العرب والعالم

معــارك عــــنيفة في البيضاء

06 مايو 2018
06 مايو 2018

ابن دغر يدعو إلى تصحيح الوضع في سقطرى -

صنعاء- «عمان» - جمال مجاهد -

دارت معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني «الموالي للشرعية» ومسلّحي جماعة «أنصار الله» في عدّة مواقع بمديرية السوادية، شمال شرق محافظة البيضاء، وسط اليمن، أمس.

ونقل موقع «26 سبتمبر نت» الناطق باسم الجيش عن مصادر ميدانية أن قوات الجيش الوطني في منطقة قانية، شنّت هجوما واسعا من عدّة محاور باتجاه مواقع المسلّحين في مديرية السوادية.

وبحسب المصادر فإن معارك ضارية دارت في المنطقة وما زالت على أشدّها حتى الآن، وسط تقدّم مستمر تحرزه قوات الجيش الوطني. وأسفرت المعارك عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلّحين.

من جانب آخر، دعا رئيس مجلس الوزراء اليمني «الموالي للشرعية» الدكتور أحمد عبيد بن دغر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى دراسة ما حدث ويحدث في جزيرة سقطرى، «باعتباره انعكاسا، لخلل شاب العلاقة بين الشرعية، والأشقّاء في الإمارات، وأن تصحيح هذا الوضع هو مسؤولية الجميع».

وقال ابن دغر في بيان نشرته أمس وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»: إن «استمرار الخلاف وامتداده على كل المحافظات المحرّرة وصولا إلى سقطرى أمر ضرره واضح لكل ذي بصيرة، وهو أمر لم يعد بالإمكان إخفاؤه.وأن آثاره قد امتدت إلى كل المؤسّسات العسكرية والمدنية وانتقل أثره سلبيا على الشارع اليمني».

وأكد أنه «رغم ما يشوب العلاقة بين الشرعية والأشقّاء في الإمارات، لكن المصلحة العليا للبلدين ولدول التحالف، والأمة العربية تفرض مزيدا من التعاون يراعي حقوق ومصالح شعوب دول التحالف، وعدم التقليل من شأن طرف من الأطراف؛ لأن ذلك يخل بأهداف التحالف، ويمزّق جبهة الحلفاء، ويؤجّل النصر.

وأشار إلى حرص الرئيس عبد ربه منصور هادي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على الوصول إلى تسوية للأزمة وبما يعزّز العلاقات الأخوية بين أطراف التحالف العربي.

وكشف ابن دغر أنه في اليوم الثالث لزيارة وفد حكومي برئاسته للجزيرة وصلت أوّل طائرة عسكرية إماراتية تحمل عربتين مدرّعتين وأكثر من 50 جنديا إماراتيا، تلتها على الفور طائرتين أخرتين تحمّلان دبّابات ومدرّعتين وجنود، وهو ما قد غدا معروفا لدى أبناء اليمن، والمتابعين في الخارج، وذلك أمر أثار جملة من الأسئلة، وترك حالة من القلق في الجزيرة.

وأضاف: إن أوّل ما قامت به القوة الإماراتية كان السيطرة على منافذ المطار وإبلاغ جنود الحماية في المطار والأمن القومي والسياسي وموظّفي الجمارك والضرائب، بانتهاء مهمتهم حتى إشعار آخر، وقاموا بذات الشيء بعد ذلك في ميناء سقطرى الوحيد.

ورأى ابن دغر أن هذا الإجراء العسكري «أمر غير مبرّر فالأشقّاء في الإمارات يتواجدون في الجزيرة بصفتهم المدنية منذ ثلاث سنوات، ولم يطرأ جديد في وضع الجزيرة السياسي والعسكري الذي يستوجب السيطرة على المطار والميناء، ولكن الحالة في الجزيرة اليوم بعد السيطرة على المطار والميناء هي في الواقع انعكاسا لحالة الخلاف بين الشرعية والأشقّاء في الإمارات، وجوهرها الخلاف حول السيادة الوطنية ومن يحق له ممارستها، وغياب مستوى متين من التنسيق المشترك الذي بدا مفقودا في الفترة الأخيرة».

وأكد رئيس الوزراء أنه استقبل وفدا عسكريا رفيعا من المملكة العربية السعودية للاطّلاع عن كثب عمّا يجري في الجزيرة.

ووصل الوفد والتقى برئيس الوزراء والمحافظ ورؤساء الجهازين السياسي والأمني ووزير الثروة السمكية ووكلاء المحافظة، والقادة العسكريين، وفي اللقاء أبلغ رئيس الوزراء الأشقّاء في المملكة بآخر التطورات التي أحدثت كل هذا القلق، وكل هذا اللغط السياسي والإعلامي، كما استمع الوفد إلى ملاحظات المحافظ وقادة جهازي الأمن السياسي والقومي وقائد اللواء أوّل مشاة بحري، والذين أكدوا على أهمية التعاون بين أطراف التحالف، وأن الاستيلاء على المطار والميناء لا يدخل في إطار مفهوم التعاون.