1350554
1350554
روضة الصائم

«أمراض الماق».. صفتها وعلاجها

01 يونيو 2018
01 يونيو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته - بفضل الله تعالى - فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي بأنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى أنه هو الشافي والمعافي وأنه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام وبالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني.

وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم..

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض الماق) وهي ثلاثة أمراض (الغَرب، والغدة، والسيلان).

أما الغرب سببه مادة رطبة حارة وعلامته ورم خارجي صغير ينبت فيما بين الماق الأكبر والأنف، وكثيرا ما ينفجر بلا لذع وهو عسر البرء لرقة اللحمة التي هناك وربما انفجر إلى الأنف التي بينه وبين العين وجرى منه مدة منتنة وربما انفجر من تحت جلدة الجفن الواحد أو الجفنين جميعا، وأفسد غضايفهما.

وإذا غمزت على الجفن سال القيح من الخارج، وإن غفل عنه صار ناصورا وأفس العظم ولم ينج من مشاركة العين من الفساد. والعلاج أن يستفرغ بالفصد ويطلى بالماميثا والزعفران أو بماش ممضوغ أو بحلبة مدقوقة أو ببذر كتان مدقوق أو كندر، أو يطلى بالزعفران والمر والصندل فرادى أو مجموعة.

وإذا انفجر الورم فيحشى بالتوت الأخضر المدقوق أو شحم الحنظل أو يكبس بالأنزوت والصبر ودم الأخوين وجلنار وشب وأثمد من كل واحد جزء، زنجار رع جزء، أو يحشى بالجوز الزنخ مدقوقا.

فإن آل الأمر إلى ناصور فيعالج بالكيّ وهو أن تحشى العين بعجين أو خرقا مبلولة بماء بارد ثم يكوى بحديدة لطيفة حتى يبلغ الكي إلى موضع الفساد جميعه ويأكل جميع اللحم الفاسد.

وإن كان (الفساد قد أفسد العظم) وعلامته أن يكون العظم رخوا فيكوى ناحية الأنف حتى ينفذ المكوى، وعلامة نفوذه أن يسد العليل أنفه وفاه ويحصر نفسه وينفخ فإن خرج الهواء من موضع الكي فقد بلغ الكي، فحينئذ تجعل عليه مرهم الزنجار وسمن حتى يأكل جميع ما بقي هناك ثم إذا انتصف الموضع تضع عليه فتيلة من قطن خلق وحده أو مع سمن إلى أن يندمل. وأما (الغدة) فسببها دم غليظ كثير وهي إفراط زيادة اللحم الطبيعي الذي في الماق الأكبر على رأس الثقب الذي بين العين والمنخرين عن الاعتدال في المقدار الذي ينبغي لها وهي الأمراض الخاصة بالماق.

والعلاج بأن يستفرغ بالصد ثم يعالج بشياف الزنجار أو مرهم الزنجار.

وإن زادت على المقدار الطبيعي فتوضع عليها الأدوية الحادة كالزنجار فإن لم تف الأدوية الحادة قطعت بالمقراض من غير استقصاء ولا تقصر ويوضع على الموضع ذرور أصفر ويضمد بصفرة البيض ودهن ورد، فإن عرض للعين حمى فيشيف لشياف أبيض فإذا سكن فبالأشياف الأحمر اللين.

وأما (السيلان) فسببه نقصان لحمة الماق الطبيعية عن مقدار حتى تمنع الرطوبات الكائنة من السلان أن تسيل من العين وربما آل أمرها إلى الغرب وقد يعض من ثلاثة أسباب (إما من إفراط المتطببين في قطع الظفرة والسبل) أو (في قطعها من الأدوية الحادة فتأكل اللحمة) أو (أن تنتقص بعقب الجذري وذلك انه يخرج منها واحدة فتأكلها المدة فيعرض من ذلك السيلان). وعلاجه أن يستفرغ بالفصد إن كان قد تتبع الدم ويعالج بالشيافات الماميثا والزعفران والصمغ العربي معجونا بماء الآس أو بصبر وصمغ عربي مبلول بماء ورد.

فإن كانت اللحمة قد فنيت بالكلية بأسرها فلا برء لها، وأن بقي منها بقية فعلاجها بالأدوية المنبتة للحم المجففة للرطوبات كالمرقشيثا والشب والماميثا ويغتذي بالأغذية المحمودة الجيدة الغذاء كلحوم الجداء والدجاج والحملان وشرب الجلاب وشراب البنفسج.

ومما ينبت هذه اللحمة دخان الكندر، وصفة دواء هذه اللحمة (ماميثا درهم وزعفران دانقين وصبر سقطري نصف درهم وشب يماني محرق وزن دانق ودخان الكنر درهمين ثم يعجن بشراب ويعمل منه شياف يداف منه واحدة بشراب ويستعمل. نافع إن شاء الله.