كلمة عمان

يومٌ أشرقت فيه شمس النهضة المباركة

22 يوليو 2018
22 يوليو 2018

اليوم هو يوم الثالث والعشرين من يوليو المجيد، يوم تاريخي مجيد لعمان، ليس فقط للجيل الذي شهد إشراقة شمس النهضة المباركة، وإعلان حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بداية عهد جديد للوطن والمواطن، في جميع المجالات، وعلى كل المستويات، والأجيال التي تنعم الآن بالحياة في ظل العهد الزاهر لجلالة القائد المفدى، ولكن أيضا بالنسبة للتاريخ والحاضر والمستقبل العماني، بكل المعاني، وبدون أدنى مبالغة.

في مثل هذا اليوم قبل ثمانية وأربعين عاما، كانت عمان، وطنا وأرضا ومواطنا ومجتمعا، حاضرا ومستقبلا، على موعد مع باني نهضة عمان الحديثة، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أعزه الله- إنه موعد انتظره أبناء الوطن بشوق وتطلع وأمل، وبالفعل جاء جلالته – أبقاه الله – ليدشن مسيرة النهضة العمانية الحديثة، متسلحا بالوعي العميق، وبالإرادة الصلبة، وبُعد النظر، ومؤمنا، إلى أبعد الحدود أيضا، بقدرة المواطن العماني، وواثقا من نجاح المسيرة، التي انطلقت في ظل ظروف صعبة على كافة المستويات.

نعم، سيظل يوم الثالث والعشرين من يوليو عام 1970، يوم النهضة المباركة، يوما فارقا في حياة ومسيرة الوطن والمواطن، أمس واليوم وغدا، فمنه انطلقت مسيرة التنمية والبناء، بامتداد أرض عمان الطيبة، وفي كل المجالات، ومنه أيضا أعلن جلالته – حفظه الله ورعاه – أحد أهم المبادئ الذي ظل حتى الآن أحد أهم ركائز العمل الوطني، وهو مبدأ الشراكة بين الحكومة والمواطنين، في جهود العمل والبناء من أجل حياة أفضل لكل أبناء الوطن، وعلى قاعدة المواطنة وحكم القانون، فالحكومة والمواطنون «كالجسد الواحد»، وأنه بالتعاون والتساند والمشاركة تتحقق أهداف الوطن والمواطن. وبقدر ثقة جلالة القائد المفدى في المواطن العماني وفي قدراته، كان التجاوب والاستجابة الفورية، والواسعة النطاق، على امتداد أرض عمان الطيبة، وبفضل هذا التماسك والوحدة الوطنية، انطلقت مسيرة التنمية والبناء، بقوة وطاقة كبيرة، ولم يفت في عضدها، ولم يعرقلها، مشكلات هنا أو هناك، ولا ضرورة وحاجة للبناء من الصفر، ولا افتقار للبنية الأساسية؛ لأنه كانت هناك ولا تزال قيادة تاريخية، تتحمل مسؤولياتها بحب عميق للوطن والمواطن، وبحرص شديد على تحقيق كل ما يمكن أن يسعد المواطن العماني، ويحقق له حياة أفضل في الحاضر والمستقبل، كما كانت ولا تزال هناك جماهير عمانية وفية ومخلصة، لا تبادل جلالة القائد المفدى الحب فقط، ولكنها أكدت، ومنذ اللحظات الأولى لانطلاق المسيرة المباركة، الولاء والتأييد والعرفان لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- واستعدادها التام لبذل الغالي والنفيس، جنودا أوفياء تحت راية جلالته الخفاقة، للذود عن حياض الوطن وحماية منجزات مسيرته الوطنية. وبهذه القوة وهذا العنفوان تنطلق المسيرة محققة الخير والنماء والازدهار لكل أبناء الوطن، أينما كانوا على امتداد هذه الأرض الطيبة.

وفي هذا اليوم المجيد يشرفنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمقام السامي لجلالة السلطان المعظم باني نهضة عمان الحديثة، مجددين العهد والولاء، للسير والعمل تحت راية جلالته الخفاقة، لتحقيق كل ما يصبو إليه الوطن والمواطن من أمن وأمان واستقرار وازدهار في الحاضر والمستقبل.