1346904
1346904
الاسبوع السياسي

بوادر صراع وانشقاق بين ضفتي الأطلسي!!

26 مايو 2018
26 مايو 2018

اعداد وتحرير : عبدالوهاب الهنائي -

تعيش أوروبا حالة من الشك وعدم اليقين فيما يتعلق بتحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية، بعد أن أصبحت شركاتها تحت طائلة العقوبات الامريكية التي فرضتها واشنطن على طهران بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الايراني.

فرغم كل الالتماسات والتوسلات التي أبداها القادة الاوروبيون خلال زيارتهم لواشنطن لثني الرئيس الأمريكي عن قراره، الا أن الاخير أصر على موقفه ورفض الاقتراحات المقدمه اليه بتأجيل انسحابه من الاتفاق.

ومما زاد الامور تعقيدا، اعلان واشنطن عن فرض عقوبات اقتصادية على الجمهورية الاسلامية الايرانية، الامر الذي سيهدد المصالح الاقتصادية الاوروبية في ايران، والتي ابرمت معها العواصم الغربية اتفاقيات بعشرات المليارات من الدولارات، وذلك بعد توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران في عام 2015.

الامر الذي استدعى المفوضية الاوروبية لاطلاق «قانون التعطيل»، وذلك من اجل الحد من تأثير العقوبات الامريكية على الشركات الاوروبية، وهو القانون الذي تم اقراره في عام 1996، والذي يحظر بموجبه على المؤسسات الاوروبية الامتثال للعقوبات الامريكية.

ومنذ وصول الملياردير الامريكي الى سدت الحكم، وواشنطن تفاجئ العالم وأصدقاءها على وجه الخصوص بقراراتها التي تراعي المصالح الامريكية فقط، كما أن الدبلوماسية الامريكية المعهودة لم يبق لها مكان في أروقة البيت الابيض، وأصبح العالم يراقب ويترقب تغريدات ترامب «المثيرة للجدل، وهو ما أغضب حلفاء واشنطن في أكثر من مناسبة، فبعد أشهر من توليه السلطة، قرر ترامب الخروج من اتفاقية باريس للمناخ، رغم المناشدات الدولية والمدنية لبقاء الولايات المتحدة في هذا الاتفاق الاممي.

وتلى ذلك، اعتراف ترامب «الأحادي» بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده الى المدينة المقدسة، رغم انتهاكه للقرارات الدولية التي أكدت على أحقية الفلسطينيين بالجانب الشرقي من المدينة، وهو ما أدى الى اعتراض عربي ودولي كبير، واشعل مظاهرات مناهضة جابت عواصم عالمية عدة.

ثم مالبث وأعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الايراني الذي أبرم في عهد سلفه باراك اوباما وبرعاية وزير الخارجية الامريكي الأسبق جون كيري، والذي أقره الاعضاء الدائمون بمجلس الامن، اضافة الى المانيا.

ويسود غضب واضح في عواصم الاتحاد الأوروبي التي أبدت امتعاضها وخيبة أملها الكبيرة بالقرارت الامريكية الاخيرة، وبالأخص مسألة الرسوم الجمركية الاخيرة التي فرضتها واشنطن على القارة العجوز، وهو ما استدعى بعض الساسة الاوروبيون للدعوة لمواجهة تلك القرارات والتصدي لها بحزم والالتفاف للمصالح الذاتية، والبحث عن اسواق جديدة، بعيدا عن التحالف الاستراتيجي القائم بين بروكسل وواشنطن.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك: «بالنظر إلى أحدث القرارات الصادرة عن دونالد ترامب، يمكن لأحد ما القول: مع مثل هؤلاء الأصدقاء، لا نحتاج إلى الأعداء... لكن، بصراحة، يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي ممتناً. شكراً له (لترامب)، لأننا تخلصنا من كل الأوهام».

وحذر توسك خلال حديثه للصحفيين على هامش قمة اوروبية في صوفيا، «ليس لدي شك في أنه في اللعبة العالمية الجديدة، ستكون أوروبا، إما أحد اللاعبين الكبار أو دمية يحركها الاخرون.. هذا هو البديل الحقيقي الوحيد».

فهل سنشهد حربا اقتصادية متبادلة بين الطرفين، تفضي الى تصدع وانشقاق الحلف الاستراتيجي القائم بين ضفتي الاطلسي؟!