1376563
1376563
تقارير

المكسيك تشهد انتخابات الأحد ومرشح اليسار الأوفر حظا

28 يونيو 2018
28 يونيو 2018

مكسيكو- (أ ف ب): يدلي المكسيكيون الذين أنهكهم الفساد والعنف بأصواتهم الأحد في انتخابات رئاسية تاريخية يبدو مرشح اليسار اندرس مانويل لوبيز أوبرادور الأوفر حظا فيها في مواجهة مرشحي الأحزاب التقليدية.

ويردد الكثير من المكسيكيين «تغيير!» و«اقلبوا الصفحة!»، خصوصا بعدما زادت من حماسهم النتائج الجيدة التي سجلها منتخب بلادهم في المونديال 2018 في روسيا، حيث حقق فوزا مفاجئا على ألمانيا (1-0).

وبالإضافة إلى انتخاب الرئيس للسنوات الست المقبلة، سيتعين على 88 مليون ناخب مكسيكي اختيار أعضاء مجلس النواب الخمسمائة و128 سناتورا ورؤساء ولايات وبلديات.

وقد تنجح هذه المحاولة الثالثة لليساري القديم الملقب «أملو» ويبلغ من العمر 64 عاما، ويقود تحالفا تتزعمه حركة الإحياء الوطني (مورينا)، مع انتهاء الولاية الرئاسية لانريكي بينيا نييتو الذي أخفق في الحد من العنف.

وسيؤدي فوز «مورينا» إلى تغيير كبير في الساحة السياسية التي تسيطر عليها منذ 1988 ثلاثة أحزاب هي «الحزب المؤسساتي الثوري» (يمين) و«حزب العمل الوطني» (يمين الوسط) و«حزب الثورة الديموقراطية» (يسار الوسط).

وشهدت إدارة بينيا نييتو المنبثقة عن «الحزب المؤسساتي الثوري» الحاكم دون انقطاع من 1929 إلى 2000، إصلاحات عميقة لم تخل من إثارة الجدل وعدد من فضائح الفساد وانتهاكات لحقوق الإنسان.

وقالت بائعة الفاكهة في الشارع ويدي رودريغيز (24 عاما): إن «الجميع تقريبا» في عائلتها «سيصوتون ل-أملو-. نريد تغييرا ولم نعد نرغب في الحزب المؤسساتي الثوري أو حزب العمل الوطني».

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن لوبيز اوبرادور يتقدم بفارق أكثر من عشرين نقطة على خصمه ريكاردو انايا الذي يقود تحالفا لليمين واليسار (يضم حزب العمل الوطني وحزب الثورة الديموقراطية حركة المواطنة) بينما يبدو أن خوسيه أنطونيو ميادي من «الحزب المؤسساتي الثوري» سيحل في المرتبة الثالثة.

وفي حال تأكدت هذه التوقعات الأحد، سيكون على لوبيز أوبرادور مواجهة تحديات كبيرة. فإلي جانب مكافحة الفساد، يفترض أن يفي بوعده بأن «يحجم» الرئيس دونالد ترامب الذي هدد بإلغاء اتفاق التبادل الحر مع المكسيك (في إطار اتفاقية دول أمريكا الشمالية نافتا)، ويعتبر أن المكسيك «لا تفعل شيئا» في مواجهة الهجرة السرية القادمة من أمريكا الوسطى. وأصبح العنف في المكسيك يوميا إلى درجة أن لا أحد تقريبا صدم بوجود أشخاص خضعوا لملاحقات جزائية أو خرجوا من السجن بين مرشحي انتخابات مجالس البلدية وحكام الولايات.

ويرى الخبراء في مكتب «ايتيليكت» أن هذه الحملة «كانت الأعنف» في تاريخ المكسيك. فمنذ بداية الحملة التمهيدية أغتيل 124 سياسية بينهم 47 مرشحا، حسب وسائل الإعلام.

وبينما كانت المكسيك تحتفل بتأهلها لنهائيات كأس العالم لكرة القدم أمس، كان المرشحون يعقدون مهرجاناتهم الانتخابية الأخيرة. وجمع لوبيز اوبرادور مؤيديه في ملعب أزتيكا الكبير والرمزي في مكسيكو.

لكن كثيرين من الناخبين البالغ عددهم 88 مليونا، يأملون أيضا في معرفة المزيد عن مقترحاته.

وقال جابريال فيا اسيفيدو (41 عاما) الذي يأمل أن يفوز «أملو» على الرغم من شكوكه: إن المشكلة هي أن لا أحد يعرف شيئا... يقول: إنه يريد مكافحة الفقر واستحداث وظائف لكنه لا يقول كيف. يجب أن نرى كيف يعمل».

ويستغل خصومه ومعارضوه «اخفاقاته» ليحذروا من أن حكومته ستكون «شعبوية بالدرجة نفسها لحكومة هوغو تشافيز» في فنزويلا. لكن في الأسابيع الأخيرة سعى لوبيز اوبرادور ومحيطه إلى تقديم مقترحات اقتصادية اكثر اعتدالا.

وقال رجل الأعمال الفونسو رومو الذي يمكن أن ينضم إلى الفريق الحاكم إذا فاز «املو» إن «الأسواق هادئة حتى الآن».

ويؤكد لوبيز اوبرادور ان الفساد هو سبب كل المشاكل ويجب القضاء عليه. وتقول منظمة الشفافية الدولية: إن المكسيك من الدول التي يعتبر أداؤها سيئا في مجال مكافحته.

ووعد المرشح في تسجيل فيديو بث على شبكات التواصل الاجتماعي «ساحكم بطريقة نموذجية، بتقشف. لن اتسلم سوى نصف راتب الرئيس الحالي وسأواصل العيش في بيتي».

ويتناقض أسلوبه مع صورة ميادي وانايا التكنوقراطيين. ويعرف الناشط كيف يجد الكلمات التي تعجب ناخبيه وهم من الطبقات الشعبية ومن الشباب والقطاع الأكثر تعلما.

وقال المحلل فرناندو دوراك لوكالة فرانس برس «لا ميادي ولا انايا توصل إلى تجسيد شيء أكثر جاذبية مما يمثله لوبيز اوبرادور حاليا. انه أفضل خطيب سياسي في المكسيك شاء من شاء وأبى من أبى».