استراحة: عِشْ الضياء

اختيارات: منار العدوية -

«المهيمن »: ورد في القرآن مرة واحدة

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ المهيمن) الحشر:23

المعنى:

هو الرقيب والحافظ والخاضع لسلطانه كل شيء، وهو المطلع على خفايا الأمور وخبايا الصدور، وهو الشاهد على خلقه بأعمالهم، وهو المهيمن على كونه من لحظة خلقه وهيمنته مستمرة إلى أن تقوم الساعة، فلا يحدث أي شيء إلا بأمره.

من واقع الحياة:

أن تدرك أنك حينما تكون مع (المهيمن) فأنت في حصن حصين، وأنت مع القوي الكبير، وأنت مع من بيده مقاليد السماوات والأرض، وأنت مع الإله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، إذا كنت مع (المهيمن) فلن يخيب مسعاك، ولن تشعر بالإحباط، و لن تشعر بالإخفاق، أنت مع (المهيمن)، ليس شيئا سهلا أن تكون مع (المهيمن) ليس شيئا بسيطا أن يكون خالق السماوات والأرض يدعمك، ويؤيدك، وينصرك، ويحفظك، ويوفقك، المستقبل لمن كان مع (المهيمن).

عندما ندرك هيمنته سبحانه على كل شيء في الكون وسعة علمه، نخشاه ونراقب أنفسنا ونستشعر مراقبة الله الدائمة.

أن ندعو الله سبحانه أن يهيمن على قلوبنا يوم الفزع الأكبر ويلهمنا الثبات والسكينة وألا نكون ممن بلغت قلوبهم الحناجر من شدة الخوف بل نكون من الآمنين من فزع يومئذ.

السيرة النبوية الشريفة

حرب الفجار: وصل الخبر إلى قريش و هي في سوق عكاظ أن البراض- و هو من كنانة- قتل عروة- و هو من هوازن-، و كانت هوازن حاضرة سوق عكاظ، فانسحبت قريش من السوق من غير أن تشعر هوزان، انسحبت قريش، و بعد انسحابها وصل الخبر إلى هوزان، فتبعت هوزان قريشا فأدركتها قبل أن تدخل الحرم فاقتتلوا حتى جاء الليل، و دخلوا الحرم فأمسكت عنهم هوزان، ثم وقع القتال بعد ذلك أياما، وقد شهد النبي الكريم هذه الحرب في بعض أيامها، و كان يردُّ النبال عن أعمامه الذين أخرجوه معهم، واستمروا على القتال حتى افترقوا على اللقاء العام المقبل في سوق عكاظ.

فلما كان الموعد خرجت قريش وكنانه، وكان رئيسها حرب بن أمية، وخرجت هوازن، وكان عتبة بن ربيعة يتيما ولكنَّ عتبة خرج من غير إِذنِ حرب بن أمية، فلم يشعروا به إلا وهو فوق بعيره بين الصَّفَّين المتخالفين، فصاح فيهم: يا معشر مُضَر، علام تقتتلون؟ فقال له رؤساء هوازن: ما تدعو إليه؟

فقال: أدعو إلى الصلح على أن ندفع لكم دية قتلاكم، ونعفو عن دمائنا، قالوا: وما الذي يضمن ذلك؟ قال: أنا، قالوا؟ ومن أنت؟

قال أنا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فرضوا ورضيت كنانة، ودفعوا إلى هوازن أربعين رجلا، منهم حكيم بن حزام بن خويلد ابن أخي خديجة، فلما رأت هوازن صدق نية كنانة وقريش عفت، وأطلقوا الأربعين وانتهت حرب الفجار.

غراس الجنة

( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٦٠) آل عمران

التفسيـر:

إن يمددكم الله بنصره ومعونته فلا أحد يستطيع أن يغلبكم، وإن يخذلكم فمن هذا الذي يستطيع أن ينصركم من بعد خذلانه لكم؟ وعلى الله وحده فليتوكل المؤمنون.