1341181
1341181
روضة الصائم

أسواق تراثية: «ســوق السفالة الأثري بسمائل» أطــلَاله تروي حــكاية تجــارة نشطة

21 مايو 2018
21 مايو 2018

سمائل:  ناصر الشكيلي -

تعتبر الأسواق العمانية القديمة إحدى الشواهد الأثرية الشاهدة على عمق التاريخ العماني وأصالته، ولعل الأطلال المتبقية منها قادرة على أن تروي كل حكاياتها التاريخية. ومن هذه الأسواق سوق السفالة بسمائل الذي يرتمي أسفل حصن سمائل الشاهق، وتحفه من بعض الجهات رياض النخيل. ولعل ارتباط السوق بالحصن كموقع شكلا تناغما تاريخيا تعزف جميع زواياه لحنا تاريخيا يثير في نفس من يشاهدها الفخر والاعتزاز بما خلفه الأجداد ويوضح عمق الحضارة العمانية. أما عن تاريخ بناء السوق فإننا لم نستطع أن نصل الى تاريخ مؤكد لبنائه ولكن أقرب الروايات تقول بأنه قد بني قبل أكثر من 300 عام ، ولا تزال بعض الشواهد توضح ولو قليل من أجزاء السوق، كما أن أغلب من كان يتردد عليه باعة كانوا أو مشترين قد قضوا نحبهم وتظل تلك الآثار صامدة لتنقل للأجيال كيف كان أسلافهم يعيشون وكيف كانت تجارتهم.

الوالد محمد بن حمد البرطماني وهو رجل ضرير،ما زالت ذاكرته تعلق بها بعض الذكريات عن هذا السوق فقد حدثنا بأن السوق كان يتردد عليه من عدة مناطق وولايات السلطنة، فكانت بعض البضائع تأتيه من قريات مثلا ومن الجبل الأخضر على كل فنٍ (حسب قوله) وكانت الأمتعة تأتي على ظهر الحمير والجمال، كما أنه يعتبر أحد أهم الأسواق التجارية في المنطقة في تلك الحقبة، فكان يضرب به المثل في توفر جميع الاحتياجات والمستلزمات فما يندر أو ينعدم وجوده في بعض الأسواق يتوفر في سوق السفالة بسمائل. أما عن عدد المحلات بالسوق فذكر الوالد محمد أن السوق كان به ما يربو عن مائة محل، وتتنوع فيه البضاعة المعروضة. ويوجد به أربعة أبواب رئيسية.

كما أن سوق السفالة كان يمثل مصدر توزيع (سوق مركزي) فمنه يتم نقل البضائع والسلع إلى العديد من الأسواق الأخرى.

ومن السلع التي كان يشتهر بها السوق الأسلحة العمانية التقليدية والخناجر العمانية والنحاسيات وكانت توجد به عرصة لبيع المواشي بمختلف أنواعها وجميع أنواع الخضروات والفواكه والمواد المنزلية.

واستمرت حركة السوق نشطة رغم بعض الأحداث السياسة التي عصفت على عمان والأحداث الداخلية . فمما يروى أنه حدث خلاف بين أهالي منطقة السفالة والعلاية بسمائل، أدى ذلك إلى إنشاء أهالي العلاية سوقا خاصا بهم سمّوه سوق العلاية، لكنّ سوق السفالة ظل محتفظا بمكانته وقوته الاقتصادية آنذاك، وظل يرفد سوق العلاية وغيرها من الأسواق في المنطقة بالمواد والسلع.

وبحكم قرب السوق من حصن سمائل الذي كان يشكل مركزا قياديا للولاية فان جميع النزاعات والخلافات التي كانت تحصل بين المترددين على السوق تحل مباشرة.