1343160
1343160
روضة الصائم

أمراض اللهاة صفتها وعلاجها

24 مايو 2018
24 مايو 2018

عرض :سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته -بفضل الله تعالى- فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي أنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى أنه هو الشافي والمعافي وانه على كل شيء قدير.

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام وبالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني.

وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم.

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض اللهاة) وهي استرخاؤها وسقوطها والورم الحار إذا دق أصلها واستدار طرفها ولم يكن أصلها دقيقا ولا طويلا وكان لونها كالدم الأسود فلا يجوز أن يقطع لأنه يحدث من قطعها ورم عظيم ونزف دم لا يكاد ينقطع.

وعلاجها أن كانت حمراء شديدة الحرارة فيفصد ويغرغر بالخل ماء الورد ويستاك بماء ورد وصندل أو جلنار وكافور.

وان لم تكن معها حرارة وكانت إلى البياض فيغرغر بالمرق والسكنجبين والخردل وينفخ فيها النوشادر ويستاك بالعفص والنوشادر والملح والشب أو ملح هندي ونوشادر يسحق ناعما ويضرب بالأصابع وترفع به اللهاة مرتين، يبرأ بإذن الله.

أو ينفخ في الحلق بعد الاستفراغ ماميثا وبزر ورد وقافيا وصعتر فارسي، أو ينفخ نوشادر وسماق وورد والذي ينفعها الشب اليماني والجلنار ينفعان ويوضعان عليها بملعقة الميل.

فإن لم ترفع وكان أصلها دقيقا ورأسها مستديرا ولونها إلى البياض وخيف على صاحبها الخناق فيقطع الفاضل، وصفة القطع أن يجلس العليل بحذاء الشمس ويؤمر بنفخ فِيهِ ما أمكنه ويقبض على اللهاة من الموضع الذي يحتاج إلى قطعه بالآلة المعروفة بالماسكة للهاة وتجذب وتقطع بمبضع أو بمقراض ويغرغر بماء ورد مرّس فيه سماق وهذا دواء ينفع لاسترخاء اللهاة وإطلاق حبس الكلام من الفم والبرد المضر. ولوجع الفالج زعتر وزنجبيل وفلفل أبيض ودارصين وشونيز وقسط ومر من كل واحد جزء يدق الجميع وينخل ويذاب بسكنجبين عسلي ويتغرغر به.

فإن كان باللسان قروح أو ورم فليوضع عليه المرهم الذي ألفه يحيى بن ماسويه، فإنه مجرب. وأما عنب الثعلب قدر سكرجة، مثقالين زعفران يخلط حتى يصير كهيئة المرهم ثم يترك على اللسان فإن أحببت صيرت شيئا من ورق الورد المسحوق فإنه جيد مجرب صحيح عجيب. وزعم جالينوس ان مرارة الثور إذا تحنك بها نفع من الخناق العارض من النوازل وسقوط اللهاة وكذلك مرارة الضأن تنفع جيد مجرب.

وأما ورم الحار في اللهاة فسببه مادة دموية أو صفراوية وعلامتها وجع وضربان في أقصى الفم والتأذي عند البلغم؛ علاجه يستفرغ بفصد القيفال ثم يغرغر بماء أغلي فيه سماق وينفخ في الحلق ورد وصندل وعفص وجلنار أو سماق واشياف الماميثا وعلى مقشر وعروق وورق السوس بالسوية يدق الجميع ناعما وينخل بحريرة وينفخ في الحلق بأنبوب ويتغرغر بماء ورد وماء عنب الثعلب.