1392544
1392544
العرب والعالم

مقتل شخصين في انفجار بالقطاع وتشييع الطفلين الشهيدين

15 يوليو 2018
15 يوليو 2018

غارات إسرائيلية على مواقع لحماس رغم الهدنة -

القدس- غزة- (وكالات): ذكرت الشرطة في غزة أنها تحقق في السبب وراء انفجار أودى بحياة رجل وابنه في القطاع أمس.

وقع الانفجار بعد ساعات قليلة من الإعلان عن وقف لإطلاق النار أنهى تفجرا في القتال بين إسرائيل ونشطاء غزة، لكن الشرطة لم تشر إلى مسؤولية إسرائيل عن الحادث. وقال المتحدث باسم الشرطة العقيد أيمن البطنيجي «وقوع انفجار في منزل غرب مدينة غزة، صباح امس ، أدى لاستشهاد المواطن أحمد منصور حسان (35 عاما)، ونجله الطفل لؤي أحمد حسان (13 عاما)». وأضاف «الشرطة تفتح تحقيقا لمعرفة أسباب الانفجار».

ميدانيا أطلقت طائرة عسكرية إسرائيلية، أمس، صاروخا في منطقة يتواجد فيها مجموعة من مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بالقرب من الحدود الشرقية لقطاع غزة، دون الإعلان عن وقوع إصابات. وأفاد مراسل الأناضول بأن «طائرة عسكرية إسرائيلية أطلقت صاروخا باتجاه أرض تواجد فيها مجموعة من مطلقي الطائرات والبالونات شمالي قطاع غزة»، ولم تسجل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أي إصابة جراء القصف. بدوره قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، أمس: إن طائرة عسكرية أغارت على خلية تابعة لحماس ، بزعم أنها كانت تهم بإطلاق بالونات من «شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل».

ويطلق ناشطون فلسطينيون طائرات ورقية وبالونات حارقة، باتجاه المستوطنات المحاذية لغزة منذ بداية مسيرات «العودة» التي انطلقت نهاية مارس الماضي؛ ما أسفر عن إحراق آلاف الدونمات الزراعية.

و هذا القصف الثاني منذ التوصل إلى تفاهمات «وقف إطلاق نار» بين فصائل فلسطينية وإسرائيل، بوساطة مصرية مساء أمس؛ حيث كان القصف الأول بعد أقل من ساعة من إعلان عودة الهدوء.

ونفذت إسرائيل عشرات الضربات الجوية على حركة حماس المهيمنة على غزة السبت وأطلق مسلحون أكثر من 100 صاروخ عبر الحدود. وجرى الإبلاغ عن مقتل فتيين فلسطينيين فحسب في أعمال العنف تلك.

ميدانيا أيضا تراجع التصعيد نسبيا صباح امس في قطاع غزة والبلدات الإسرائيلية المجاورة غداة أعنف مواجهة عسكرية في المنطقة بين إسرائيل وحركة حماس التي أكد رئيس وزراء إسرائيل أنها تكبدت «أقسى ضربة» منذ حرب 2014.

مساء السبت، أكدت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، لكن التهدئة لا تزال هشة بعد تسجيل إطلاق قذائف وغارات ليلا.

شن الجيش الإسرائيلي السبت عشرات الغارات الجوية موقعا قتيلين في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من عمرهما في القطاع من حيث أطلقت نحو 200 قذيفة باتجاه إسرائيل. وقال مسؤول في الأمم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه ان المبعوث الخاص للأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادنوف موجود في غزة امس حيث يعمل «مع جميع الفاعلين المعنيين على تهدئة الوضع».

وشهد السبت تصعيدا في إطلاق القذائف من قطاع غزة والغارات الإسرائيلية غداة احتجاجات على الحدود شرق القطاع الجمعة قتل خلالها فلسطينيان وأصيب وأكثر من 200 بجروح. وقد أصيب أربعة إسرائيليين إثر سقوط قذيفة على منزل في مدينة سديروت القريبة من غزة وتقع في مرمى القذائف التي تطلق من القطاع، وفق السلطات الإسرائيلية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن الغارة التي قتل فيها السبت الفتيان استهدفت مبنى في غرب مدينة غزة. وأضافت انهما كانا في الشارع أمام المبنى الذي كان خاليا لدى وقوع الغارة.

