yesra
yesra
أعمدة

ربما: زحمة أشواق

11 يوليو 2018
11 يوليو 2018

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

مدخل:

( ‏مدريِ أداويِ الشُوق وإلّا أدفنه؟!)

••••••••••

تعوّدت عليك والتعوّد أقوى من الحُب أحياناً ‏فلا تؤذني فيك

لا تُطفئ نورك بداخلي

لا تجعلني أعاني غيابك

لا تشعرني أني قد أفقدك

فجأة.. في غمضة عين

أني قد أفتح عيني يوماً

ولا أجدك حولي

فلا يكون في الوجود.. وجود لك فيه

لا تُخليني وحيدةً بين زحمة الناس

أشاغب فراغ الوقت دونك

فأنا مكتفية جداً بخيباتي القديمة

ولم أعد أملك شجاعة الحذف من حياتي

حذف الأشخاص

حذف الأحداث

حذف الذكريات

حذف الحنين

الرسائل

الهـدايا

العطور

لم أعد أملك هذه الطاقة أبداً.

الحب أحياناً لا يأتي على الكيف كثيرة هي المشاعر التي ليس لنا فيهـا يد

وليس لنا عليها من سُلطان

حين أسافر

يزداد بي الشوق جداً

وأكثر الأشياء إجراماً بحق الشوق

هو العطر!

العطر دائما يثير كل الذكريات القديمة

العطر يأخذنا إلى أماكن زرناها معاً

ويمضي بنا نحو أيامٍ قضيناها سَوى

العطر يحملنا إليهم

فوق أجنحة الغياب

حاسة الشم هي أقوى أنواع الحواس

وأقساهـا على النفس جداً

فبعد الفراق:

نحنُ نبحث عن كل شيء كان يربطنا بهم

صورة في بروّاز

أغنية كنا نسمعها معاً

مكان أنيق

فنجان قهوة

أيُّ شيءٍ يُعيدنا إلى الزمن الجميل

فسبحان من أسرى.

أنا رقم واحد في الجراح وأشهر من نار على علمٍ في الألم

في معاناة القلوب

في تحمّل أسباب الغياب

أنا أقّل النساء حظّاً في الحُب

‏في قلّة الأصدقاء

‏في الاغتراب

حاولت كثيراً ألا أكون مليئة بالندوب

ألا أحب من مسافات بعيدة

ألا أكون مكملةً لأحد

ألا أحرم نفسي من الحياة

حاولت ألا أتعلق بشخصٍ لا يهتم بي

شخص يَهُون عليه حُزني

وبكائي.. وألمي

لا يُزاحمني تفاصيل حياتي

لايملأني بالمفاجآت

لا يحفظني عن ظهر قلب

لا يهـتم بتواريخي المهمة

بأشيائي التي أحب

والتي لا أحب

شخص يشتاق إلي

يفتقدني إذا تعمّدت الغياب

وفشلت.

بعض الآلام ليس لها ملامح لا تكشفها فحوص الأطّباء

ولا أشعة المشفى

ولا حتى المريض يستطيع التعبير عنها

تشعر بها تُتعبك

تقضّ مضجعك

تُذهب من عينيك النوم

تسرق منك ألفَ حلم وحلم

ولا تعرف سببها!

هذهِ أوجاع الحُب تماماً»

ففي الحب لا توجد معادلة كاملة

ولا معادلة متساوية

دائماً هناك طرف مظلوم

يحب أكثر

يمنح أكثر

يضّحي أكثر

يشتاق أكثر

يتألم أكثر

دون أن يشعر به أحد.

  • إليه حيثما كان:

    ‏‏ليتك تعرف الشوق في غيبتك كيف

    ‏تراني أحبك .. ولا عاد تبطي!