1355875
1355875
روضة الصائم

أدب الطفل: أهمية تعليم أبنائنا الصدقات «1»

11 يونيو 2018
11 يونيو 2018

يجب علينا أن نحكي لأولادنا عن قصص الصالحين الذين كانوا يمارسون السخاء والكرم والصدقات عمليا -

إعــــداد: مروة حسن -

لقد زارنا ضيف كريم عزيز، نشتاق إليه كل عام وما أن يأتينا حتى يودعنا، حقا سرعان ما يمر بنا مرور الكرام، إنه شهر رمضان المعظم، ولا شك أن الجميع يسارع فيه إلى الخيرات، ومن تلك الخيرات كما يوضحها لنا إمام جامع محمد الأمين الشيخ محمود عدلي الشريف الصدقات التطوعية وصدقة الفطر التي سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «فَرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ - أَوْ قَالَ: رَمَضَانَ - عَلَى الذَّكَرِ، وَالأُنْثَى، وَالحُرِّ، وَالمَمْلُوكِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، ولهذا يقبل الناس في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الفضيل على إخراج صدقاتهم ويسارعون فيها، ومنهم من يسارعون في الصدقات من أول رمضان إلى آخره، ومنهم من يخرج من الصدقات طيلة عامه وأيامه، وعلى كل حال يجب علينا أن نعود أبناءنا على إخراج الصدقات، وعلى العطف على الفقير لما في ذلك من الثواب العظيم واقتداءً برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم، واقتداءً بالصالحين من الصحابة والتابعين من السلف الصالح فعن إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: أَمْسَيْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَلَيْسَ مَعَنَا شَيْءٌ نُفْطِرُ عَلَيْهِ وَلَا لَنَا حِيلَةٌ، فَرَآنِي مُغْتَمًّا حَزِينًا، قَالَ: «يَا إِبْرَاهِيمُ بْنَ بَشَّارٍ، مَاذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنَ النَّعَمِ وَالرَّاحَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَا يَسْأَلُهُمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ زَكَاةٍ، وَلَا حَجٍّ، وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَا عَنْ صِلَةِ رَحِمٍ، وَلَا عَنْ مُوَاسَاةٍ، وَإِنَّمَا يُسْأَلُ وَيُحَاسَبُ عَنْ هَذَا هَؤُلَاءِ الْمَسَاكِينُ أَغْنِيَاءُ فِي الدُّنْيَا، فُقَرَاءُ فِي الْآخِرَةِ، أَعِزَّةٌ فِي الدُّنْيَا، أَذِلَّةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا تَغْتَمَّ، وَلَا تَحْزَنْ فَرِزْقُ اللهِ مَضْمُونٌ سَيَأْتِيكَ، نَحْنُ - وَاللهِ - الْمُلُوكُ الْأَغْنِيَاءُ، نَحْنُ الَّذِينَ تَعَجَّلْنَا الرَّاحَةَ فِي الدُّنْيَا، لَا نُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا إِذَا أَطَعْنَا اللهَ، «ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَقُمْتُ إِلَى صَلَاتِي فَمَا لَبِثْنَا إِلَّا سَاعَةً وَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ قَدْ جَاءَ بِثَمَانِيَةِ أَرْغِفَةٍ وَتَمْرٍ كَثِيرٍ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَقَالَ: كُلُوا رَحِمَكُمُ اللهُ»، قَالَ: فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «كُلْ يَا مَغْمُومُ» فَدَخَلَ سَائِلٌ فَقَالَ: أَطْعِمُونَا شَيْئًا فَأَخَذَ ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ مَعَ تَمْرٍ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ وَأَعْطَانِي ثَلَاثَةً وَأَكَلَ رَغِيفَيْنِ، وَقَالَ: «الْمُواسَاةُ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ»، لذا وجب علينا أن نحكي لأولادنا عن قصص الصالحين الذين كانوا يمارسون السخاء والكرم والصدقات عمليا بكل موعظة وفائدة، كما ينبغي علينا من خلال ذلك أن نعرفهم معنى المسكين، وماذا تعني كلمة محتاج، ونفهمهم من هو السائل، وكيف يعيش الفقير، وكيف يعاني في حياته وتصعب عليه ملذاتها، ونضع في قلوبهم وألبابهم حب العطاء، وأن الذي يسأل الناس يجب أن يعطوه ولو كلمة طيبة، بصرف النظر عن حقيقته، فأن يكون من المستحقين فنعمت الصدقة، وإن من غير المستحقين فنعمت الصدقة أيضا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، عَلَى زَانِيَةٍ؟ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، عَلَى سَارِقٍ وَعَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ، فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا الغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ».

س: ما السورة التي ختمت باسم نبيين؟

ج: سورة الأعلى «صحف إبراهيم وموسى».