صحافة

تأثيرات الإدمان على الإنترنت والهواتف الذكية

06 أغسطس 2018
06 أغسطس 2018

التطور التكنولوجي الذي افرز لنا الهواتف المحمولة التي انتشرت بين الناس كالنار في الهشيم، حتى اصبح الناس لا يستطيعون الاستغناء عنها إلى أن وصلت إلى حد الإدمان، جعل وسائل الإعلام تسلط الضوء على التأثيرات السلبية للإدمان عليها.

صحيفة «ديلي ميل» نشرت تقريرا كتبته ايملي كينت سميث بعنوان «الإدمان على هواتفنا المحمولة»، ذكرت فيه أن كل من يحمل هاتفاً ذكيا (موبايل) يتطلع إليه مرة كل 12 دقيقة، وان 6 من بين كل 10 أفراد لا يستطيعون العيش بدون هاتف محمول، وأضافت أن النساء يتفوقن على الرجال في استخدام الهواتف المحمولة المربوطة بالإنترنت، كما أن الشباب البالغين يمكثون على الهاتف المربوط بالإنترنت أيضا بما يقدر بيوم كامل كل أسبوع.

ونشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا كتبه جيم واترسون، حول دراسة قامت بها هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة (اوفكوم)، كشفت فيها عن مدى اعتماد الناس الآن على الإنترنت، وقالت إن المواطن البريطاني العادي يقضي في المتوسط أكثر من 24 ساعة أسبوعيا على الإنترنت، وأن هذا الأمر يعادل ضعف المدة التي كانت قبل عشر سنوات، بالإضافة إلى أن واحدا من كل خمسة أشخاص بالغين ينفقون ما يصل إلى أربعين ساعة أسبوعيا على شبكة الإنترنت.

وأرجعت الدراسة ذلك جزئيا إلى الزيادة في الاستخدام من قبل أولئك الشباب في سن 16 إلى 24، حيث يقضون في المتوسط 34.3 ساعة أسبوعيا. كما كشفت الدراسة أيضا انخفاض وقت اجراء المكالمات عبر الهواتف الذكية بسبب استخدام بديل لها وهو «الواتساب» و«فيسبوك ماسنجر». وان خُمس البريطانيين البالغين يشعرون بالتوتر إذا لم يتمكنوا من التواصل عبر الإنترنت. وان النساء يقضين وقتا أطول من الرجال بسبب زيادة المستخدمات في سن 18 إلى 34، والانتشار الواسع في وسائل الإعلام الاجتماعية. وفي نفس السياق نشرت صحيفة «ديلي تلجراف» تقريرا قالت فيه ان «اوفكوم» ترجع الزيادة في استخدام الإنترنت إلى تزايد مستخدمي الهواتف الذكية، حيث يستخدمها الآن 78% من السكان مقارنة بـ17% فقط عام 2008، أي العام الذي تلا إطلاق أول هاتف آيفون.

ويقول تقرير «اوفكوم» إن 40% من البالغين ينظرون في هواتفهم خلال خمس دقائق فقط من استيقاظهم، ويراجع 37% من البالغين هواتفهم قبيل إغلاقها للنوم. وان الجيل الأصغر سنا هم الأكثر إدمانا، فمن هم في سن 15 إلى 24 يقضون على الهاتف 4 ساعات في المتوسط يوميا مقارنة بساعتين و49 دقيقة للأشخاص البالغين. والصغار يراجعون هواتفهم أيضا كل 8.6 دقيقة، أي أكثر تكرارا من أي فئة عمرية أخرى.

وفيما تبرز «أوفكوم» فوائد استخدام الهاتف الذكي والانترنت في البقاء على اتصال بالأسرة، فإنها تشير أيضا إلى التوتر وارتباك الحياة الشخصية والعائلية. وفي ذلك يقول 15% إن الهواتف الذكية جعلتهم يشعرون بأنهم في عمل دائم، وأقر 54% بأنهم قطعوا المحادثات المباشرة مع الأصدقاء والعائلة، واعترف 43% بالإسراف في الوقت الذي ينفقونه على الإنترنت، وشعر أكثر من الثلث بالتوتر والعزلة بدون هواتفهم، وشعر 29% بأنهم ضائعون بدونها، بينما قال واحد من كل عشرة إن التخلي عن الهاتف كان يحررهم، أو يجعلهم أكثر إنتاجية.

وفي تقرير آخر كتبه تشارلز هيماس لصحيفة «ديلي تلجراف» أشار فيه الى توصية عالم النفس الدكتور جون غولدون، بجامعة رويال كوليدج البريطانية، بضرورة أن تصدر الحكومة توجيهات تحث فيها الآباء على عدم إعطاء هواتف ذكية للأطفال الأقل من 11 عاما، حيث إن ذلك سيساعد الوالدين على مقاومة مطالب الأبناء. كما نبه إلى ضرورة عدم مكوث الأطفال اكثر من ساعتين يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يتعرضون للاكتئاب والقلق.

وفي صحيفة «الاندبندانت» كتبت مراسلة التعليم، راتشيل بيلز، تقريرا أشارت فيه مؤتمر عقد في لندن لمدراء المدارس والمدرسين، تم فيه التحذير من ان إعطاء الطفل هاتف ذكي يشبه إعطائه جراما من الكوكايين. فالوقت الذي يقضيه الأطفال مع الأصدقاء عبر «سناب شات» و«انستجرام» قد يجعلهم مدمنين بشكل خطير مثل إدمانهم على المخدرات والكحول.