oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

وقف المعارك في درعا السورية ..خطوة طيبة !

07 يوليو 2018
07 يوليو 2018

في ظل المعارك، وحمامات الدم التي تدفع ثمنها الشعوب العربية، وخاصة العزل من أبنائها والباحثين عن غد أفضل لهم ولأسرهم، من اليمن إلى سوريا وليبيا، وبغض النظر عن الأسباب، أو المبررات، على هذا الجانب أو ذاك، وهو أمر خضع ويخضع للكثير من الجدل واختلاف وجهات النظر، المرتبطة عادة بحسابات سياسية، وبالطبع مصالح ظاهرة ومستترة، لمختلف الأطراف، بعيدا عما هو معلن منها وغير المعلن، فإنه من المؤكد أن وقف القتال في أي دولة أو بقعة عربية، والعمل على استعادة الهدوء والسلام والاستقرار لأبناء الدول الشقيقة، هو أمر طيب وخطوة في الاتجاه الصحيح، على الأقل من وجهة نظر هؤلاء الذي اكتووا بنيران الحروب، على مدى السنوات الماضية، أما ما يراه دعاة الحرب، أو حسابات الذين يصبون مزيدا من الزيت على نيرانها، حتى لا تنطفئ ولا تهدأ، فهو أمر آخر، وستحاسبهم عليها تلك الشعوب المتضررة في النهاية.

وفي هذا الإطار، فإن أنباء وقف القتال في محافظة درعا السورية، على الحدود مع المملكة الأردنية الهاشمية، وسيطرة قوات الجيش العربي السوري على معبر (نصيب) بين الحدود السورية والأردنية، وبدء تسليم قوات المعارضة السورية لأسلحتها الثقيلة والمتوسطة، والإعداد لنقل معارضي الاتفاق إلى شمال سوريا، هي أنباء طيبة، لسبب بسيط وهو أنها توقف أعمال القتل والمواجهات بين أبناء الشعب السوري الشقيق، وتضيق الخناق، وتسحب السجادة من تحت أرجل آلاف القتلة من الميليشيات العابرة للحدود، والتي تداعت إلى الأراضي السورية، لا لشيء إلا المشاركة في الحرب ضد الشعب السوري الشقيق، وهى الحرب التي موّلتها أطراف عديدة، ولأسباب متعددة أيضا، وليس من بينها بالتأكيد مصالح الشعب السوري الشقيق في الحاضر أو في المستقبل، لأن نتائج الحرب، أي حرب، معروفة تماما على كل الأصعدة ولكل الأوساط.

وفي الوقت الذي قامت وتقوم فيه موسكو بدور نشط من أجل التوصل إلى تلك الاتفاقات، ليتمكن الجيش السوري من استعادة سيطرته على كل الأراضي السورية، وتطهيرها من العناصر الإرهابية، بكل مسمياتها، ويدفع بها إلى خارج الأراضي السورية، وتستعيد السلطات السورية سيطرتها على كل الأراضي السورية، وتنسحب كل القوات التي دخلت سوريا عنوة، أو جريا لتحقيق أهداف ومصالح خاصة بها وبدون تنسيق أو دعوة من السلطات السورية الرسمية، فإن دعوة السلطات السورية لأبناء الشعب السوري للعودة إلى قراهم ومدنهم وأرضهم وإنهاء مرارة ومعاناة النزوح واللجوء، هي دعوة تحتاج إلى دعمها ومساندتها من جانب كل محبي سوريا، والحريصين على حاضر ومستقبل سوريا الدولة والشعب، لأن دمارا كثيرا تعرضت له سوريا خلال السنوات الماضية، ولأن أبناء الشعب السوري الشقيق تعرضوا لمحنة شديدة عندما اضطروا للنزوح واللجوء والتشرد خارج الأراضي السورية على مدى سبع سنوات مضت.

ولعلنا نسمع قريبا عن وقف القتال والمواجهات في سوريا واليمن وليبيا وفي كل أرض عربية تمر بمحنة القتال والحرب، التي لا يدرك معاناتها سوى من خبرها. خاصة وأن الحروب فشلت وستفشل بالضرورة في حل أي قضية.