oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

إسهام عماني كبير لتعزيز التواصل الثقافي مع الآخر

23 سبتمبر 2018
23 سبتمبر 2018

إذا كان من المعروف على نطاق واسع، أن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وضع النهوض بالتعليم في السلطنة في مقدمة أولويات مسيرة النهضة العمانية الحديثة، وذلك من أجل بناء وإعداد وتأهيل أبنائنا وبناتنا على أفضل نحو ممكن، وليقوموا أيضا بدورهم الوطني المأمول كشركاء مع الحكومة في صياغة وتنفيذ برامج التنمية الوطنية في مختلف المجالات، وعلى النحو الذي يحقق مصلحة الوطن والمواطن، ووفق الأولويات والأهداف الوطنية في هذا المجال، فإن جلالته -أعزه الله- حرص في الوقت ذاته على العمل من أجل إرساء وتعميق وتوسيع سبل التواصل الثقافي والحضاري مع الشعوب والحضارات الأخرى على امتداد العالم، ليس فقط للتعريف بجوانب عديدة مضيئة من التراث والإسهام الحضاري العماني في الحضارة الإنسانية، ولكن أيضا للإسهام في التعريف الصحيح بقيم وتقاليد الدين الإسلامي الحنيف، خاصة بعد أن تعرضت للتشويه، بأشكال مختلفة في السنوات الأخيرة، بفعل تطورات فرضت نفسها على الكثير من شعوب ودول المنطقة، وامتدت بتأثيراتها إلى العالم الخارجي.

وفي هذا الإطار لم تدخر السلطنة وسعا في القيام بدورها في المحافل الدولية الثقافية والعلمية والأكاديمية، ولكنها حرصت في الوقت ذاته على إنشاء عدد من الكراسي الأكاديمية المتخصصة في عدد من أعرق جامعات العالم، شرقا وغربا، لتدريس برامج ومساقات علمية مفيدة، تحقق المعرفة الأكاديمية وتشجع البحث العلمي على أرفع المستويات ووفق التقاليد العلمية المتعارف عليها في ارقي الجامعات. وبالفعل تم حتى الآن إنشاء نحو عشرين كرسيا باسم جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- في جامعات أوروبية وأمريكية وآسيوية وأسترالية وعربية، إلى جانب مراكز السلطان قابوس الثقافية في واشنطن وبيروت وغيرها.

جدير بالذكر أن معالي الدكتورة راوية بنت أحمد البوسعيدية وزيرة التعليم العالي قامت بزيارة جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، تلبية لدعوة رسمية لنقابة المانحين بجامعة كامبريدج، وذلك تكريما من جانب الجامعة لإسهامات المقام السامي لجلالة السلطان المعظم في تنمية المعرفة الإنسانية.

حيث تم إنشاء كرسيين علميين بجامعة كامبريدج باسم جلالة السلطان المعظم، الأول في عام 2005 ويعنى باللغة العربية المعاصرة، والثاني في عام 2011 ويعنى بالديانات الإبراهيمية والقيم المشتركة. ومعروف أن هذين الكرسيين الأكاديميين، يسهمان، إلى جانب كراسي السلطان قابوس الأخرى، في جامعات هارفارد الأمريكية، وأوترخت الألمانية، وملبورن الأسترالية، وغيرها، في إثراء المعارف الإنسانية، وتعزيز التواصل الحضاري مع الحضارات الأخرى على امتداد العالم، وهو إسهام بالغ الأهمية فيما يتصل بحاضر ومستقبل العلاقات بين الحضارة العربية والحضارات الأخرى، وإلقاء مزيد من الضوء على جوانب من الإسهام الحضاري العماني على امتداد التاريخ، ولتظل عمان منارة ثقافية مضيئة في أعرق الجامعات ومراكز الفكر على امتداد العالم، أمس واليوم وغدا.