1353415
1353415
روضة الصائم

حارات عُمانية: حارة الغريض بولاية نخل.. فلجها تشكله مجموعة مـــــن عيون «الثوارة»

05 يونيو 2018
05 يونيو 2018

جمال الطبيعة وعراقة الماضي (2-2)

نخل: احمد الرواحي -

من مكونات حارة الغريض «سبلة الغريض»، وهي عبارة عن مجلس عام لأهالي الحارة فيه تقام مناسبات الأفراح والأتراح، ويجتمع فيه الأهالي لبحث القضايا العامة ومناقشتها، وإيجاد الحلول لها، ويستقبل فيها الضيوف الزائرون، كما كانت تقام فيها بعض الأشغال اليدوية، ويجتمع فيها الناس لقعد الفلج، أما في الوقت الحاضر فقد أقام الأهالي على غرارها سبلة عامة تجمع مختلف القرى الواقعة في منطقة الثوارة، ويطلق عليها «مجلس العلاية». بجوار هذه السبلة كانت تعرض وتباع بعض البضائع، مثل الأخشاب وبعض أنواع الطعام، مثل البقوليات، وأحيانا يطوف البائع على بيوت الحارة لعرض بضاعته، والتسويق لها، وفي مناسبات الأعياد تقام في المكان نفسه عملية توزيع اللحوم، حيث يتشارك الأهالي شراء ذبيحة، ويساهم كل منهم بقرش أو أكثر بحسب كمية اللحم التي يحتاج إليها، وكل منهم يأخذ من اللحم حسب المبلغ الذي ساهم به، ثم ينادى على الكرش، والعظام، والرأس، والإهاب.

وكان للقرية سوق مصغر لبيع السمك يوميا، حيث يطلع على المكان «عقة السمك» حتى لا يضطر الأهالي لقطع مسافة لشرائه من السوق المركزي للولاية.

ويقطع المحلة فلج الغريض الذي تشكله مجموعة من العيون القريبة من عين الثوارة، ويستقي الأهالي من تلك العيون للشرب، وهي عيون تنبع من أسفل الجبل، لتشكل مخزونا جوفيا مستمرا يمد الفلج طوال أيام العام، ويمر الفلج داخل عدد من بيوت المحلة سابقا-أما الآن فيمر بمحاذاتها- قبل أن يخرج إلى المزارع المحيطة بالقرية، حيث تسقى من مياه مزارع كثرة، ولا تزال ردات الفلج ومواقيته تعتمد على التوقيت العربي إلى الآن، كما تعتمد على الأثر في بعض الردات، مثل الشارقة، وظل ثمان، وغيرها.ويحتاج الفلج حاليا إلى صيانة بفعل بعض الإصلاحات التي طالت منطقة الثوراة، وأثرت على العيون الرافدة للفلج، ويأمل أهالي المحلة وأصحاب المزارع على وجه الخصوص أن تساهم وزارة الزراعة ووزارة البلديات بجزء من تكلفة مشروع صيانة الفلج، المزمع تنفيذه من قبل أهالي المحلة، بسبب تراجع منسوب مياه الفلج بشكل ملحوظ مما سيؤثر بشكل سلبي على المزارع المعتمدة عليه. ومن العادات القديمة لأهالي القرية في مناسبة العيدين، هو أن يجتمع أهالي المحلة للسير معا إلى مصلى العيد وخلفهم النساء، ويردد الرجال التكابير، وبعد الصلاة تكون هناك مظاهر استعراض استخدام الأسلحة والتقويس، وكذا في أيام العزوة الثلاثة ينطلق الأهالي من مسجد المكبر التابع للمحلة إلى مكان العزوة في سوق نخل، وهم ينتظمون مرددين فن الرزحة ثم يجتمعون في العودة عند مسجد الغريض، وتختتم المسيرة بإطلاق الأعيرة النارية.