1345504
1345504
الاقتصادية

10 مشاركين استفادوا من برنامج «تقدر» في تطوير ثقافة البحث عن عمل وبيئات العمل

26 مايو 2018
26 مايو 2018

التركيز على العمل في المؤسسات الصغيرة والعمل الجزئي -

كتب - حمد بن محمد الهاشمي -

يساهم برنامج «تقدر» أحد الحلول التي تساعد في سد الفجوة بين إمكانيات الباحثين عن عمل واحتياجات أصحاب العمل الفعلية.

فعملت مؤسسة رؤية الشباب على تنظيم هذا البرنامج، بدعم من شركة بي. بي. عُمان ضمن برنامجها للاستثمار الاجتماعي، وبالتعاون مع مركز التوجيه الوظيفي بجامعة السلطان قابوس والجمعية العمانية للموارد البشرية، حيث مر المشاركون في البرنامج بمراحل مختلفة وتحديات عديدة بأسلوب شبابي يجمع بين المناقشة والمنافسة، بالإضافة إلى أن هذا البرنامج يحاول تغيير عدة ثقافات ومعتقدات خاطئة لدى الشباب بخصوص الوظائف وبيئات العمل المختلفة والتدرج المهني وغيرها من المعتقدات.

وقد تأهل 10 مشاركين فقط تم اختيارهم بناء على تقييم لجنة مختصة عملت على متابعتهم طوال المرحلة الأولى، لينتقلوا بعدها إلى رحلة ميدانية من خلال تحدي رمال الشرقية والوادي الأبيض والتي نظمته شركة تحدي عمان، وقد عززت الرحلة لدى المشاركين أهمية العمل الجماعي وحل المشكلات والثقة بالنفس وغيرها من المهارات الحياتية الضرورية، وخلال هذه الفترة انتقل المشاركون إلى مرحلة التدريب والتي تمتد إلى ثلاثة أشهر في مؤسسات صغيرة ومتوسطة مع وجود مشرفين من شركات كبيرة لإرشادهم خلال فترة التدريب.

جاهزية المؤسسات والمجتمع

من جانب آخر، صاحبَ البرنامج فعاليتان عامتان لتوعية المجتمع بالحلول المطروحة لتقليل عدد الباحثين عن عمل، حيث ركزت الفعالية الأولى التي أقيمت في ساحة مطعم الموج للجولف على مناقشة جاهزية المؤسسات والمجتمع لسوق العمل المستقبلي، وتمت خلالها مناقشة قضية زيادة عدد الباحثين عن عمل، والتي تعتبر الأولى والأهم على مستوى الدولة من أطراف مختلفة كمؤسسات ومجتمع، وتغيير ثقافة العمل والمعتقدات الخاطئة لدى الشباب والمجتمع بخصوص الوظائف وبيئات العمل المختلفة والتدرج المهني وغيرها من المعتقدات التي تحول دون حصول الباحثين على فرص وظيفية مختلفة، وقراءة للتوجهات المستقبلية لسوق العمل والمتغيرات فيه، كما تم اقتراح حلول سهلة وممكنة يمتلكها المجتمع والباحثون أنفسهم تساعد في حل القضية وتقليل تفاقمها دون الحاجة إلى حركة المؤسسات.

مخرجات البرنامج

حرصت مؤسسة رؤية الشباب على تأسيس قاعدة شبابية تشمل نقاط قوتهم، وأعمالهم، ومواهبهم، والسير الذاتية ومن خلالها استقبلت المؤسسة عروض وظائف وتدريب من شركات ومؤسسات مختلفة.

وأشارت أسماء السليمانية مديرة برنامج «تقدر» إلى النتائج غير المخطط لها خلال البرنامج حيث طلب العديد من الجهات لعدد من مخرجات برنامج تقدر، وذلك لتنوع الفرص التدريبية والوظيفية والتي كانت بواقع 16 فرصة تدريب تنوعت في التخصصات، وشملت: التسويق، والمالية، وتقنية المعلومات، وخدمة الزبائن، وهندسة ميكانيكية، وهندسة كيميائية، وهندسة نفط وغاز، واختلفت المدة الزمنية للتدريب لكل طلب.

وأضافت السليمانية: أن البرنامج استقبل ما يقارب 6 فرص توظيف في عدة تخصصات، كانت أغلبها مرتكزة على تخصص التسويق والموارد البشرية، كما أنها شملت تقنية المعلومات، وركز البرنامج على إمكانية العمل في سوق مختلفة عن التخصص الدراسي كون أن الشخص يمتلك نقاط قوة في تلك الدائرة، ولازالت الطلبات متواصلة.

العمل بالمؤسسات الصغيرة

تقول نوف اللمكية متدربة في قسم المالية بشركة «إنوتك»: «أصبح الحصول على وظيفة مرموقة هاجسا يؤرق كثيرا من الباحثين عن عمل خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية، فكما هو معروف أصبح الكل يبحث عن وظيفة في المؤسسات الكبيرة ولم يركز على أهمية العمل في المؤسسات الصغيرة».

وأضافت اللمكية: إن تغيير الفكر ليس بالأمر الهين، وعلى الرغم من ذلك كان لا بد من أن تكون هناك مبادرة شبابية قادتها مؤسسة رؤية الشباب من أجل تغيير فكر الشباب حول البحث عن وظيفة.

