روضة الصائم

السيفي: زكاة الفطر الأصل فيها الإطعام والتقيد به أولى وفيه إصابة للسنة

01 يونيو 2018
01 يونيو 2018

الحكمة منها الرفق بالفقراء وإغنائهم عن السؤال وتدفع لمستحقيها -

أجرى اللقاء ـ أحمد بن سعيد الجرداني -

المسلم مطالب أن يحرص على الطاعات والأعمال الصالحة والتزود بزاد التقوى فما أجمل الطاعة إذا اتبعت بالطاعة، وما أعظم الحسنة وهي تنضم إلى أختها الحسنة؛ لتكون حلقة من الأعمال الصالحة والدرجات العلى التي تنجي الإنسان من لظى؛ ثم إنه من العبادات المشروعة بعد انقضاء رمضان بلياليه إخراج زكاة الفطر عنه ومن يعوله.. وحول زكاة الفطر (فطرة الأبدان) كانت لنا هذه التساؤلات مع منذر بن عبدالله السيفي واعظ بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

ما الحكمة من مشروعية زكاة الفطر؟

الحكمة هي الرفق بالفقراء وإغنائهم عن السؤال في يوم العيد وإدخال الفرحة في نفوسهم في يوم توفيق الله لهم بإتمام الصيام وتطهير الصائم من اللغو والرفث بعد شهر رمضان جاء عن عبدالله بن عباس قوله (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين).

ما حكم زكاة الفطر؟

اختلف العلماء في حكمها قيل سنة مؤكدة وقيل واجبة ومن ترك إخراج زكاة الفطر يعتبر خسيس المنزلة.

على من تجب زكاة الفطر؟

تجب زكاة الفطر على كل مسلم كان صغيرا أو كبيرا ذكرا أو أنثى حرا أو عبدا بدليل حديث السيدة الفقيهة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- (سن رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير) يخرجها المسلم عن نفسه ومن يلزمه عوله من أبنائه وآبائه أما إذا كانوا مستقلين عنه ولا يلزمه عولهم فهو غير مجبور أن يخرج عنهم إلا إذا كان يرغب أن يتصدق عنهم كما أنه لا يخرج الزكاة عن العاملات المسلمات التي يعملن عنده في المنزل فهذه العائلة تعمل عنده براتب وليست عبدة عنده والزوجة مختلف في أمرها قيل على زوجها إخراج زكاة فطرها وقيل تخرج عن نفسها ما دامت مالكة لما تستطيع أن تزكي به وإذا أخرج زوجها عنها بأمرها سقط الواجب عنها.

فيمن أراد أن يخرج زكاة الفطر نقودا بدل القوت هل يسعه ذلك وهل يجوز أن تخرج زكاة الفطر عن أشخاص لا تعولهم؟

زكاة الفطر تتعلق بالأبدان لا بالأموال وهي تجب حتى على الفقير الذي يكفيه قوته ويكفي من يعولهم قوت ذلك الشهر أو لذات اليوم. أما بالنسبة عن إخراج الزكاة لمن لا يعولهم جائز ذلك إن شاء الله شريطة أن يخبرهم بأنه يرغب في إخراج الزكاة عنهم وإذا أخرجها دون إشعارهم لم تجزئ صاحبها أو أخبرهم بعد إخراجها لا يجزيه ذلك ووجب عليه إخراجها مرة أخرى.

هل يمكن إخراج النقد بدلا من الطعام؟

الأصل هو الإطعام والتقيد به أولى وفيه إصابة للسنة وانضباط بالنص وهو ما يحث عليه العلماء. وهناك من رخص بالنقد بدلا من الطعام نظرا لحاجة الفقير إليه وقدروه بريال ونصف تقريبا، والناظر يجد أن الإطعام فيه إغناء للفقير وحِكَمُه أكبر من أن نحيط بها نحن فالتقيد به أولى، ومن أراد إغناء الفقير بالنقد فالمجال واسع فليعطه من غير زكاة الفطر، أو بعد تسليمه الطعام وشعر أن الطعام كثر لدى الفقير أو المسكين فليعرض عليه شراء ذلك الطعام إن كان فائضا على حاجته فإن وافق الفقير أو المسكين على ذلك ورأى مصلحته في بيع طعامه، فلا مانع من ذلك، وبهذا أصاب المزكي السنة ونال الفقير بغيته مما يحتاج إليه من النقد.

