1355278
1355278
روضة الصائم

الحليم عز وجل

08 يونيو 2018
08 يونيو 2018

اختيارات: منار العدوية -

ورد في القرآن 11 مرة.

(وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيما حَلِيما) الأحزاب51

المعنى:

أنه ذو أناة، لا يعجل على من عصاه وخالف أمره بالنقمة وهو ذو الصفح والأناة، الذي لا يستفزه غضب، ولا يستخفه جهل جاهل ولا عصيان عاص.

من واقع الحياة:

لو أنكم تعرفونه، وتدعونه في ضوء معرفتكم، ولولا الأمل في أن ترقوا، ولولا الأمل في أن تتوبوا، ولولا الأمل في أن تنجوا، فما يعبأ بكم ربي، لولا أنه يعبأ بكم لأوقع الهلاك والعِقاب والجزاء وانتهى الإنسان إلى بوار.

إذا: من أسماء الله الحسنى أنه حليم، لا يُوقِع العِقاب فورا، ما من مسلم إلا وهو يعلم أن صُلَحَ الحُديبّية، في ظاهره مهانة للمسلمين، لأن فيه تنازلات وهم في حالات قوية، تنازلات أباها الصحابة، ورأوها نوعا من الذُل ونوعا من الاستسلام، وقد أدهشهم موقف النبي عليه الصلاة والسلام، والنبي لما رأى هذا الاستنكار قال: إنني أفعل ما أُؤمر بتوجيه من ربي، وأن أقبل بهذا الصلح،

من واقع الحياة:

كيف أكون حليما؟ التفكّر باسم الحليم طريق إلى أن نكون حلماء، هناك طريق آخر، أن يكون الإنسان متحلما، أي يتصنع الحلم.

فكل واحد منا له مرتبة عند الله، لو فرضنا أن إنسانا مرتبته دُنيا، ووضع في ظرف فيه استفزاز، فأحيانا يدخل إلى البيت ولا يجد طعاما، ولم يأكل قبل مغادرته صباحا، وقد أمضى يوما شاقا، زوجته عند أهلها، وذهبت بلا إذن وعادت الساعة الثالثة، وقالت: لم أعد طعاما لو دبرت أمرك، ببساطة وببرود، والزوج في غليان، فيصيح، ويتكلم كلمات قاسية، ويمكن أن يضرب، لكن المؤمن ماذا يفعل؟ قال الله:

﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ آل عمران 134

السيرة النبوية الشريفة

الهجرة إلى الحبشة:

اشتد الإيذاء على أصحاب رسول الله، والنبي الكريم كان لا يستطيع أن يدفع عنهم ما يصيبهم من البلاء فقال لهم: (لو خرجتم إلى أرض الحبشة؛ فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صِدْقٍ حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه) فخرج جماعة من صحابة رسول الله فرارا بدينهم، فتلك هي أول هجرة في الإسلام، وقد كان عدد المهاجرين ثلاثة وثمانين رجلا وثماني عشرة امرأة غير الصغار،

وكانت هجرتهم في شهر رجب سنة خمس من بعثة رسول الله، وقد خرج هؤلاء المؤمنون سرا، فمنهم من كان ماشيا ومنهم من كان راكبا، فلما وصلوا البحر وفَّقهم الله فوجدوا سفينتين وِجْهَتُهُمَا أرض الحبشة فاستأجروهما، فوصلوا إلى الحبشة في شهر رجب، فنزلوا عند النجاشي، فكان خير جار للمؤمنين، صدق فيه وصف النبي الكريم: «فإن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد»، فتبعهم المشركون وساروا ورائهم، فلم يدركوا أحدا منهم.

وقد كان عامر بن ربيعة جارا لعمر بن الخطاب، وقد كان عمر بن الخطاب من أشد الناس إيذاء لهم قبل إسلامه، ولكن وقع عند هجرتهما إلى الحبشة أمر عجيب، فإن زوجته ليلى حينما كانت تعد العُدَّة للتوجه إلى أرض الحبشة رآها عمر بن الخطاب فقال لها: إلى أين يا أم عبدالله؟ فقالت: قد آذيتمونا في ديننا، نذهب إلى أرض الله حيث لا نؤذي، فكان رد عمر مفاجئا لأم عبدالله، لقد كان رد عمر غير متوقع، فالمتوقع منه الإيذاء والشتم، ولكن هذه المرة قال عمر لأم عبدالله: صحبكم الله، ثم ذهب. فلما جاء زوج أم عبدالله عامر بن ربيعة أخبرته بأمر عمر، فقال لها زوجها عامر الذي كان يستبعد إسلام عمر لشدة عداوته للإسلام والمسلمين، قال لها: ترجين أن يسلم عمر، والله لا يسلم عمر حتى يسلم حمار الخطاب، والمعنى أن عمر لا يسلم لشدة عداوته وقسوته على المسلمين.

بقي المهاجرون إلى الحبشة بقية رجب وشعبان إلى رمضان، وفي رمضان وصلت شائعة إلى المهاجرين في الحبشة أن أهل مكة آمنوا بالله واتبعوا الرسول، فرجع جماعة من المهاجرين إلى مكة في شهر شوال، وكان عددهم ثلاثة وثلاثين، منهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعثمان بن مظعون، وقبل أن يدخلوا مكة وجدوا جماعة من أهل مكة فسألوهم عن قريش، فأخبروهم أن قريشا على عداوتها لمحمد، لم تنتقل عن ذلك، فلما علموا أنَّ قريشا على عنادها عزموا على الرجوع إلى الحبشة مرة أخرى ولكن قالوا: ندخل أولا لنرى ما فيه قريش ولِلِقاء الأهل ثم نعود إلى الحبشة، ولم يستطع أحد من المهاجرين أن يدخل مكة إلا في حماية أحد وجواره، أو دخل مستخفيا حتى لا يراه المشركون، إلا عبدالله بن مسعود فإنه رجع إلى الحبشة قبل أن يدخل مكة.

غراس الخير

«بِسْم الله الرحمن الرحيم» الفاتحة1

التفسيـر:

سورة الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة؛ لأنه يفتتح بها القرآن العظيم، وتسمى المثاني؛ لأنها تقرأ في كل ركعة، ولها أسماء أخر.. أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به، (اللهِ) علم على الرب -تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه، وهو أخص أسماء الله تعالى، ولا يسمى به غيره سبحانه. (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته جميع الخلق، (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين، وهما اسمان يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله.