صحافة

تدخل روسيا في الانتخابات

07 مايو 2018
07 مايو 2018

كشفت صحيفة «صانداي تايمز» في دراسة أجرتها بالتعاون مع جامعة (سوانسي) البريطانية عن تدخل روسي في الانتخابات البرلمانية البريطانية العام الماضي لصالح حزب العمال المعارض، حيث أوضحت الصحيفة أن هناك 6500 حساب على «تويتر» نشرت «تغريدات مؤيدة لحزب العمال، بزعامة جيرمي كوربين، أثناء الحملة الانتخابية، مشيرة إلى أن 80% من هذه الحسابات كانت تدار بطريقة آلية عبر «ربوتات روسية»، كما أنها كانت تحمل أسماء نساء انجليزيات، ومن بين كل 10 حسابات كانت 9 منها تحمل رسائل مؤيدة للعمال.

وذكرت الصحيفة ان التغريدات تضمنت انتقادات شديدة لحزب المحافظين، وانتقاد سياسة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بشأن الأمن في البلاد، بعد الهجوم الدامي الذي وقع في مدينة مانشستر.

وأبدى وزير الثقافة البريطاني، مات هانكوك امتعاضه لما ورد في الدراسة بقوله: «ان نتائج الدراسة مثيرة للقلق للغاية، ومن غير المقبول مطلقا أن تحاول أي دولة التدخل في الانتخابات الديمقراطية لدولة أخرى».

وقالت الصحيفة أن حزب المحافظين خسر الأغلبية المطلقة في البرلمان في هذه الانتخابات، فيما عزز حزب العمال من مكاسبه. وهذا السيناريو يشبه ما حدث في الانتخابات الأمريكية عام 2016، من ناحية التدخل الروسي المفترض لصالح أحد المرشحين، بحسب الصحيفة.

غير أن حزب العمال نفي علمه بوجود حسابات آلية على تويتر تدعمه، كما نفى بشكل قاطع دفع أي مقابل مالي، أو قيام أحد من أنصاره بعمل مشابه. كما واجه كوربين انتقادات شديدة في بريطانيا خصوصا بعد أن أبدى حذرا في توجيه الاتهام إلى روسيا على خلفية محاولة اغتيال الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال.

وفي سياق آخر نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا حصريا ومطولا كتبه باتريك وينتور، المحرر الديبلوماسي للصحيفة تحت عنوان «المملكة المتحدة تدفع لتعزيز التحالف المناهض ضد روسيا»، كشفت فيه عن عزم المملكة المتحدة استخدام سلسلة من مؤتمرات القمة الدولية هذا العام للدعوة إلى استراتيجية شاملة لمكافحة المعلومات الروسية المضللة، والحث على إعادة التفكير في الحوار الدبلوماسي التقليدي مع موسكو، في أعقاب حملة الكرملين القوية التي نفت فيها استخدام الأسلحة الكيميائية في المملكة المتحدة وسوريا.

وقالت الصحيفة أن الدبلوماسيين البريطانيين يعتزمون استخدام أربع قمم رئيسية ستعقد هذا العام وهي: مجموعة السبع ( G7 )، ومجموعة العشرين (G20) ، وحلف شمال الأطلسي ( Nato)، والاتحاد الأوروبي (EU )، في محاولة لتعميق التحالف الذي انشأته وزارة الخارجية البريطانية ضد روسيا بعد تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سيرجي سكريبال في ساليسبري في مارس الماضي. ووفقًا للصحيفة، فإن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يعتبر ردة فعل موسكو على الأحداث في مدينة دوما السورية وسالسبوري البريطانية «نقطة تحول». كما انه واثق من أن لندن ستكون قادرة على تأمين الدعم الدولي لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد موسكو.

وقالت الصحيفة إن «الاتجاهات التي من المرجح أن تعمل فيها المملكة المتحدة تتعلق بمقاومة التضليل الروسي وإيجاد آلية لمحاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية» في سوريا.

ويعترف مسؤولون سابقون في وزارة الخارجية بأن الأحجام عن مواجهة روسيا قد تغلغل في فكر الديبلوماسيين البريطانيين في السابق، لكن هذا الموقف تبخر الآن بعد تسمم سكريبال وابنته يوليا. حيث تطور تحالف الأحزاب في البرلمان الذي يرى أن مسألة الفساد الروسي أصبحت تهديدا للسياسة الخارجية والأمنية يتطلب عقوبات جديدة حتى لو تسبب ذلك في ضرر اقتصادي قصير المدى للمملكة المتحدة. ويقول جيمس نيكس، رئيس برنامج روسيا و أوراسيا في مركز (تشاتام هاوس) للأبحاث: «من الصعب إقناع حتى أقرب حلفائك لاتخاذ تدابير ملموسة ذات تأثير إذا لم نكن مستعدين للتضحية ببعض الاستثمار الروسي في بلداننا، والتشبث بالمبدأ. وتصريحات الحكومة في هذا الشأن كانت أما غامضة او مشتتة». وأوضحت الصحيفة ان الوزراء يريدون متابعة استراتيجية احتواء روسية واسعة في القمم القادمة التي ستناقش الأمن السيبراني، ووضع الناتو العسكري، والعقوبات ضد حكومة الأقلية التي ينتمي إليها فلاديمير بوتين، ووضع نهج أكثر شمولاً للتضليل الروسي.