990296
990296
العرب والعالم

الأمم المتحدة تعلن خسارة «الحرب ضد المجاعة» في اليمن

22 سبتمبر 2018
22 سبتمبر 2018

أحزاب تدين استمرار مسلسل الاغتيالات في عدن -

الامم المتحدة - اليمن - عمان - (وكالات) -

أعلن مارك لووكوك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أمام مجلس الأمن الدولي، أنّ الأمم المتحدة تخسر «الحرب ضد المجاعة» في اليمن.

وقال لووكوك أمس الأول: «الوضع قاتم جدًا. نحن نخسر حربنا ضد المجاعة. والوضع تفاقم على نحو مثير للقلق في الأسابيع الأخيرة».

وشدّد المسؤول الأممي خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن عقدت بطلب من المملكة المتحدة على «أننا قد نقترب من نقطة اللاعودة التي سيكون بعدها مستحيلاً تجنُّب العديد من الخسائر في الأرواح البشرية بسبب المجاعة الواسعة النطاق في البلاد».

وأشار لووكوك إلى أنّ اليمن يشهد «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، موضحًا أنّ «هناك أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة» في اليمن، منهم «18 مليونًا» يعانون من «انعدام الأمن الغذائي».

ولفت إلى أنّ «أكثر من 8 ملايين» يعانون من «انعدام خطير للأمن الغذائي، وهذا يعني أنهم لا يعرفون متى سيتناولون وجبتهم الغذائية التالية»، مشددًا على أنهم «يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة للبقاء على قيد الحياة».

واعتبر لووكوك أنه «لتجنّب الانهيار الكامل والحفاظ على حياة ملايين الناس»، يجب على مجلس الأمن دعم إجراء مفاوضات سياسية واتخاذ «إجراءات فورية لتحقيق استقرار» اقتصادي.

وأضاف انه يجب على المجلس أيضًا أن يدفع الجهات الفاعلة إلى «السماح بالوصول إلى الأشخاص الأكثر ضعفًا» عبر الموانئ والطرق الرئيسية، وتنظيم «جسر جوّي» لعمليات الإجلاء الطبي.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص معظمهم مدنيون بينهم نحو 2200 طفل، بين قوات موالية لحكومة معترف بها دوليا يدعمها تحالف عسكري بقيادة السعودية، وجماعة (أنصار الله) المتهمين بتلقي الدعم من إيران، والذين يسيطرون على صنعاء والحديدة ومناطق أخرى.

وبحسب الأمم المتحدة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في اليمن بنسبة 68% منذ 2015، العام الذي بدأ فيه التحالف العسكري بقيادة السعودية عملياته في اليمن.

وقبل يومين، حذّرت منظّمة «أنقذوا الأطفال» (سايف ذي تشيلدرن) غير الحكومية من أنّ خمسة ملايين طفل معرّضون لخطر الموت جوعا في اليمن. وقالت المنظمة في تقرير إنّ الهجوم الذي تشنه قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات على الحُديدة شمال غرب صنعاء سيزيد عدد الأطفال المهدّدين بالمجاعة في اليمن إلى 5,2 مليون طفل.

وقالت هيلي ثورننغ شميدت، المديرة التنفيذية لمنظمة «أنقذوا الأطفال» إن الحرب في اليمن «تهدّد بقتل جيل بأكمله من الأطفال اليمنيين الذين يواجهون أخطارا متعددة من القنابل الى الجوع إلى أمراض يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا».

وحذر مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي الأربعاء الماضي من أن «الوقت بدأ ينفد» لمنع وقوع «مجاعة مدمرة» في اليمن. وأضاف بيسلي «لا يمكننا تحمل أي تعطيل» لتوزيع المساعدات الإنسانية على «الضحايا الأبرياء للنزاع».

وقال وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند الأربعاء الماضي بعد أن أنهى زيارة إلى اليمن إن «الوضع الإنساني هش للغاية».

في غضون ذلك، اجتمع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيّاني، في مدينة نيويورك أمس الأوّل مع وزير الخارجية اليمني خالد حسين اليماني، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73.

وأفادت الأمانة العامة لمجلس التعاون في بيان صحفي بأنه جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن، والجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن من أجل استئناف عقد المشاورات السياسية اليمنية، كما تم بحث مستجدّات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

من جهة أخرى ، أدانت قوى أحزاب يمنية أمس، استمرار مسلسل الاغتيالات في العاصمة المؤقتة عدن، وغيرها. وقال بيان مشترك لـ 12 حزبا يمنيا، إن «استهداف الناشطين السياسيين من أي حزب أو فئة كانت، هو استهداف للحياة السياسية برمتها وتجريف خطير لأسس التعايش والسلم الاجتماعي، والسير بالبلاد نحو الفتنة والاضطرابات خدمة لأجندات مشبوهة لاتريد الخير والاستقرار لليمن».

ووصفت الأحزاب مسلسل الاغتيالات في عدن بأنه «عمل عدواني إجرامي يراد من ورائه تقويض مؤسسات الدولة وإجهاض دعائم الشرعية وخلق حالة الإرباك في البلاد ، ولا يخدم سوى جماعات العنف والفوضى ، وزعزعة ثقة المجتمع بالدولة ومؤسساتها الأمنية».

وحملت الأحزاب السلطات الأمنية في محافظة عدن كامل المسؤولية عن ضبط الأمن وحماية المواطنين والقيام بواجباتها في ملاحقة وضبط المتورطين في كافة جرائم الاغتيالات وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع.

وشهدت مدينة عدن الخاضعة للسلطات الحكومية الشرعية، اغتيالات واسعة خلال الأشهر الماضية، طالت شخصيات في حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، ورجال دين، كان آخرها استهداف الناشط في حزب الإصلاح علي الدعوسي، ومحاولة اغتيال الناشط الإصلاحي دبوان غالب واعتقال آخرين في محافظة أبين (جنوبي اليمن).