1417031
1417031
العرب والعالم

حرب بيانات بين كابول وطالبان حول السيطرة على مدينة غزنة

11 أغسطس 2018
11 أغسطس 2018

كابول - (أ ف ب) - تؤكد الحكومة الأفغانية انها استعادة «السيطرة» أمس على غزنة المدينة التي تبعد ساعتين عن العاصمة كابول وتضم 280 ألف نسمة وكان ممثلوها حذروا مرارا من خطر تعرضها لهجمات.

وقالت وزارة الداخلية الأفغانية بعد ظهر أمس إن «التعزيزات وصلت إلى غزنة والمعارك مستمرة في قسمها الشمالي لكن القوات الأفغانية تسيطر على الوضع بالكامل».

وأكد الناطق باسم الوزارة نجيب دانيش في مؤتمر صحفي أن «المدينة لن تسقط».

وتخوض الحكومة الافغانية وحركة طالبان حرب بيانات حول وضع المدينة.

وقال نجيب دانيش ان القوات الأفغانية تقوم «بعمليات تفتيش وتمشيط .. انها تستغرق بعض الوقت لأن (مقاتلي) طالبان يختبئون في بيوت الناس».

لكن تعذر تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل اذ أن خطوط الهاتف مقطوعة في معظم الأحياء منذ بعد ظهر الجمعة.

وهي المرة الثانية في أقل من ثلاثة أشهر التي ينجح فيها مقاتلو طالبان في السيطرة، ولو لفترة وجيزة، على عاصمة ولاية، بعد سقوط فرح في منتصف مايو، قبل أن يستعيدها الجيش الأفغاني بسرعة.

وأكد الناطق باسم القوات الأمريكية في كابول اللفتنانت كولونيل مارتن اودونيل لفرانس برس أن «المدينة بقيت هادئة نسبيا الليلة الماضية وكان يمكن أن نرى الناس يتجولون».

وأضاف «لكن عمليات التطهير تتواصل ويبلغوننا عن اشتباكات».

وتابع أن مقاتلي «طالبان لم يحصلوا على شيء من هذا الهجوم، سوى بعض الاهتمام».

لكن هذا التفاؤل يتناقض مع تصريحات حاسمة للنائبة عن غزنة نافعة عظيمي.

فقد أكدت في اتصال هاتفي مع فرانس برس بعد ظهر السبت ان «معارك كثيفة تتواصل ويمكن أن تصبح أسوأ مع حلول الليل».

وقالت «الخوف استولى على غزنة»، معتبرة أن «الحكومة قصرت في حماية السكان».

وكانت نائبة أخرى عن غزنة، شاه غل رضايي قالت لفرانس برس صباح السبت ان «حكومة كابول تؤكد أنها تسيطر على الوضع، لكن الاتصالات التي أجريناها مع المسؤولين الميدانيين تفيد أن المعارك مستمرة في ضواحي المدينة».

وأضافت هذه النائبة التي لم تعد قادرة على الاتصال بدائرتها «للأسف قطعت طالبان الاتصالات بعد ظهر الجمعة ولم يعد هناك كهرباء في المدينة أيضا».

من جهتها، تصدر حركة طالبان بيانات تؤكد فيها انتصارها.

وقال الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد إن «المقاتلين أسروا كتيبة بأكملها الليلة الماضية وصادروا أسلحة وذخائر وأربع شاحنات»، مؤكدا ان مقاتلي الحركة «يحمون مدينة غزنة ويمنعون تقدم العدو»، في إشارة إلى القوات الأفغانية.

كما أعلن ذبيح الله مجاهد قبيل ظهر أمس أن مقاتلي الحركة استولوا على نقاط تفتيش جديدة بينها نقطة «سجن غزنة الذي تم تحرير كل سجنائه واقتيادهم إلى أماكن آمنة».

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية إن المعارك أسفرت خلال 36 ساعة عن سقوط 150 قتيلا في صفوف طالبان و25 من رجال الأمن وفني من التلفزيون الأفغاني.

وأضاف أن «أبراج اتصالات ومحطات إذاعية وتلفزيونية عديدة دمرت جزئيا».

وصرح قائد الشرطة المحلية فريد أحمد مرشال أن مقاتلي طالبان شنوا هجومهم مساء الخميس بين الساعة 23.00 ومنتصف الليل، بمهاجمة الحواجز الأمنية التي تطوق المدينة.

وتدخلت القوات الأمريكية بسرعة عبر شن غارات جوية بطائرات بدون طيار أو بمروحيات لدعم القوات البرية، بانتظار وصول تعزيزات عسكرية.

وتقع مدينة غزنة على محور استراتيجي بين كابول وقندهار ويصلها الطريق الدائري السريع الذي يربط بين المدن الكبرى في البلاد.

وقالت رضايي أن نواب المدينة حذروا السلطات مرارا في الأسابيع الأخيرة من ضعف غزنة وطلبوا إرسال تعزيزات لحمايتها.

وتابعت «حتى قبل المعارك، عقدنا اجتماعات بين النواب الستة وأعضاء مجلس الولاية لدى رئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله ووزير الداخلية.

قلنا لهم إننا نخشى سقوط غزنة».

وأكدت أن «اجتماعنا الأخير عقد عشية الهجوم» الذي بدأ الأربعاء الماضي.