مرايا

بإلهام الأمومة.. نساء حققن النجاح باختراعاتهن

20 يونيو 2018
20 يونيو 2018

الأمومة والمسيرة المهنية لا يتعارضان أبدًا، وذلك على عكس ما يعتقد البعض، فعلى الرغم من انتشار ادعاء مفاده أنّ النساء الناجحات هُن في الغالب نساء بلا أولاد، وأنّ الأمهات نادرًا ما يصلن إلى القمة في مجال العمل، حتى وإن أصبحن مُتعلقات بالنجاح المهني.

وحينما تمتزج الأمومة مع النجاح، لا بدّ لنا أن نقف لنلقي بعض الومضات على قصص نساء وصلت شهرتهن لأرجاء المعمورة، بعدما صنعن نجاحهن من وراء الأمومة…

روث هاندلر مُصممة الدمية الشهيرة باربي

لكلّ واحدة منّا دميتها الـ Barbie الخاصّة، والتي رافقتها طوال أيام الطفولة، ولا تزال تحتفظ بها حتى اليوم، بعدما تحولت لدمية أسطورية تتوارثها الفتيات عن الأمهات.

وبحسب ما جاء بموقع “أراجيك” فإنه فتُعد دمية Barbie اختراع نسائي استلهمته أم من ابنتها، في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، لتشكل جزءًا هامًا من سوق الدمى لما يقارب الستين عامًا.

فالدمية الأشهر في العالم، من تصميم الأمريكية Ruth Handler – روث هاندلر، والتي كان زوجها إيليوت هاندلر يمتلك شركة صغيرة مع صديقه هارولد ماتسون لتصنيع إطارات الصور، تُدعى ماتيل، وقد شاهدت روث يومًا ابنتها باربارا تصنع الدمى من الورق لصديقتها وتلعب بها فى فترة المراهقة، ولاحظت أنّها كانت تستمتع كثيرًا بالتعامل مع الدمى على أنّهم أشخاص كبار.

وفي ذلك الوقت، كانت معظم دمى الأطفال على شكل أطفال صغار، وعندها لاحظت هاندلر أنّ هناك فجوة في السوق؛ لأنّه لا يلبي احتياجات الفتيات اللاتي تجاوزن مرحلة الطفولة من الدمى، فقررت اختراع عروسة تشبه ابنتها، وتحمل اسم التدليل الخاص بها، فكان اسم الدمية مشتقًا من اسمها، وصممت الدمية بحيث يكون لها جسد امرأة، وترتدى أزياءً أنيقة.

فكان اختراع العروسة Barbie في 9 مارس 1959، حيث تم عرض هذه اللعبة، ولاقت شهرة واسعة بعد عرضها بمعرض نيويورك للألعاب، وبعد ذلك بعامين عام 1961 قدمت هانلر لعبة كين التي تحمل اسم ابنها.

ولم تكتف روث بتصميم الدمى، وإنما تولت مهمة التسويق لاختراعها الجديد، حتى استطاعت أن تصبح أيقونة عالمية تلهم المصممين، دور الأزياء، الشركات، والمجلات، وتحقق من ورائها أرباحًا طائلة لشركة ماتيل، التي تخصصت فيما بعد لإنتاج وتصميم الدمى، وفي جميع الحالات، فقد نجحت روث هاندلر بدافع من أمومتها في تخليد ذكراها، وجعلها ذكرى جميلة لا يمكن نسيانها.

أستريد لندْجرين أشهر من كتب في مجال أدب الطفل

فيما تُعد الكاتبة السويدية أستريد لندْجرين، من أشهر من كتب في مجال أدب الطفل خلال القرن العشرين، ومُصنفة بالمرتبة الثامنة عشر بالعالم من حيث كثرة عدد الترجمة لأعمالها، إذ تُرجمت مؤلفاتها إلى أكثر من ستين لغة.

وقبل أن تصبح كاتبة بدأت مسيرتها المهنية كصحفية محلية، وسكرتيرة ومديرة مكتب وموظفة بإحدى دور النشر، ولكنها استلهمت فيما بعد قصة نجاحها الفريدة في عالم الكتابة من تجربتها كأم. فأبناء لندْجرين هم السبب الرئيسي بتخصصها في أدب الطفل وسرد القصص، وظهور أول وأشهر أعمال أستريد لندْجرين على الإطلاق.

فقد كان مؤلفها الأول بيبي ذات الجوارب الطويلة، والذي ضمن لها الشهرة والنجاح، عبارة عن مجموعة قصص كانت قد روتها لتسلية ابنتها كل يوم، وذلك أثناء فترة مرضها بالالتهاب الرئوي، وهي بعمر السابعة، غير قادرة على الذهاب إلى المدرسة، حينها كانت تُلح الصغيرة على أمها في سرد القصص، وذات مرة سألتها عن القصة التي تريدها، فأجابت بعفوية: حكاية بيبي ذات الجوارب الطويلة. فارتجلت الأم حكاية، ثم تلتها بعشرات الحكايات، لتجمعها لاحقًا في الجزء الأول من السلسلة التي صدرت في عشر كتب، وهكذا اختارت الابنة اسم مؤلفها الأول، بعدما كانت السبب المُباشر في استلهامه.

وعندما سلمت ليندجرين مخطوطة الجزء الأول من سلسلتها لدار نشر بايونير السويدية، لم يحظ كتابها بالقبول، لكن سرعان ما تلقفته دار رابين وسجوجرين، وتم نشر فصوله الثلاثة الأولى في الفترة ما بين 1945:1948، تلى ذلك نشر سلاسل أخرى في ستة أجزاء في الفترة ما بين 1969:1975، ثم نشر آخر جزأين من سلسلة الحكايات في الفترة ما بين 1979 و2000.

وهكذا أثارت الابنة اسم مؤلفها الأول، بعدما كانت السبب المُباشر في استلهامه، وبعدها أصبحت مغامرات الفتاة اليتيمة بيبي، ذات القوة الخارقة، على كل لسان في السويد وخارجها، فبيعت منه سبعة ملايين نسخة، لتنال السلسلة العدد الأعلى من الترجمات في أكثر من 60 لغة، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام والمسلسلات وأفلام الرسوم المتحركة.