1398147
1398147
تقارير

ماي تفادت تمردا من نوابها لكن عليها إقناع الاتحاد الأوروبي

20 يوليو 2018
20 يوليو 2018

لندن - (أ ف ب) - نجت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بصعوبة في اليومين الماضيين من تمرد داخل حزبها كان يهدد بالإطاحة بها، لكن أمامها الآن مهمة إقناع الناخبين والاتحاد الأوروبي بخطتها حول بريكست.

اجرت ماي هذا الأسبوع زيارة إلى ايرلندا الشمالية ضمن جولة في بريطانيا لإقناع الناخبين بخطتها الإبقاء على علاقات تجارية وثيقة بالاتحاد الأوروبي بعد بريكست في مارس المقبل.

وأجرى وزيرها الجديد لبريكست دومينيك راب - المعين الأسبوع الماضي بعد استقالة سلفه - محادثاته الاولى في بروكسل الخميس وتعهد «تكثيف» مفاوضات الانسحاب.

ولا تزال ماي تواجه غضبا كبيرا من حزب المحافظين الذي تنتمي له، ازاء خطتها تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي في تجارة البضائع بعد بريكست، والتي اطلق عليها «بالاسم بريكست».

ولكن فيما لا يزال الخطر محدقا بزعامتها، نجت عقب استقالة اثنين من وزرائها وتفادت هزيمة في البرلمان من جانب المؤيدين للاتحاد الاوروبي.

وقال اناند منون، مدير قسم المملكة المتحدة في مركز الابحاث «تشينجينغ يوروب» (تغيير اوروبا) ومقره في جامعة كينغز كولدج بلندن «للمرة الاولى لديها حكومة ملتفة حول رؤيتها».

وقال ان استقالة وزير بريكست ديفيد ديفيس ووزير الخارجية بوريس جونسون ربما ساهمتا بالفعل في اقناع بروكسل بأخذ خطتها بجدية.

وقال منون لوكالة فرانس برس «ذلك يسمح لها بطريقة مقنعة ان تلتفت الى الاتحاد الاوروبي لتقول: اني اواجه هؤلاء الأشخاص واحتاج لبعض المساعدة».

واضاف «الاتحاد الأوروبي لا تعجبه (الخطة) لكن الصمت دليل على انهم يتفهمون مدى حساسية الأمر».

أمام الهاوية

أيد البريطانيون في استفتاء في يونيو 2016 مغادرة الاتحاد لأوروبي لكن الحكومة منقسمة حول مسألة العلاقات المستقبلية.

وفيما الوقت داهم، جمعت ماي وزراءها المتحاربين في 6 يوليو واقنعتهم بتأييد منطقة تجارة حرة للبضائع.

وادت الخطة الى تفجر غضب مؤيدي الانفصال التام عن الاتحاد الأوروبي واستقال عدد من المساعدين في أعقاب استقالة ديفيس وجونسون.

وواجهت ماي عدائية علنية من نواب حزبها، وسألها احد هؤلاء النواب في مجلس العموم ان كانت تستطيع ان تفسر «في اي مرحلة اتخذ القرار بأن بريكست يعني البقاء؟»

وخشية نواب مشتتين قد يحاولون التخطيط ضدها، سعت ماي الى تقريب عطلة البرلمان، قبل ان تتخلى عن الفكرة لغياب التأييد لها.

غير انها نجت في تصويت حاسم كان من شأنه ان يجبرها على محاولة إبقاء بريطانيا في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما رفضته تكرارا.

وفي اجتماع لنوابها الأربعاء، حصلت على وعود بالتأييد، واعلن احد أولئك النواب انه سيتراجع عن رسالة سحب الثقة التي قدمها قبل اسبوع.

وقال سايمون كلارك للصحافيين إنه لا يزال يعارض خطة ماي لكنه يشعر بالصدمة للاقتتال داخل الحزب.

وقال «كنا على حافة الهاوية في الأيام الاخيرة.لسنا بحاجة إلى حرب داخل حزب المحافظين».

خطة لاحتمالات الفشل

وحتى اذا تمسكت ماي بخطة بريكست وضمنت تأييدا كافيا للمصادقة عليها في البرلمان، فإنه من غير الواضح بعد إن كانت ستحظى بموافقة الاتحاد الاوروبي.

وقال المنتقدون إن الخطة لا يمكن تطبيقها والاتحاد الاوروبي حذر مرارا من أنه لن يسمح لبريطانيا بان تختار الأجزاء التي تريد الالتزام بها من السوق الموحدة.

وكل من المفوضية الأوروبية وبريطانيا يقولان إنهما يريدان اتفاقا، لكنهما يكثفان الاستعدادات لاحتمال فشل المحادثات.

وبالنسبة للبعض في بريطانيا، فإنهم يعتبرون الخلافات داخل حزب المحافظين مؤشراً على ان البرلمان لن يوافق على طريق للمضي قدما وان الطرق الوحيدة المتاحة هي مغادرة الاتحاد الأوروبي من دون التوصل لاتفاق او طرح القرار أمام تصويت آخر.

وهذا الاسبوع انضمت جاستين غرينينغ، وزيرة التعليم السابقة في حكومة ماي، الى اصوات كبار أعضاء حزب المحافظين المطالبين باستفتاء ثان.

وعبر رئيس الحكومة العمالي السابق توني بلير عن رأي مماثل وقال لوكالة فرانس برس «بما ان هذه المسألة بدأت باستفتاء، بصراحة لا يمكن إنهاؤها إلا بتصويت جديد».