1350296
1350296
روضة الصائم

أدب الطفل: أهمية مشاركة أبنائنا في الرأي

30 مايو 2018
30 مايو 2018

إعــــداد: مروة حسن -

يتصف هذا الشهر الفضيل بمواصفات خاصة وميزات معينة، ومن تلك الميزات أنه يفسح المجال لأولادنا أن يشاركوننا في كل شيء، وقد لا تصل هذه المشاركة في غير رمضان إلى هذا الحد، ففي غير رمضان الأيام عادية، لا يوجد فيها ما يميزها، وبالتالي لا يهتمون إلا بالقليل من التشاور السريع والمختصر، أما في رمضان فالأمر يختلف بكل المقاييس، وذلك لأنهم يصومون معنا ويختارون معنا الأغراض باختلاف أنواعها ومستلزماتها، وهذا ما يترك لهم الفرصة ليعرفوا كيفية المشاركة والمشاورة الحقيقية والسليمة.

لذلك يوضح إمام جمع الأمين محمود عدلي الشريف أنه اقتداءً بنبينا عليه الصلاة والسلام، يجب أن نعلم أنباءنا كيفية المشاركة الفعالة، وذلك باتباع بعض المواقف في التشاور والمشاركة منها على سبيل المثال:

- المشاركة في اختيار طعام الإفطار: حيث نعلم نحن الآباء من أبنائنا أنهم يصومون معنا وبهذا يكون لهم الحق في التشاور حول ما يفطرون به اليوم أوغداً، وهذا مجال لا شك مهم للغاية نعمل على إحيائه في شهر الصيام، فقد لا تكون هذه المشاركة حول نوع الطعام الذي سيؤكل في غير رمضان، وقد لا تطرح هذه المسألة على مائدة المفاوضات المنزلية، وذلك لأن الطعام يتكرر على الأولاد ثلاث مرات في اليوم- الإفطار والغداء والعشاء- وهذا ما يجعل الاختيار غير مطروح للتكرار والكثرة، أما في رمضان فالأمر يختلف، لأن الصيام طوال اليوم يوجد الأعاجيب في تصنيف الاختيارات من النوعيات المختلفة من الأطعمة من هنا وجب على الآباء أن يشاركوا فلذات أكبادهم في هذه النقطة، فكما أننا نختار لأنفسنا من أنواع الطعام ما نحب، سواءً للصنع أو الطعام، فكذلك من حق أبنائنا اختيار ما يشتهون ما لم يضر، فإن لم يكن في الصنع ففي الأكل كل حسب نوع ما يحب.

- المشاركة في الخروج والزيارات: وهنا يقول: إنه عند المشاورة والتحاور بين أطراف العائلة في اختيار المكان المناسب ستعرض الآراء، وحينها يكون أولادنا واحداً من ثلاثة:- أ- إما يكون اختياره هو عين الصواب: بأن عرض أحد الأبناء رأياً أصبح محل اقتناع وقبول من كل أطراف العائلة، وهنا ينبغي أن يشجع صاحب الرأي السديد، بل ويهدى هدية إذا لزم الأمر، لأن هذا يصنع منه حكيماً يضع الشيء في موضعه، ويشجعه على اختيار الشيء المناسب في الوقت المناسب.

ب ـ إما يكون اختياره فيه شيء من الصواب والخطأ: بمعنى أن يكون رأي أحدهم خليط من الأمر مزج شيئاً صالحا وآخر شيئاً، وهنا ينبغي علينا أن ننصح صاحب هذا الرأي من أبنائنا بمناقشة اختياره، نوضح له جانب الصواب ونكشف له جانب الخطأ، لينكشف الستار أمام عينيه، فيتولد لديه التفكر في الرأي قبل اختياره، فيستطيع بعد ذلك أن يكتشف الخطأ في رأيه بنفسه فيعدل عنه من تلقاء نفسه، وهنيئاً لكم حينها أيها الآباء بأولاد يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا، ويزنون الأمور بموازين الحكمة.

جـ - إما يكون اختياره هو عين الخطأ: وإذا كان الرأي كله خطأ، ففي هذه الحالة يستعمل الآباء شعرة معاوية المشهورة»، وقد عبر معاوية عن هذه السياسة بقوله المشهور: لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، إذا جذبوها أرخيتها، وإذا أرخوها جذبتها»، حتى لا ينقلب الأمر لعناد بين الطرفين، جانب الآباء بحجة السيطرة والهيمنة ومعرفة المصلحة والدراية بما هو أنفع، والعناد من جانب الطفل بأساليب الضغط حتى يعدل الأبوان عن رأيهما إلى رأيه، وهنا الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى الناس بها كما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا».

ـ المشاركة والتشاور حول شراء شيء بعينه: ـ ولا مانع بل من المرغوبات أن يتشاور الآباء مع أولادهم حول شراء شيء معين، سواءً يخصهم أو يخص البيت أو يخص الغير من أفراد الأسرة، والمهم أن لا يخرج الأمر من حيز التشاور، حتى يتمكن الجميع من إبداء رأيه وهو في ارتياحية، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ أَصْغَرُ القَوْمِ،، وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: «يَا غُلاَمُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأَشْيَاخَ»، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وهنا تتولد الثقة بالنفس وتنشأ فكرة قبول الآخر رأياً ومخالفة، بل ويعتادون على ذلك، فينبذ بذلك الخلاف والتعصب للرأي بين الأبناء في الأسرة الواحدة، وهنيئاً لمجتمع تربى أبناء أسره على هذا الخلق الكريم.

  • س: من هو النبي الذي أرسل لقوم «مدين»؟

    ج: نبي الله «شعيب» عليه السلام.