oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تشيد بالسلطنة

24 يونيو 2018
24 يونيو 2018

إذا كانت الجائزة الكبرى، التي حققتها السلطنة، في عملية تصديها للأنواء المناخية الاستثنائية – الإعصار مكونو – التي تعرضت له محافظتا ظفار والوسطى، في 25 و26 من شهر مايو الماضي، تتمثل في انخفاض الخسائر البشرية إلى أدنى حد ممكن، وفي القدرة والفعالية في التعامل مع تطورات تلك الأنواء لحظة بلحظة، على مستوى محافظتي ظفار والوسطى، وعلى المستوى الوطني الواسع، وهو ما أسهم في الحد من الخسائر المادية، والقيام بعمليات إعادة التأهيل وإصلاح الأضرار فور انتهاء تلك الأنواء وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه ، بإصلاح الطرق وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، التي تضررت في بعض الأماكن، ومشاركة المواطنين والقطاع الخاص في المحافظتين ومن محافظات السلطنة الأخرى في تلك الجهود، إلى جانب مؤسسات الدولة، فإنه من المؤكد أن هذا النجاح، على المستويين المؤسسي والوطني، وعلى مستوى المواطنين والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لم يكن صدفة، ولا ضربة حظ، لأنه كان في الواقع ثمرة جهود منظمة، وخطط وبرامج مدروسة ومعدة بشكل جيد من جانب الهيئة العامة للطيران المدني واللجنة الوطنية للدفاع المدني والمركز الوطني للإندار المبكر من المخاطر المتعددة والمركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة ومن جانب قطاعات المنظومة الوطنية ومختلف المؤسسات والأجهزة ذات الصلة بذلك، وهو ما واكبه الأداء الإعلامي القوي والشفاف، والذي أشاد به اتحاد الصحفيين العرب قبل أسابيع.

وبينما يتم غدًا الثلاثاء، تكريم الصحفيين والإعلاميين العمانيين الذين قاموا بجهد ودور طيب خلال تغطياتهم للأنواء الاستثنائية – مكونو – والتي لم تخل من مخاطر ومجازفات، وهو ما تقوم به جمعية الصحفيين العمانية، برعاية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية، فإن مما له دلالة عميقة أن تشيد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بجهود السلطنة في التعامل مع الأنواء المناخية – مكونو – وذلك في الخطاب الذي أرسله معالي بيتر تالاس السكرتير العام للمنظمة، والذي أشاد فيه بتجربة السلطنة المتميزة، من خلال المنظومة المتكاملة التي عملت بتعاون وانسجام بين جميع الجهات بمختلف أدوارها، وكذلك من خلال بث التنبيهات والتحذيرات والمستجدات الطارئة واتخاذ أفضل التدابير بكل شفافية ووضوح.

جدير بالذكر أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، هي المنظمة المعنية بكل ما يتصل بالأرصاد الجوية، والتقلبات التي تطرأ على المستوى العالمي، وبسبل التعامل معها، وتحقيق أكبر قدر من التعاون الدولي بشأنها، ولذا فإن مما له أهمية ودلالة كبيرة في هذا المجال، أن السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية اكد على أن هذه التجربة سوف تبقى واحدة من افضل الأمثلة للكثير من الدول التي تتعرض للأعاصير المدارية، وبالمثل لصانعي السياسات ومتخذي القرارات في هذا الشأن . وهى إشادة نعتز بها، لأنها تشير بوضوح إلى مستوى الأداء العماني الرفيع والمتكامل في مواجهة مثل هذه الأنواء المناخية، وهو ما يعود الفضل فيه إلى الترتيبات التي أمر المقام السامي لجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – باتخاذها والعمل بها، منذ وقت مبكر، وما حققته، وتحققه من تعاون واسع وعميق بين مختلف قطاعات المنظومة الوطنية، وهو ما جعلها نموذجا وواحدا من افضل أمثلة الأداء على الصعيد الدولي في هذا المجال.