ما الأصناف التي تخرج منها زكاة الفطر؟

الأصناف هي التمر والزبيب والبر والشعير والأقط -اللبن المجفف- والخلاف موجود في غيرها من الأصناف فمنهم من أقتصر بما ذكرته السنة المطهرة ومنهم من توسع في ذلك آخذا الهدف من إخراج الزكاة هو إغناء الفقراء وعليه إخراج زكاة الفطر من غالب ما يقتات به أهل البلد كالأرز مثلا ولا يجوز إخراج قوت لا يأكله أهل البلد.

ما وقت وجوب زكاة الفطر؟

تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان وهو المعتمد وقيل تجب بطلوع فجر أول يوم من شوال وسبب الخلاف يظهر من ناحيتين ناحية الإلزام وناحية الإسقاط فلو زاد مولود للمزكي ليلة العيد أي بعد غروب شمس اليوم الأخير وقبل طلوع فجر يوم العيد فعلى قول من يقول تخرج زكاة الفطر بغروب الشمس لا يلزم بإخراج زكاة الفطر عنه أما على القول بطلوع الفجر فيكون ملزما بإخراج زكاة الفطر أما الإسقاط فلو باع المزكي عبده فعلى القول بالغروب عليه أن يخرج عنه وينتهي وقت زكاة الفطر عند إقامة صلاة العيد ومن أخرجها بعد صلاة العيد لا تعد زكاة وإنما صدقة من الصدقات وقربة من القربات ومن الأفضل تأخير صلاة عيد الفطر ليتمكن الناس من إخراج زكاة فطرهم.

فيمن شق عليه إخراج زكاة الفطر لسبب من الأسباب أو نسي إخراجها في هذه الحال ماذا يصنع؟

أما إذا نسيها قبل صلاة العيد أو لم يتمكن من إخراجها فعليه القضاء حال تذكره أو قدرته، كما هو معلوم أن الناسي يقضي صلاته أما إذا وجد المزكي مشقة في إخراجها في وقت الوجوب فإنه يعزلها بعد وقت وجوبها جانبا ثم يفتش عمن يستحقها ويعطيه له ولو بعد خروج الوقت؛ لأنه بعزله إياها يكون بمثابة من أخرجها ولا زكاة عن الجنين حتى يولد.

ما أوقات إخراج زكاة الفطر؟

بعد طلوع شمس يوم العيد وقبل صلاة العيد.

ما هو المقدار المخرج في زكاة الفطر؟

صاع من الطعام والصاع النبوي عبارة عن أربعة أمداد والمد هو ملء كفي الرجل المعتدل وفي هذا الزمان يميل الناس إلى الوزن بدلا عن الكيل والأصل أنه لا يمكن تحديد المقدار المخرج بوزن معين لأن الأصناف المخرجة تختلف في أوزانها من حيث الثقل والخفة. والصاع كما جاء في فقه الكفارات يساوي (2.048 كيلو) تقريبا كما أنه يجوز إخراج الطحين كزكاة فطر؛ لأنه في الأصل حب البر ولكن فيمن أخرج طحينا عليه أن يزيد على صاع الطحين سدس صاع لأن حب البر إذا طحن وأصبح طحينا زاد على الصاع بمقدار السدس وهذا بتقدير بعض العلماء.

لمن تصرف زكاة الفطر؟

للفقراء والمساكين فقط ولا تصرف لبقية المستحقين للزكاة كأبناء السبيل والعاملين عليها وفي الرقاب وغيرهم. ومن الأخطاء الواقعة في وقتنا هذا عند كثير من الناس تبادلهم للزكاة فهذا الجار يعطي جاره وربما يكون غنيا وليس مستحقا للزكاة ولا يمنع أن ينبه هذا الغني من أتى له بزكاة فطره أنه غير مستحق لها والأولى أن يعطيها لمن شرعت لهم أصلا.

والزوجة على من زكاتها؟

  • زكاة الزوجة على زوجها وإلا فهناك من يقول بخلاف ذلك أي بأن زكاتها على نفسها خاصة إذا كانت غنية.

هل يجوز تكليف أحد من الناس إخراج زكاة الفطر؟

نعم، ذلك جائز إن شاء الله بشرط أن يكون من كلف بإخراج زكاة الفطر أمينا في دينه متقيا لله تعالى في سره وعلنه ونحن نجد في كثير من الأحيان إعلانات عن جمعيات متخصصة في إخراج زكاة الفطر فإن كانوا أمناء لا بأس من أن يتكفلوا بإخراج زكاة الأبدان ويجوز للمرء أن يدفع زكاته وزكاة من يعوله لشخص واحد ولمزيد من التفقه في هذه الزكاة ينظر إلى كتب الفقه وكتاب المعتمد وغيرها.