الخروج عن المألوف

من جانبه قال سعيد السعدي متأهل ضمن برنامج تقدر ومتدرب في شركة الردهة: «جميع من أعمل معهم يُعَدون من النخبة في مجال صناعة الأفكار والخروج عن المألوف، وأنا كعضو جديد أرغب في تقديم ما هو مختلف ومميز، وهذا الأمر يعتبر تحديا بالنسبة لي وأصبحت الردهة تشغل حيزا من تفكيري للخروج بفكرة غير متوقعة».

وأضاف: أن أحد التحديات التي يمر بها هي تكليفه بالقيام بأعمال لا يرغب بها، ولكنه يؤكد أن هذا الأمر يوضح للمتدرب ما ستكون عليه بيئة العمل مستقبلا، وأن عليه أن يتقبل المهام الجديدة التي لم يعتد عليها.

ختام البرنامج

الجدير بالذكر أن المتدربين في برنامج «تقدر» يعملون خلال هذه المرحلة على مشاريع لتطوير المؤسسات التي يتدربون بها، كما أن البعض منهم قد حصلوا على عروض وظيفية في المؤسسات نفسها، وفي نهاية الفترة التدريبية للمشاركين العشرة، وفي الأمسية الختامية تم منح المشاركين الفرصة لعرض مشاريعهم وإبراز الخبرات التي اكتسبوها خلال مراحل البرنامج، حضرها عدد من مديري الشركات والمؤسسات بهدف تعزيز فرص توظيف المتدربين.

العمل لبعض الوقت

لم تكتف مؤسسة رؤية الشباب بتثقيف الباحثين عن عمل حول آلية الحصول على وظيفة، بل كانت هي أول من يساهم في طرح ونشر ثقافة العمل لبعض الوقت «العمل الجزئي»، كما جاء في اللائحة التي أقرتها وزارة القوى العاملة، ومن منطلق هذا الأمر نظمت المؤسسة فعالية عامة، وتعاونت مع عدة شركات صغيرة لتوفير 14 فرصة عمل جزئي تجريبي وذلك لمدة يوم واحد، حيث تم نشر استمارة إلكترونية سجل من خلالها 334 شخصا، وتم اختيار أفضل 14 شخصا ليخوضوا التجربة.

في نهاية اليوم أقيمت أمسية احتوت على عرض حمد العمري بعنوان «الحياة قرار جريء»، بالإضافة إلى عقد جلسة نقاشية باستضافة عدد من المختصين من أبرزهم: أحمد بن عبد الله الخنجي مستشار وزير الصحة للتطوير ورئيس مبادرة العمل الجزئي، وقيس الحجي مدير قسم الخدمات المهنية في كلية الشرق الأوسط، والحسين علي البحري مؤسس شريك لشركة مندوب، ومروة الوردية موظفة من دائرة الشؤون القانونية في لونار سينما، وفريد الشكيري وإيمان الحضرمية وهما من المشاركين في الفعالية العامة الثانية لبرنامج تقدر. تناولت الجلسة عدة محاور ركزت على نشر ثقافة العمل لبعض الوقت، وأهميته في دعم الأفراد والمجتمع والمؤسسات ودعم الاقتصاد الوطني، والتحديات والصعوبات المرتبطة به.

أوضح قيس الحجي مدير قسم الخدمات المهنية في كلية الشرق الأوسط أن هناك تحديات تواجه كلية الشرق الأوسط في مسألة تكوين علاقات مع القطاع الخاص لدعم تشغيل الطلبة في عمل جزئي، منها: عدم وعي هذه المؤسسات بأهمية تبني ودعم هذه المبادرات في مجال العمل الجزئي؛ حيث لا زالت المؤسسات تبحث عن الاستمرارية في العمل من خلال بحثها عن أشخاص للعمل بصورة دائمة ولفترات طويلة. كما أشار الحجي إلى أن هناك مؤسسات تطرح مبادرات في مجال العمل الجزئي وتوجد تنسيقات مع القوى العاملة في هذا المجال؛ ولكن تبقى في الأخير مسألة العمل لبعض الوقت هي قرار ذاتي من الأفراد أنفسهم.

تحد جديد

من جانبها قالت صبيحة التوبية: عملت كموظفة استقبال في القمة للرعاية الطبية، وكانت التجربة أكثر من رائعة، وتحديا جديدا بالنسبة لي لأني عملت في بيئة عمل جديدة وبعيدة كل البعد عن تخصصي، ولقد تعلمت منها الكثير، منها عدم الترفع عن أي عمل كان، كما أتاحت لي هذه التجربة اكتشاف وتطوير شخصيتي، والتعرف على المهارات المطلوبة في سوق العمل، ومن وجهة نظري إنها تجربة تفتح آفاقا للباحثين عن عمل ويجب علينا اقتناص الفرص المتاحة بغض النظر عن التخصص لحين إيجاد فرصة العمل التي تتناسب مع المؤهل الدراسي».

وأضافت التوبية: أن هذه التجارب تخلق جيلا قادرا على تحمل المسؤولية والعطاء في سبيل خدمة الوطن في مختلف المجالات، آملين من المعنيين والقائمين على هذا الجانب الاستمرارية في مثل هذه البرامج؛ لإكساب الشباب الخبرات وصقل مهاراتهم التي من شأنها أن تفتح خيارا آخر لكل باحث عن عمل.