omair-222
omair-222
أعمدة

الصحة .. ومضمون التغطية العلاجية الشاملة ..!

04 سبتمبر 2018
04 سبتمبر 2018

عمير بن الماس العشيت /كاتب وباحث -

[email protected]ـ

حرصت وزارة الصحة على تقديم كل ما لديها من جهود وخدمات صحية متطورة وعالية الجودة تتماشى مع المقاييس العالمية وكذلك مع الأهداف والخطط الاستراتيجية المدروسة والتي تسعى من خلالها لتوفير الرعاية الصحية لكافة المواطنين والمقيمين داخل السلطنة وتطوير المستشفيات والمراكز الصحية ومكافحة الأمراض المعدية والفيروسات وخلو السلطنة منها تماما .. الا أن التطور الكبير التي تشهده السلطنة في مجال النمو السكاني المتزايد وكذلك في توسيع المناطق الصناعية والقريبة من الاحياء السكنية والمتسببة في انتشار العديد من الأمراض وايضا الازمات المالية العالمية شكلت قوة ضغط على الوزارة وخلقت لها العديد من التحديات في سياساتها الصحية الراهنة وأهدافها الاسترتيجية , وذلك نتيجة تزايد عدد المرضى الذين يعانون من الأمراض المستعصية والحرجة والتي تحتاج الى عناية فائقة وتكاليف باهظة أثناء تطبيبها وفي كثير من الأحيان يتم ايفادها إلى الخارج إذا تعذر علاجها داخل السلطنة حيث تقدر تكاليف علاج المواطنين خارج السلطنة بملايين الريالات سنويا تقريبا فلو تم استثمار هذا المبلغ لمدة خمس سنوات لأدى الى بناء مدن طبية متكاملة في السلطنة تنافس مثيلاتها في دول العالم وتنهي ظاهرة العلاج خارج السلطنة.

لذا فان السبيل الوحيد الذي من شأنه تحقيق التغطية العلاجية الشاملة في السلطنة يتمثل في ضرورة انشاء مدن صحية متكاملة تتوفر فيها كافة الطواقم الطبية المتخصصة والخدمات الصحية كما هو الحال في كثير من دول العالم كذلك بضرورة تطبيق مشروع التأمين الشامل لدى المواطنين والذي طال انتظاره حيث سيحقق هذا المشروع العدالة والمساواة في نطاق الخدمات العلاجية والرعاية الصحية لكافة شرائح المجتمع سواء في الخارج أو داخل السلطنة وسيحل معاناة المرضى الذين ينفقون مبالغ كبيرة سواء من خلال استقطاع أجزاء من رواتبهم ومدخراتهم او بواسطة الاقتراض من البنوك للعلاج في المستشفيات الخارجية والتي تقوم على أساس الربحية التجارية . وبالتالي فانه لا مناص من تطبيق مشروع التأمين الصحي كونه يخدم المصلحة العامة .