1337165
1337165
الرئيسية

تدشين مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية تعزيزا للشراكة الاجتماعية

15 مايو 2018
15 مايو 2018

النعماني يؤكد على الأهمية الكبرى للوقف في التعاضد بين الناس -

سماحة المفتي: تنوع الملكات والقدرات يقود إلى تكامل البشر وتعاونهم على البر -

كتب : سيف بن سالم الفضيلي -

أكد معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني على الأهمية الكبرى للوقف في المجتمعات لما له من أثر بالغ في جانب التكافل الاجتماعي والتعاضد بين الناس. وحث معاليه في تصريح لـ«عمان» لدى تدشينه مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية المجتمع المحلي والمواطنين على المساهمة في هذه المؤسسة وفي المؤسسات الوقفية الأخرى ليتشارك الجميع في نشر الخير، وبارك معالي الفريق أول وزير المكتب السلطاني لمؤسسي مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية والقائمين عليها هذا العمل الطيب، سائلا الله أن يحفظ هذه البلاد ومولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله وأبقاه. وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة : إن «مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية تنطلق بخير وبركة لتؤتي ثمارها بمشيئة الله ويكون منها العائد الطيب في مجالات الخير»، مؤكدا في كلمة له «ان الله سبحانه وتعالى فطر الإنسان بخصائص فجعل الجنس البشري جنسا يحتاج بعضه إلى بعض ولذلك تنوعت الملكات والقدرات في أفراد هذا الجنس ليكون بينهم التكامل وهذا ما يشير إليه قول الله سبحانه وتعالى (كُنْتُم أُمَّةً وَاحِدَة) على رأي بعض عباقرة التفسير وعليه فإن الأمة بحاجة إلى أن تتكامل وأن تتعاون وخير التعاون ما كان على البر والتقوى، كما قال الله سبحانه (وَتَعَاوَنُوْا عَلَى البِرِّ وَالتّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوِان) والناس مهما كانت أحوالهم فإنهم يخدم بعضهم بعضا، ذلك لضرورة أي أحد إلى غيره»، داعيا سماحته الله سبحانه وتعالى أن يوفق هذه المؤسسة لتسير على النهج الذي رسم لها.

وألقى الشيخ خليل بن أحمد الخليلي رئيس المؤسسة كلمة في حفل التدشين أكد خلالها «ان أي أثر حضاري لأي أمة إنما يقرأ في إطار المساحة الزمانية والمكانية التي يؤثر فيها ماديا ومعنويا، فهنالك تستبين حقيقته وتتجلى أهميته»، مبينا الأهمية الحضارية للوقف في التاريخ الإنساني بشكل عام والتاريخ الإسلامي بوجه خاص إذ استدارت مع الوقف عجلة الحياة في المجالات كافة دينيا ومعرفيا واقتصاديا واجتماعيا.

وأوضح «أن الأثر الطيب للوقف يمتد في حياة الواقف وحياة عقبه من بعده، وبالجملة فقد أصاب الحقيقة من عبر عن الوقف بأنه (حياة)».

وقال: إن تأسيس وقف الإمام جابر بن زيد (رحمه الله تعالى) يأتي في سياق الشراكة والتكامل بين المجتمع والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة بالجوانب العلمية والدعوية والإنسانية، حيث جاءت الدعوة الكريمة لإنشاء هذا الوقف قياما بالواجب الديني وردا للجميل الوطني.

وأضاف: إنه «ونظرًا لأهمية العلم والفضيلة في حياة المسلم وكونهما حجر الزاوية الذي يوجه السلوك استقامة وصلاحا فقد ركزت المؤسسة أهدافها على خدمة العلوم الإسلامية والدعوية والتراث الإسلامي إضافة إلى إعطاء الجانب الإنساني والصحي مساحة بين أهدافها»..

مشيرا إلى أن المؤسسة قد عقدت العزم على العمل في تعزيز الشراكة بين العمل الوقفي والمجتمع من أجل صلاح الإنسان في رؤية حاضرة تمثل روح أعمالها حتى تحقق الاحترافية المطلوبة والقدوة الحسنة في القطاع الوقفي.

وأكد الخليلي أن المؤسسة ستسعى إلى تجسيد العمل المؤسسي الصحيح من خلال تطبيق معايير الإدارة السليمة وعلى رأسها مبادئ الحوكمة متخذين من قيم الأمانة والإتقان والإنجاز أسسا حاكمة في صناعة القرارات ورسم الخطط وتنفيذها.

وقال: إن مجلس إدارة المؤسسة درس أحدث التجارب الوقفية المعاصرة لتكون البداية من حيث انتهى الآخرون فكانت تلكم التجارب حاضرة في صياغة هوية المؤسسة ورؤيتها ورسالتها فشرعت في تثمير رأسمالها المتوفر حاليا متطلعة إلى مضاعفة قدرتها المالية حتى تتمكن من الانتقال إلى المرحلة التالية.

حضر حفل التدشين الذي أقيم بمركز عمان الدولي للمعارض عدد من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة وأصحاب الفضيلة وجمع من الحضور، وتخلل الحفل قصيدة للشاعر أشرف العاصمي بعنوان (سنبلة وينبوع) وعرض مرئي عن المؤسسة الوقفية عرّف بها وبفكرتها وأهدافها وما ترنو إليه من تطلعات.

فكرة المؤسسة

وجاءت فكرة إنشاء مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية بعد أن أدرك سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة (مؤسس الوقف) لأهمية التكامل في تكاتف الجهود بين أبناء المجتمع بإنشاء مشروع وقفي يشارك فيه أبناء المجتمع بشكل عام وذلك من أجل تعزيز وتطوير بعض المصالح المتعلقة بالجوانب العلمية والدعوية والإنسانية ولأجل القيام بالواجب وردًا للجميل وشعورًا بضرورة التكامل بين المجتمع والمؤسسات الحكومية.

الأوقاف في عمان

وكانت الأوقاف قد ازدهرت في الصدر الأول من الإسلام فتسابق المسلمون في مضمار الخير حتى قال جابر بن زيد رضوان الله عليه: «لا أعلم أحدا كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس من ماله صدقة مؤبدة» وتعددت مجالات أوقافهم وهي معبرة عن نظرة حصيفة للواقع والمتوقع..

وعم خير الأوقاف المعمورة وأخذت عمان نصيبا وافرا بحمد الله تعالى فانتشرت الأوقـــاف من القرن الأول الهجري من أوقاف الصحابي الجليل مازن بن غضوبة رضوان الله تعالى عليه مفتاح الهداية الأولى لأهل عمان وما زال عطاؤه مستمرا بحمد الله.

ومن أشهر الأوقاف وقف الإمام الوارث بن كعب رضوان الله تعالى عليه الذي تتدفق خيراته لمصارفه إلى اليوم.

وتنوعت مجالات الأوقاف فشملت ما لا يخطر على بال فخصصت عصي العميان بأوقاف وأفردت فطرة الحرم المبارك مع بعد الشقة في الزمن الغابر بنصيب منها وقلّ مثل ذلك في علاج جملة من الأمراض بل شمل خير الأوقاف الكلاب الضالة لو لم يكد يخلو مجال من المجالات إلا خص بوقف.