام لحزب العمال البريطاني المعارض في مدينة ليفربول، تحت شعار «لنعد بناء بريطانيا، من أجل الأغلبية لا الأقلية»، واستمر في الانعقاد ثلاثة أيام من الأحد الى الثلاثاء، وناقش عدة قضايا تشغل الرأي العام في بريطانيا، على رأسها قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واحتمالات إجراء انتخابات عامة، بالإضافة الى عدد من القضايا الحزبية الأخرى، مثل الديمقراطية داخل الحزب، ومعاداة السامية وغيرها.

ومن بين الموضوعات التي طرحها وزير المالية في حكومة الظل، جون ماكدونيل أمام المؤتمر في يومه الأول، حملة إعادة تأميم قطاعات المياه، والسكك الحديد، والطاقة، وخدمات البريد خلال خمس سنوات، حيث ان «الشعب تعرض للسرقة بسبب الخصخصة بما فيه الكفاية»، بحسب قوله.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة «ديلي ميرور» تقريرا على الصفحة الأولى بعنوان «حرب على فئران المياه»، في إشارة الى شركات القطاع الخاص التي ترفع فواتير المياه على المستهلكين طمعا في زيادة أرباحها، حتى ان قسما كبيرا من البريطانيين غير راضين عن خدمات تلك الشركات المخصخصة ولا سيما تأخير مواعيد القطارات ، الزيادة في فواتير المياه وغيرها، بحسب قول وزير خزانة حكومة الظل الذي لاحظ أن «الملكية العامة أثبتت شعبيتها في الاستطلاعات».

وقال ماكدونل أيضا إن «العمال الذي يساهمون في تحقيق شركاتهم ثروات يجب أن يحصلوا على أسهم فيها وعلى حصص من أرباحها»، مشيرا إلى أن الديمقراطية الصناعية الحقيقية في طريقها إلى البلاد.

لكن صحيفة «ديلي اكسبريس» الموالية للمحافظين، نشرت تقريرا على صفحتها الأولى بعنوان «الفواتير سترتفع بمقدار 2000 جنيه في العام تحت حكم العمال»، نقلت فيه عن شخصيات في حزب المحافظين قولهم، ان إجراءات تأميم المياه والطاقة التي يفكر فيها حزب العمال ستؤدي الى رفع الفواتير بمقدار ألفي جنيه في العام، أي انها ستكون بمثابة «زيادة جديدة للضرائب»، محذرا اتحاد الصناعيين البريطانيين من ان اقتراح التأميم قد يضر بالاستثمارات. غير ان صحيفة «ديلي ميرور» ابرزت تعهد وزير مالية حكومة الظل باستخدام الأرباح لخفض الفواتير.

وعلى صعيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وافق حزب العمال على إجراء تصويت على اقتراح «بجعل كل الخيارات متاحة» حول بريكست، لكن قيادة الحزب رفضت اقتراحا بإجراء استفتاء ثان حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتضمن خيار البقاء في التكتل.

واعلن متحدث باسم حزب العمال ان قادة الحزب اتفقوا على الدفع باتجاه اجراء انتخابات عامة في حال اسقط البرلمان اتفاقا نهائيا بين الاتحاد الأوروبي وحكومة تريزا ماي. وفي الوقت نفسه صرح وزير الخزانة في حكومة الظل، جون ماكدونيل لـ«بي بي سي» انه يرى أن أي تصويت يجب أن يكون حول شروط اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدلا من خيار البقاء فيه.

والخلاصة أن حزب العمال لم يرفض رسميا خيار تصويت الشعب مرة أخرى على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن كلا من زعيم الحزب جيرمي كوربن ونائبه، توم واتسون ، أشارا إلى أنهما يفضلان حسم المسألة من خلال انتخابات عامة.

ولم يغفل المؤتمر أيضا رعاية الأطفال، حيث كتب اندرو جريجوري تقريرا لصحيفة «ديلي ميرور» بعنوان «سنضع الأطفال أولا»، أشار فيه الى خطط زعيم الحزب جيريمي كوربين توسيع الرعاية المجانية للأطفال الى 30 ساعة، وزيادة الأجور والمهارات لموظفي رعاية الأطفال، والاهتمام باوليا الأمور وجعلهم في قلب محاولة الحزب اعادة بناء بريطانيا.

وذكرت صحيفتا «ديلي ميل» و»ديلي ستار» ان الجلسات الختامية للمؤتمر يوم الثلاثاء الماضي شهدت حضورا لافتا للقضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية، وتعهدت قيادة الحزب بالاعتراف بدولة فلسطين، في حال وصولها إلى رئاسة الحكومة. كما دعت قيادة الحزب أيضا الحكومة البريطانية لزيادة مساهمتها في ميزانية الأونروا، بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية وقف دعم الوكالة.

وتقول التقارير الإعلامية ان المؤتمر أدان التحرك الأميركي لقطع المساعدات عن اللاجئين الفلسطينيين. كما طالب بتحقيق دولي مستقل باستخدام إسرائيل العنف ضد المتظاهرين الفلسطينيين في مسيرات العودة، ونهاية فورية وغير مشروطة للحصار غير القانوني على غزة، وتجميد مبيعات الحكومة البريطانية من الأسلحة لإسرائيل، رغم الضغوط التي تعرّض لها الحزب في الأشهر الأخيرة الماضية، في إطار أزمة معاداة السامية، والتي تحولت إلى انتقاد مباشر لدعم جيريمي كوربن للقضية الفلسطينية.