humdah
humdah
أعمدة

أسئلتي من يجيب عنها ؟

05 أغسطس 2018
05 أغسطس 2018

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

انتبهت إلى عيون صغيرة ترمقني بغضب من خلف القاعة، نظراتها كانت تنم عن حقد استشعرته في كل ذرة من كياني فقد اخترقتني نظراتها كرصاصة بطريقة أفزعتني، بذلت جهدا جبارا في أن أتمالك نفسي، تجنبت النظر إليها طوال الجزء الأول من الورشة التي كانت حول رسم الأهداف تطوعت أن أعطيها مجموعة من الطالبات.

بعد الاستراحة وجدتني قد استجمعت بعضا من شجاعتي وتجرأت للمرة الأولى أن انظر إليها وأبتسم لها بحنو، لم تزدها نظرتي إلا استياء أدهشني، بقيت لدقائق أتفحص ملامح الصغيرة لعلني أتعرف عليها، وينكشف لي سبب غضبها هذا، لكنها لم تكن تشبه أي أحد أعرفه.

اقتربت منها في فترة التمرين العملي الذي لاحظت أنها لم تشارك فيه وسألتها: وأنت يا صغيرتي ما هو هدفك، فنظرت إليَّ نظرة اخترقت قلبي خالني أنها هشمته قطعا: هدفي أن أموت لكن الله لم يستجب حتى لهذا الطلب.

أجبتها: بالطبع لن يستجيب الله لطلب كهذا، ويحرم العالم من فتاة رائعة مثلك، إنه يحبك بما يكفي ليبقيك على قيد الحياة حتى تشهدي بعينيك ما يخبئ لك من مفاجآت جميلة في مستقبل رائع رسمه لك، يختلف ربما عن المستقبل الذي رسمتيه لنفسك، سحبت كرسي وجلست قبالتها وبدأت أتحدث إليها ، وجدت أمامي فتاة على درجة عالية جدا من الذكاء والوعي، لكنها ضحية تفكك أسري حطم تقديرها لذاتها وثقتها في العالم من حولها، وأوصلها للشك حول الذات الإلهية، ومما زاد الطين بلة أن من حولها حاولوا منعها من طرح أسئلة، تسألها هي وكثيرون من أبناء هذا الجيل الذي وجدوا أنفسهم منفتحين على العالم بدون حواجز، وفي عمر صغير جدا، لابد أن تظهر لديهم كثير من الأسئلة، سعينا ككبار أن نطمسها ونحرمهم من البحث عن أجوبتها عندنا؛ لأننا لا نملك الإجابة أحيانا، عوضا عن مساعدتهم في البحث عن الإجابات عند أصحاب العلم، فذهبوا يبحثون عنها بطرقهم الخاصة لكن هذا البحث أوصلهم إلى سبل خطيرة جدا.

إذا عرف السبب بطل العجب، عندما كسرت الحاجز بيننا، واستطعت أن أصل إليها وإقناعها بأن تضع هدفا، سنعمل معا على تحقيقه، ناولتني ورقة خطت عليها هدفها وكان (أريد أمي أن تحبني وتحتضنني)، هدفا اختصر كل المعاناة، وأجاب على كثير من الأسئلة التي جالت بذهني لحظتها.