1366917
1366917
الاقتصادية

مركز بحوث الصحة الحيوانية : 200 مرض معد مشترك بين الإنسان والحيوان

18 يونيو 2018
18 يونيو 2018

بعضها شديد الخطورة على الصحة وقد يسبب خسائر اقتصادية كبيرة -

تولي السلطنة اهتماما كبيرا بالسيطرة على الأمراض الحيوانية والمشتركة؛ نظرا لما تسببه من خسائر اقتصادية كبيرة وتأثيرها على الصحة العامة؛ حيث تلعب الحيوانات دورا هاما في حياة الإنسان غير أنها تعتبر خزان العدوى ووسيلة الانتقال لأكثر من 200 مرض معدٍ تعرف (بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان)، وهي التي يمكن تعريفها بأنها مجموعة من الأمراض التي تصيب الحيوان، ويمكن أن تنتقل منه إلى الإنسان بطرق انتقال مختلفة، ويمكن أيضا أن تنتقل من الإنسان إلى الحيوان.

ولقد ظهرت خطورة هذه الأمراض خلال السنوات القليلة الماضية بسبب ارتفاع الطلب على الغذاء؛ نظرا للزيادة المطردة في معدلات النمو السكاني وما ترتب عليه من تضاعف في حركة نقل الحيوانات بين الدول وتغير في أساليب الرعي وأساليب تربية الحيوانات؛ مما أدى إلى تغير بيئة الحيوان وقربه من المجمعات السكنية.

وتتمثل خطورة الأمراض المشتركة في سرعة انتشارها بين الأفراد وتأثيراتها الصحية على الإنسان مثل التسممات الغذائية والنزلات المعوية، وفي بعض الأحيان قد تكون خطيرة جدا وقاتلة إذا لم تعالج في الوقت المناسب مثل مرض حمى القرم النزفية وحمى الوادي المتصدع وداء الكلب (السعار) والجمرة الخبيثة، والتهاب المخ، والسحايا المعدي، والإسهالات الفيروسية المدمة والكزاز، ومنها ما يؤدي إلى الإجهاض نتيجة الإصابة بالحمى المتموجة وداء المقوسات (التوكسوبلازما)، ومنها ما يؤدي إلى التشوهات الجسدية كالإصابة بالحساسية الجلدية.

وتنتقل الأمراض من الحيوان المريض إلى الإنسان السليم عبر تعامله مع هذه الحيوانات بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الجهاز التنفسي، الجهاز الهضمي، العين، الجلد أو بواسطة لسع القراد والبعوض والبراغيث والقمل وغيرها. ويعتبر الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المشتركة هم المخالطون للحيوانات المصابة ومنتجاتها.

وتولي السلطنة اهتماما كبيرا للسيطرة على الأمراض الحيوانية والمشتركة؛ نظرا لما تسببه من خسائر اقتصادية كبيرة وتأثيرها على الصحة العامة لذا فقد قامت المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية ممثلة بمركز بحوث الصحة الحيوانية وبتمويل من صندوق التنمية الزراعية والسمكية برسم الخارطة الوبائية لبعض الأمراض المشتركة باستخدام برنامج نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، وكان من تلك الأمراض:

ومن بين الأمراض حمى القرم (الكونغو) النزفية, وهو من الأمراض الفيروسية القاتلة للبشر والمنقولة عن طريق القراد وكذلك عن طريق لمس لحم أو دم الحيوان المصاب مباشرة بعد ذبحه، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بالمرض في البشر حوالي (40%)؛ وتصاب الحيوانات المختلفة (الأغنام، الماعز، الأبقار، الإبل) بالعدوى عن طريق القراد الحامل للمرض، ويبقى الفيروس في مجرى دم الحيوان لمدة أسبوع تقريبا دون ظهور أي أعراض مرضية، وتساعد الحيوانات المصابة على استمرار دورة انتقال العدوى من حشرة القراد إلى الحيوان ثم إلى القراد ثانية، ولا يوجد لقاح ضد الفيروس لا للإنسان ولا الحيوان حتى الآن. ومرض البروسيلا (الإجهاض المعدي في الحيوان) و(الحمى المتموجة في الإنسان) وهو مرض بكتيري معد شديد الخطورة، ويسبب “عاصفة من الإجهاض” في الماشية المصابة، ويصيب الإنسان عن طريق التماس المباشر مع الحيوان المصاب والتعامل مع الأجنة المجهضة وأغشيتها الجنينية أو تناول منتجات الحيوانات المصابة، وتتمثل أعراض المرض في الإنسان بحمى غير منتظمة مع صداع وضعف عام وفتور وعرق وإجهاد مع آلام شديدة بالأطراف والظهر.

أما مرض التوكسوبلازما (داء المقوسات)، فهو مرض طفيلي يعرف باسم توكسوبلازما حيث يعيش الطفيل في أمعاء القطط بشكل أساسي، وينتقل في برازها ليسبب تلوث التربة والفواكه والخضروات والمياه، وبالتالي ينتقل إلى الإنسان مسبباً داء القطط. عندما يُصاب به الإنسان فإنه يُكوِّن أكياسا أو تجمعات في أعضاء مختلفة منها المخ، العضلات، شبكية العين، الكبد وغيرها من الأعضاء. يؤدي المرض إلى إجهاض المرأة الحامل في مرحلة مبكرة من الحمل أو قد يولد الأطفال ميتين أو يبقون على قيد الحياة لبضعة أيام فقط بعد الولادة أو قد يصاب الطفل بمرض استسقاء الرأس (ماء في الدماغ) أو تلف في الدماغ، وقد يضر أيضاً عيني الطفل أو غيرهما من أعضاء جسمه.

وهناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها للوقاية من الأمراض المشتركة مثل: الكشف المبكر عن مصدر العدوى وإعطاء العلاج المناسب، تطبيق الإجراءات الصحية البيطرية والبشرية العامة والخاصة بما في ذلك إجراءات الحجر الصحي البيطري، تنفيذ برامج مكافحة هذه الأمراض باستخدام اللقاحات الوقائية أو الوسائل العلاجية، مكافحة الحشرات والقوارض في المنازل وحظائر تربية الحيوانات والدواجن، تطبيق شروط الصحة والسلامة العامة من قبل المربين والمزارعين والفنيين عند تعاملهم مع الحيوانات ومنتجاتها ومشتقاتها ومخلفاتها، عدم ذبح الحيوانات إلا في المسالخ وإخضاعها للإشراف البيطري، تطبيق الشروط الصحية البيطرية في عمليات تصنيع المنتجات والمشتقات الحيوانية، منع نقل وحفظ وتداول المنتجات والمشتقات الحيوانية الطازجة أو المصنّعة إلا في وسائل نقل مبردة ومغلقة بحيث تمنع تعرض هذه المنتجات للتلوث، العناية بنظافة الحيوانات المنزلية وخاصة الكلاب والقطط وإعطائها اللقاحات الوقائية الدورية والإشراف الطبي البيطري المستمر.