وكان المبنى في الماضي يضم المكتبة الوطنية، لكن الجيش الإسرائيلي قال إن حماس كانت تستخدمه «مركز تدريب».

وأوقعت الغارات الإسرائيلية السبت 25 جريحا فلسطينيا على الأقل، وفق وزارة الصحة في غزة.

وتؤكد حماس انها قصفت البلدات الإسرائيلية ردا على غارة شنتها إسرائيل الجمعة بعد إصابة جندي في انفجار قنبلة على الحدود.

وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم: إن «حماية شعبنا والدفاع عنه هو مطلب وطني وخيار استراتيجي».

وتحمل إسرائيل حماس مسؤولية التصعيد الأخير علما ان مواجهات السبت هي الأعنف منذ الحرب التي خلفت دمارا هائلا في قطاع غزة قبل أربعة أعوام، ووقعت المواجهات بعد أكثر من ثلاثة أشهر من التظاهرات الاحتجاجية على طول الحدود.

وأكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو في مستهل اجتماع مجلس الوزراء ان الجيش كبد حماس «أقسى ضربة» منذ 2014.

وأضاف: «يقال إن اسرائيل وافقت على وقف لاطلاق النار يتيح متابعة أعمال الرعب الحارقة باستخدام بالونات وطائرات ورقية، هذا خطأ، لن نقبل بشن أي هجوم علينا». ومنذ 30 مارس، ينظم الفلسطينيون في قطاع غزة «مسيرات العودة» لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها او هجروا منها في عام 1948 لدى اقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ اكثر من عقد. وقتل 141 فلسطينيا بنيران الجيش الاسرائيلي منذ بدء هذه التظاهرات وأصيب أكثر من أربعة الاف بجروح. ولم يُسجل أي قتيل في الجانب الاسرائيلي.

وتسببت البالونات والطائرات الورقية المشتعلة بحرق أكثر من 2600 هكتار من الأراضي في اسرائيل، وفق السلطات. وأكدت الجيش الاسرائيلي في بيان امس ان «حماس تواصل استخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية مهددة حياة المدنيين». أغلقت اسرائيل في 9 يوليو معبر كرم ابو سالم الوحيد لعبور البضائع بين اسرائيل والقطاع ردا على اطلاق الطائرات الورقية الحارقة.

خاضت اسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008، ومنذ 2014، يطبق وقف هش لإطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الدولة العبرية والقطاع. شهد القطاع مواجهة في نهاية مايو، وأعلن الجيش الإسرائيلي حينها إنه ضرب 65 موقعا عسكريا لحماس ردا على إطلاق نحو مئة قذيفة باتجاه إسرائيل. وقد شيّع المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة، أمس، جثماني طفلين استشهدا جرّاء القصف الذي شنّته طائرات إسرائيلية حربية على مبنى غير مأهول في منطقة سكنية بمدينة غزة، أمس الأول.

وأدى المشيّعون صلاة الجنازة على جثماني الطفلين «أمير النمرة» (15 عاما)، و«لؤي كحيل» ( 16 عاما)، في مسجد «الشهيد عبد الله عزام»، في حي الصبرة بمدينة غزة. وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خلال مشاركته بالتشييع:« دماء الأطفال لن تذهب هدرا، ولن يفلت العدو من العقاب على أيدي المقاومة والشعب الفلسطيني». وأضاف:« إن العدو الذي يسعى لفرض معادلات في قواعد الاشتباك، تقف له المقاومة بالمرصاد وتربك حساباته وتفرض معادلاتها العصيّة على الكسر». وجدد هنية تأكيد حركته على أن «مسيرات العودة وكسر الحصار لن تتوقف حتى تحقيق كل أهدافها، وفي مقدمتها رفع الحصار عن قطاع غزة». وبيّن أن «المجتمع الدولي والإقليمي يقف على مفترق طرق بسبب تلك المسيرات التي وضعت القضية الفلسطينية على واجهة الاهتمام العالمي من جديد، ووضعت مسألة غزة على الطاولة بقوة».

وتابع هنية:«في الوقت الذي يخطط فيه لتصفية فلسطين، يقف هذا الشعب في غزة والضفة وكل مكان، ليقول لا لتصفية القضية ولا لصفقة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، ولا للتنازل عن القدس، ولا لشطب حق العودة، ولا للاعتراف بالمحتل».