oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

آفاق رحبة تنتظر الصناعات التحويلية العمانية

06 أغسطس 2018
06 أغسطس 2018

عندما انطلقت مسيرة التنمية لقطاع الصناعة العمانية، في أوائل ثمانينات القرن الماضي، تم التركيز والاهتمام بصناعات صغيرة، لسد بعض الاحتياجات الاستهلاكية وإيجاد منتج عماني يزداد جودة وكفاءة وقدرة على المنافسة تدريجيا، ومع مرور الوقت ووضع خطط لدفع قطاع الصناعة العمانية، كركيزة من ركائز التنمية المستدامة، تم الاهتمام بالصناعات المتوسطة والتحويلية، ومنها الصناعات البتروكيماوية، التي تقوم على تحويل المنتجات النفطية العمانية إلى صناعات أكثر تطورا وتحقيق قيمة مضافة لها، بدلا من تصدير المنتجات في حالتها الخام، وهو ما يعود بالفائدة على الدولة والمجتمع، ويسهم كذلك في تحقيق هدف التنويع الاقتصادي وزيادة مساهمة قطاع الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي.

وعلى مدى خطط التنمية الخمسية المتتابعة، والرؤية المستقبلية «عمان 2020» تم واقعيا قطع شوط كبير، وخطوات متتابعة، فأصبحت لدينا مناطق صناعية متطورة وحديثة، في الرسيل وصلالة وصحار وصور والدقم، إلى جانب مناطق تنمو وتتسع في نزوى وسمائل والبريمي وغيرها، كما أصبحت لدى السلطنة مجموعة من الصناعات المتعددة والمتنوعة والمتكاملة أيضا إلى حد كبير، حيث توجد الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتحويلية والثقيلة كذلك، وهو ما يعبر عن وضوح أهداف استراتيجية التنمية الصناعية في السلطنة، وتعاون حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والقطاع الخاص من أجل تحقيق الأولويات الوطنية.

ومن بين مشروعات صناعية كبيرة وذات تأثير اقتصادي واجتماعي كبير، تسهم شركة «النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية» -أوربك- بدور حيوي كرائدة للصناعات التحويلية في السلطنة، وفي تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الحاضر والمستقبل أيضا، سواء بحجم المشروعات التي تعمل في إطارها، في مجال المصافي والبتروكيماويات، والعطريات، والبولي بروبلين، أو بحكم الآفاق التي تنتظرها، حيث تتحول إلى مجمع صناعي متكامل وله وزنه على مستوى المنطقة، في للصناعات البتروكيماوية والتحويلية، خاصة مع اكتمال مجمع لوى للصناعات البلاستيكية الذي يجري العمل فيه على قدم وساق ويتم تشغيله عام 2020.

وفي الوقت الذي تحرص فيه «أوربك» على الأخذ بأحدث التقنيات العالمية في مجال الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية، والعناية بتدريب وتطوير كفاءة الكوادر العمانية بكل جوانبها، إلى جانب الاستثمار في مشروعات المسؤولية الاجتماعية لخدمة المجتمع المحلي، فإنها تعمل دوما على إتاحة الفرصة أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من مشروعاتها وعملياتها المختلفة، والأمثلة في هذا المجال عديدة وتبعث على الارتياح، خاصة وان «أوربك» هي نموذج واحد من نماذج عمانية كبيرة ومشرفة، على امتداد هذه الأرض الطيبة، وذلك بفضل التشجيع الدائم من جانب جلالة السلطان المعظم للصناعة، والتأكيد الدائم على أهمية الالتزام بمعايير الجودة، لتكون المنتجات العمانية مفخرة لنا في السوق المحلي وفي الأسواق الخارجية أيضا.