978127
978127
العرب والعالم

الخارجية الفلسطينية تصف قطع المساعدات الأمريكية لمستشفيات القدس بالعدوان

08 سبتمبر 2018
08 سبتمبر 2018

القرار يهدد حياة المرضى ويقطع أرزاق العاملين -

رام الله - عمان - رويترز -

رام الله - (الضفة الغربية) - (رويترز): قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أمس إن قطع الإدارة الأمريكية لمساعداتها عن عدد من مستشفيات القدس هو عدوان على الشعب الفلسطيني.

ونقلت العديد من وسائل الإعلام قرار الإدارة الأمريكية بوقف مساعدات كانت تقدمها لعدد من المستشفيات الفلسطينية في القدس بقيمة 20 مليون دولار لسد جزء من العجز المالي الذي تعاني منه.ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية هذا القرار بأنه «حلقة جديدة في الحرب الشرسة التي تشنها (الإدارة الأمريكية) على القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا بهدف تصفيتها بحجج وذرائع واهية ومختلقة تحت ما تسمى ’صفقة القرن’».

وأضافت الوزارة في بيانها «هذا التصعيد الأمريكي الخطير وغير المبرر تجاوز لجميع الخطوط الحمراء، وعدوان مباشر على الشعب الفلسطيني بما في ذلك البعد الإنساني».

وأوضحت الوزارة أن هذا القرار «يهدد حياة الآلاف من المرضى الفلسطينيين وعائلاتهم، ويلقي إلى المجهول مستقبل آلاف العاملين في هذا القطاع ومصدر رزق أبنائهم». وتابعت «الانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال وسياساته دفع بأركان إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب إلى هذه السقطة الأخلاقية وغير الإنسانية، وهي سابقة نادرا ما تحدث في التاريخ حتى من قبل أشد الأنظمة شمولية وأكثرها ظلامية».

وقالت إدارة مستشفى المقاصد في القدس إن القرار «لم يكن مفاجئا إلا أنه قد أتى في وقت يمر فيه مستشفى المقاصد بأزمة خانقة نتيجة العجز الكبير بالتدفق النقدي لصالح المستشفى وتراكم الديون والمستحقات العالقة لدى الحكومة الفلسطينية».

وتعمل الحكومة الفلسطينية على تحويل عدد من المرضى من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة لمستشفيات القدس من أجل الخضوع لعمليات جراحية أو تلقي علاج لمرض السرطان.

وقال بسام أبو لبدة مدير عام مستشفى المقاصد في ذات البيان «تبلغ حصة المستشفى من مجمل المنحة الأمريكية 45 مليون شيكل».

وأضاف أن هذا المبلغ «يقدم الكثير لصالح أقسام المستشفى وتطوير خدماته المقدمة للمرضى الذين يفدون من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس المحتلة».

وتابع «حرمان المستشفى من هذا المبلغ يتطلب تدخلا سريعا من الحكومة الفلسطينية بتقديم دفعة إسعافية لا تقل عن 30 مليون شيكل حتى وإن كانت على شكل سندات، وذلك من أجل سد ضريبة الدخل والأرنونا (الأملاك) وصندوق المتقاعدين التي تفرضها حكومة الاحتلال في القدس».

من جهة أخرى حذر المسؤول السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ديب هاردن، من أن  هذا القرار سيؤدّي إلى «انهيار» شبكة المشافي في القدس المحتلة، خصوصًا وأنه سيضر بمرضى السرطان في فلسطين الذين يعتمدون على مشافي القدس للعلاج.

ويستهدف القرار الأمريكي بالأساس مشفيي «أوغوستا فيكتوريا»، وهو مشفى كنسي عريق إلى جوار جبل المشارف، و«سانت جورج» وهو أهم مشفى تخصصي لعلاج أمراض الأعين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة .

وقال مصدر في الخارجية الأمريكيّة إن «المبلغ سيتم تحويله إلى أهداف أخرى في الشرق الأوسط».

ويعدّ قرار الإدارة الأمريكية حسمًا لخلاف داخلها حول طريقة التعامل مع المشافي في القدس المحتلّة، إذ ترددت الإدارة في اتخاذ هذه الخطوة حتى بعد قرار تقليص 200 مليون دولار من الدعم الأمريكي للفلسطينيين، «خشية من أيّة تأثيراتٍ على الأوضاع الإنسانيّة»، بالإضافة إلى الذي مورس على إدارة ترامب لعدم التعرض للمشافي .

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال إنه سيستمر في قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين ما لم توافق القيادة الفلسطينية على مناقشة خطته للسلام التي تهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ«صفقة القرن».

جاء ذلك في مداخلة هاتفية استمرت لأكثر من 25 دقيقة، أجراها الرئيس الأمريكي وصهره وكبير مستشاريه، جاريد كوشنير، بالإضافة إلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، دافيد فريدمان، خلال مؤتمر للحاخامات اليهودية بمناسبة «رأس السنة العبرية».

وقال ترامب، خلال مداخلته الهاتفية التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن «الولايات المتحدة تدفع لكم مبالغ طائلة من المال. أنا الآن أقول لكم: نحن لن ندفع أي مبلغ حتى توافقوا على عقد صفقة، إذا لم تقوموا بعقد صفقة، فإننا لا ندفع لكم ».

وتابع ترامب «أنا لا أعتقد أن ذلك يعتبر عدم احترام. أعتقد أنه من عدم الاحترام أن لا تجلسوا إلى طاولة المفاوضات». وأكد أن «الولايات المتحدة ستواصل حماية إسرائيل في المنظمات الدولية «. وأوضح ترامب أنه يدعو إلى سحب ملف القدس وعدم إدراجه بين الملفات على طاولة المفاوضات، واعتبر أن ذلك سيجعل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين أسهل، وقال رئيس الولايات المتحدة إن «بإمكان اليهود أن يكونوا متفائلين بأن الإدارة ستنجح بالتوصل لحل للنزاع في اتفاق سلام».