oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

البحث العلمي والابتكار وسياسة النفس الطويل

14 يوليو 2018
14 يوليو 2018

إذا كانت التنمية المستدامة، وتحقيق مزيد من التطور والازدهار الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع وللمواطن العماني، هي من أهم الأهداف والأولويات لمسيرة النهضة العمانية الحديثة، التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- فإن الإيمان العميق بأهمية وضرورة اتباع الأساليب العلمية، والدراسة الموضوعية للخيارات والبدائل المختلفة في مختلف قطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تجسد في جوانب عديدة منها الرعاية السامية، الشاملة والمتواصلة للعلم وللبحث العلمي في السلطنة، وهو ما عبر ويعبر عن نفسه في العديد من سبل الدعم السامي السخي للبحث العلمي، وللباحثين والنابهين من أبنائنا وبناتنا، وكان إنشاء مجلس البحث العلمي ملمحا بالغ الأهمية والدلالة في هذا المجال.

وفي الوقت الذي تحقق فيه مؤسسات التعليم العالي في السلطنة تقدما وتطورا واضحا وملموسا، أكاديميا وبحثيا، فإن مجلس البحث العلمي، وبالتعاون مع العديد من المؤسسات العلمية والباحثين والمتخصصين ومؤسسات القطاع الخاص، يعمل جاهدا من أجل استكمال البنية الأساسية الضرورية لخدمة البحث العلمي في السلطنة، والدفع به في مسارات واضحة ومحددة، تحقق التزاوج الفعال والتكامل بين برامج التنمية واحتياجاتها الحالية والمستقبلية من ناحية، وبين المشروعات البحثية التي يدعمها ويرعاها مجلس البحث العلمي وجهود الابتكار والتطوير المختلفة من ناحية ثانية، وبما يخدم أولويات المجتمع والاقتصاد العماني في مراحل تطوره المختلفة، ويسهم في تحقيق مزيد من التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتحسين نوعية الحياة للمواطن العماني أيضا. وفي هذا الإطار فإن حديث صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان رئيس مجلس البحث العلمي، الذي نشرته مجلة «شرفات المجلس» التي يصدرها مجلس الدولة في عددها الأخير يكتسب في الواقع الكثير من الأهمية، لأنه يلقي الكثير من الضوء، وبتفكير سلس ومنظم، على «أحد أهم أعمدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية» في البلاد، وما يبذل من جهود طيبة للعمل على جعل السلطنة ضمن أفضل عشرين دولة في مجال الابتكار عام 2040، وهو هدف تتكامل أسسه ومقوماته واحتياجاته وخططه ضمن استراتيجية البحث العلمي، واستراتيجية الابتكار، والمراحل الثلاث التي أشار إليها سموه لتنفيذ استراتيجية البحث العلمي وهي مراحل التمكين، والمواءمة، وبناء المستقبل، بما في ذلك إنشاء معهد تكامل التقنيات ومركز التميز البيئي وبرنامج الكراسي البحثية في المؤسسات الأكاديمية المختلفة ومنصة (إيجاد) الإلكترونية لتفعيل التعاون بين القطاع الصناعي وبين القطاع الأكاديمي والبحثي، وتشجيع الابتكار بكل السبل الممكنة، وهي خطوات تتبع أسلوب النفس الطويل واستجماع كل سبل النجاح الضرورية وإتاحة الفرص أمام أبنائنا وبناتنا المتميزين للعمل والابتكار والإسهام في تحقيق تقدم وتميز في مجالات ذات أولوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما حقق نجاحات محددة في الفترة الأخيرة. وفي هذا الإطار أيضا فإنه ليس مصادفة أبدا أن تحقق السلطنة تقدما بارزا على مؤشر الابتكار العالمي لعام 2018، حيث جاءت في المرتبة التاسعة والستين على المستوى العالمي، وكانت العام الماضي في المرتبة السابعة والسبعين، أي أنها تقدمت ثمانية مراكز خلال عام واحد، وهى قفزة تعزز الثقة في تحقيق الهدف المنشود تحقيقه عام 2040 والمتمثل في أن تكون السلطنة بين أفضل عشرين دولة في مجال الابتكار.