1359262
1359262
العرب والعالم

الرئيس الصيني يعزز علاقاته مع بوتين وسط توتر العلاقات مع واشنطن

09 يونيو 2018
09 يونيو 2018

ترامب يرغب في ضم روسيا إلى مجموعة السبع مجددا -

بكين - واشنطن - (أ ف ب - د ب أ) - منح الرئيس شي جينبيغ ميدالية الصداقة الصينية الأولى لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس في الوقت الذي يحاول الجاران العملاقان تعزيز العلاقات بينهما في مواجهة التحديات الدبلوماسية والاقتصادية الأمريكية.

ووضع شي الميدالية الذهبية الكبيرة حول عنق بوتين في قصر الشعب المهيب أمام شخصيات من البلدين.

وقال شي إنه «أعلى وسام شرف» يمنح لأجانب قدموا «إسهامات متميزة» لحملة التحديث في البلاد وساهموا في الحفاظ على سلام العالم.

وأضاف ان «ميدالية الصداقة هذه تعبر عن الاحترام الكبير الذي يكنه الشعب الصيني للرئيس بوتين، وترمز إلى الصداقة العميقة بين الصين وروسيا».

ونسج بوتين وشي أقوى رئيسين لروسيا والصين في عقود، علاقات وثيقة فيما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدولتين بالمنافسين الاقتصاديين اللذين يتحديان المصالح والقيم الأمريكية.

وقبل مراسم منح الميدالية أكد بوتين إن الرئيسين أجريا محادثات «مثمرة».

وقال ان «العلاقة بين روسيا والصين علاقة ودية وبين جيران تتطور في دول لديها روحية بناء شراكة استراتيجية».

حفلة عيد ميلاد

لفت المحللون إلى تشابه أسلوب القيادة لدى الرئيسين.

وصرح الكسندر غابويف الباحث الكبير في مركز «كارنيجي» في موسكو لوكالة فرانس برس ان شي وبوتين «متقاربان فكريا ويريدان ان يعيدا العظمة الى دولتيهما».

وتابع غابويف «كلاهما يتقاسمان الشكوك إزاء الهيمنة الأمريكية ولا يثقان بالنوايا الأمريكية وكلاهما حاكمان لديهما صلاحيات مطلقة».

وأعيد انتخاب بوتين لولاية رابعة في الكرملين في مارس الماضي.

وفي الشهر نفسه مهدت الطريق أمام شي للبقاء في الحكم مدى الحياة بعد ن ألغى البرلمان الذي يهيمن عليه الشيوعيون عدد الولايات الرئاسية. وتخوض الصين مفاوضات شاقة مع الولايات المتحدة لتفادي حرب تجارية بينما هناك خلافات عميقة بين موسكو وواشنطن حول عدة جبهات دبلوماسية بما فيها سوريا وأوكرانيا.

وقال شي «كلانا يعتقد أن الحمائية التجارية الحالية قد زادت، وهناك الكثير من الشكوك في استعادة اقتصاد العالم عافيته.

العولمة الاقتصادية والتكامل الاقتصادي الإقليمي هما نهج هذه الأوقات».

وشدد بوتين على علاقته مع «صديقه العزيز» شي في مقابلة مع قناة «سي جي تي ان» الرسمية الصينية.

وقال ان شي كان الرئيس الوحيد الذي احتفل بعيد ميلاده معه، بتناول النقانق وشرب الفودكا.

وقال بوتين للتلفزيون الصيني ان شي «شخص صادق من السهل التقرب منه.

كما انه يمكن الاعتماد عليه بشكل كبير».

محادثات حول كوريا الشمالية وإيران

صرح بوتين للصحفيين أمس إن الزعيمين ناقشا الوضع في شبه الجزيرة الكورية.

وقال «من الإيجابي أن المفاوضات الكورية الكورية التي بدأت، تسير ضمن خطوط خارطة الطريق الروسية الصينية للتوصل إلى حل للوضع الكوري».

وأضاف «ان الاتصالات الروسية الكورية الشمالية الأخيرة تؤكد استعداد بيونج يانج للعمل بشكل بناء».

وتدعم روسيا مقترح الصين لمقاربة من «مسارين» و«تعليق مقابل تعليق» يعرض وقف كوريا الشمالية تجاربها النووية والصاروخية مقابل وقف التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وقال بوتين أيضا إنهما ناقشا إيران دون تقديم تفاصيل.

علقت ماريا ريبنيكوفا مدير معهد دراسات الإعلام الدولية في جامعة ولاية جورجيا الأمريكية ان الصين تجعل روسيا تبدو «أقوى وأكثر أهمية» على الساحة الدولية.

من جانبها، تفيد روسيا الصين بأنها تعتمد عليها عندما تقول للولايات المتحدة ان لديها «خيارات أخرى» في مفاوضاتها الدولية.

وقالت ريبنيكوفا لوكالة فرانس برس ان «سياسات ترامب تبرر هذا التقارب المتزايد خصوصا بالنسبة الى روسيا وأيضا للصين بالنظر الى العلاقة غير المستقرة مع الولايات المتحدة».

ومن المقرر ان ينضم بوتين بعد زيارته الى بكين، الى شي لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون في نهاية الأسبوع والتي تستضيفها مدينة كينغداو في شرق الصين. وتقود الصين وروسيا المجموعة الأمنية الإقليمية التي تضم الجمهوريات السوفييتية السابقة والعضوين الجديدين الهند وباكستان.

وقال بوتين لمحطة «سي جي تي ان» إن منظمة شنغهاي كان لديها أهداف «صغيرة» عندما تأسست قبل عقدين من الزمن، لكنها الآن تتحول إلى قوة دولية أكبر. ويحضر الرئيس الإيراني حسن روحاني التي تشارك بلاده بصفة مراقب، القمة في وقت تسعى الصين وروسيا لإنقاذ الاتفاق النووي مع طهران في أعقاب انسحاب ترامب منه.

في شأن مختلف أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن رغبته في توسيع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لتضم روسيا مجددا.

وقال ترامب أمس في واشنطن قبل توجهه إلى قمة المجموعة في كندا: «يتعين أن تكون روسيا على مائدة المفاوضات ... لقد كانت في الماضي مجموعة الثمانية، وينبغي أن تكون روسيا ضمنها مجددا». يذكر أنه تم استبعاد روسيا من مجموعة الثماني عقب ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014. وبسبب عدم تغير وضع القرم، فإن عودة روسيا إلى المجموعة لم تكن مطروحة للنقاش من قبل. وذكر ترامب أن المهمة الحالية هي تنظيم العالم، مضيفا أن هناك حاجة لروسيا في ذلك، وقال: «لقد كنت أسوأ كابوس لروسيا، لكن ينبغي أن تكون روسيا في هذا الاجتماع».

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها هايكو ماس عارضا مجددا قبل القمة إعادة روسيا للمجموعة.

وكان استطلاع للرأي أظهر أن 37% من الألمان يدعون إلى عودة روسيا للمجموعة، بينما يعارض ذلك 39% آخرين، في حين لم يحدد 26% من الذين شملهم الاستطلاع موقفهم. ويدعو حزب «اليسار» والحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا إلى إعادة موسكو للمجموعة.

وكانت روسيا نفسها أعربت مؤخرا عن عدم اهتمامها في العودة إلى المجموعة.

ويراهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدلا من ذلك على مجموعة العشرين، التي تضم الصين والهند على سبيل المثال.