1344765
1344765
تقارير

قمة كيم وترامب في صلب محادثات الرئيس الكوري الجنوبي بواشنطن

22 مايو 2018
22 مايو 2018

واشنطن - اندرو بيتي -

المحادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الكوري الجنوبي في البيت الأبيض قد تحدد ما إذا كانت القمة المرتقبة مع الزعيم الكوري الشمالي ستمضي قدما.

ويزور مون جاي-ان واشنطن سعيا لإنقاذ تقارب دبلوماسي نادر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، يواجه صعوبات وهو على وشك أن يبدأ.

وكان ترامب وافق على لقاء «القائد الأعلى» الغامض كيم في سنغافورة في 12 يونيو، ولكن شكوكا جديدة تهمين على احتمالات انعقاد هذه القمة الأمريكية الكورية الشمالية الأولى من نوعها على الإطلاق، وقد عبر الطرفان عن تحفظهما.

وكوريا الجنوبية القلقة حيال تجارب الأسلحة التي يجريها الشمال وتحذيرات ترامب من حرب وشيكة، لعبت دورا محوريا في إقناع عدوي الحرب الباردة بالجلوس إلى طاولة المحادثات.

وأوفد مون مستشاره الخاص للأمن القومي إلى البيت الأبيض في مارس، حاملا عرضا بإجراء محادثات، وأنباء عن أن كوريا الشمالية قد تكون مستعدة للتخلي عن أسلحتها النووية، وهو ما يعد احتمالا مغريا.

وبيونج يانج على وشك امتلاك التكنولوجيا النووية والصاروخية التي تسمح لها بضرب أراضي الولايات المتحدة القارية بسلاح نووي، وهي قدرة ترفضها واشنطن بالكامل.

ومنذ ذلك الحين حصلت سلسلة من الاجتماعات التاريخية بين الكوريتين، وزيارتان لمايك بومبيو إلى بيونج يانج، الأولى بصفته مدير الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) والثانية بصفته وزيرا للخارجية، كما تم إطلاق سراح ثلاثة مواطنين أمريكيين كانوا محتجزين في كوريا الشمالية.

لكن بعد عدة هفوات لترامب تحوم شكوك جدية الآن حول استعداد كوريا الشمالية لنزع أسلحتها النووية.

في وقت سابق هذا الشهر نددت كوريا الشمالية بمطالب الولايات المتحدة «التخلي عن السلاح النووي من جانب واحد» وألغت في اللحظة الأخيرة اجتماعا رفيع المستوى مع الجنوب احتجاجا على تدريبات عسكرية مشتركة بين سيول وواشنطن.

ورد ترامب بالقول: إن الاجتماع ربما يحصل أو لا يحصل.

وحذر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في مقابلة مساء الاثنين من أنه «لا شك» في أن ترامب سيكون على استعداد للانسحاب من المحادثات مع كيم إذا بدا أنها لن تفضي إلى نتائج مؤكدا أن الرئيس لا يسعى إلى تحقيق نصر في العلاقات العامة.

وقال بنس: إن إدارتي الرئيسين الأسبقين بيل كلينتون وجورج بوش «خدعتهما» كوريا الشمالية عندما حاولت واشنطن في السابق حمل بيونج يانج على التخلي عن سلاحها النووي، لكن الإدارة الحالية لن ترتكب نفس الأخطاء.

وقال بنس في مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز) الإخبارية: «سيكون خطأ فادحا لكيم جونج اون أن يعتقد أن بإمكانه خداع دونالد ترامب».

فاجأ ترامب كثيرين أيضا بعرضه على كيم ضمانة أمنية صريحة تسمح له بالبقاء في السلطة، وألمح إلى أن التغير المفاجئ على ما يبدو في موقف كيم جاء بطلب من الزعيم الصيني شي جينبينج.

وقال ترامب: إن شي «قد يكون يؤثر على كيم جونج اون» لافتا إلى اجتماع حديث كان الثاني بين الزعيمين في شهر، مضيفا «سنرى ما سيحدث».

ويرى المحللون فيما يبدو كأنه مماطلة من جانب كوريا الشمالية؛ تأكيدا لما يخشونه منذ وقت طويل، وهو أن تكون بيونج يانج تعمد إلى كسب الوقت على أمل تخفيف العقوبات و«الضغوط القصوى» المفروضة عليها، أو أن تكون كوريا الجنوبية تبالغ في احتمالات التوصل لاتفاق.

وقال اريك جوميز من معهد «كاتو للابحاث»: إن «التوتر الحالي يعكس فجوة كبيرة وخطيرة في التوقعات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية».

وأضاف: «إن موضوع نزع السلاح النووي لم يتم إبعاده عن الطاولة بالنسبة لكوريا الشمالية، ولكنها تنتظر من الولايات المتحدة إنهاء ما يسمى بـ«السياسة العدائية» كشرط مسبق لنزع السلاح النووي».

ومن غير الواضح ما يعني ذلك بشكل ملموس، لكنه ربما يشمل سحب الـ30 ألف جندي أمريكي من شبه الجزيرة الكورية.

ومع اقتراب موعد القمة والغموض الذي لا يزال يخيم حول المواضيع المطروحة للبحث أو ما سيحصل في حال فشل المحادثات، ويتوقع بعض المراقبين توترا خلال قمة ترامب ومون.

وقال روبرت كيلي من جامعة بوسان الوطنية: «يبدو بشكل متزايد أن إدارة مون بالغت في تقييم استعداد كوريا الشمالية للتباحث. ومن المرجح أن يتعرض مون لتوبيخ قاس بسبب ذلك».

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن مصدر في الرئاسة قوله: إن مون «سيبلغ الرئيس ترامب على الأرجح بما يمكن توقعه وما لا يمكن توقعه من كيم».

وأصدر مكتب الاتصال في البيت الأبيض ميدالية تذكارية بمناسبة القمة التاريخية المرتقبة بين ترامب وكيم جونج.

ونقشت على الميدالية عبارة «محادثات السلام» باللغتين الإنجليزية والكورية محاطة بغصني زيتون وحولها اسما البلدين «الولايات المتحدة الأمريكية» و«جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية» وتحتها السنة «2018» بينما نقش في دائرة داخلية اسما «الرئيس دونالد جي. ترامب» و«القائد الأعلى كيم جونج-أون». وتوسط الميدالية علما البلدين بلونيهما الأحمر والأزرق، وفي كل منهما نقش نصفي لترامب وكيم.

أما الوجه الآخر للميدالية فيحمل صورة البيت الأبيض والطائرة الرئاسية «اير فورس وان» والشعار الرسمي لرئيس الولايات المتحدة.