oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الباحثون الشباب.. والاستثمار للمستقبل

02 يوليو 2018
02 يوليو 2018

في الوقت الذي تمثل فيه الموارد البشرية أهم موارد البلاد، باعتبار أن المواطن هو أغلى ثروات الوطن، وهو ما أكد عليه دوما حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - فإن العناية بإعداد وتأهيل وتدريب أبنائنا وبناتنا، سواء في مراحل التعليم المختلفة، أو على الصعيد العملي في سوق العمل، حظيت دوما بالأولوية في برامج وخطط عمل ومهام مختلف مؤسسات الدولة، خاصة تلك العاملة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك من منطلق أساسي هو أن العناية بالشباب بوجه عام، وبالباحثين منهم بوجه خاص، والعمل على دعمهم والأخذ بيدهم وتشجيعهم للقيام بمزيد من الجهد والعمل والابتكار هو في الواقع استثمار يصب في صالح التنمية المستدامة ومتطلباتها في الحاضر والمستقبل.

ومن بين مبادرات وخطط وبرامج عديدة وفي أكثر من مجال، فإن قيام مجلس البحث العلمي بإعداد وتأهيل اثني عشر مشروعا علميا، من بين ثلاثين مشروعا في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة من مخرجات برنامج دعم بحوث الطلاب لمرحلة الدراسات الجامعية الأولى بالمجلس، وذلك لتمثيل السلطنة في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب، خلال الأسابيع القادمة، هو خطوة ليست فقط في الاتجاه الصحيح، ولكنها أيضا تستحق الإشادة بها، وبكل الجهات والشركات الراعية والداعمة لها، سواء لأنها تتيح الفرصة لعدد من أبنائنا وبناتنا النابغين للاشتراك في مثل هذا المنتدى العلمي رفيع المستوى، بكل ما يعنيه ذلك من فرص للتفاعل والاحتكاك والتعرف على عدد كبير من المشاركين في المنتدى من الباحثين والعلماء من مختلف مناطق العالم، وهو أمر شديد الأهمية لباحثينا، أو لأن مثل هذه الخطوة تنطوي على تشجيع واضح وقوي لأبنائنا وبناتنا لبذل المزيد من العمل والجهد للتوصل إلى نتائج وابتكارات يمكن أن تحظى بشرف تمثيل السلطنة في مثل هذه المنتديات الرفيعة وغيرها، وهو ما يدفع بالتأكيد بعجلة البحث العلمي والابتكار في السلطنة خطوات إلى الأمام اليوم وغدا.

ولعل مما له دلالة عميقة أن مجلس البحث العلمي في مشاركته السنوية في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب قد زاد عدد المشاركات من ثلاث مشاركات عام 2016، إلى ست مشاركات العام الماضي، ثم إلى اثنتي عشرة مشاركة هذا العام، وهي زيادة كبيرة وملموسة وتشير إلى استعداد باحثينا الشباب لمثل هذه المشاركات المهمة لهم ولحياتهم العلمية والعملية بعد ذلك. وفي هذا الإطار فإن الجهود التي يقوم بها مجلس البحث العلمي لإعداد باحثينا ومساعدتهم على بناء قدراتهم وتطويرها، وفي إيجاد صلات تعاون بحثية مع نظرائهم في الدول الأخرى، وفي المشاركة الناجحة في المنتديات والمؤتمرات العلمية، هي جهود طيبة، وضرورية أيضا، للأخذ بيد أبنائنا وبناتنا من الباحثين الشباب، وتنظيم مشاركاتهم الخارجية، بما يفيدهم، وبما يعود عليهم وعلى البحث العلمي وجهود الابتكار في السلطنة بمزيد من التقدم وخدمة التنمية المستدامة في المجالات المختلفة في الحاضر والمستقبل.