hamed
hamed
أعمدة

عين على الثقافة المرورية

28 أبريل 2018
28 أبريل 2018

حمد بن سالم العلوي -

[email protected] -

برج الصحوة وخصومته مع الإشارات الضوئية

لقد انتشرت الإشارات الضوئية الموزعة للحركة المرورية في طول البلاد وعرضها، منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، وكان الناس يتمنونها ذكية، ولكنهم قبلوها على علاتها، وحتى بغبائها لأنها تساعد على حل المشكلات بين الناس في توزيع الأدوار، بعدما أخذ يتلاشى السمت بين الناس، ويضعف التعاون الأخوي الذي كان سائدًا في الماضي، وإن كانت هذه الأدوار لا تصلح أن تكون بالتساوي، وكان الأفضل أن توزع الحركة بالعدالة النسبية، هذا إذا تركنا تصريحات المسؤولين جانبًا الذين يقولون فيها إنهم يبدأون مشروعاتهم من حيث انتهى الآخرون، وهذا ربما في الأمنيات إن لم نقل في الأحلام، لأن مثل هذا القول ليس له مستمع اليوم، بعدما جال العُمانيون الكرة الأرضية ورأوا ما رأوا.

ولكن الأمر الغريب ألا تشمل هذه الإشارات برج الصحوة، وغيره من التقاطعات الحرجة في البلاد، وذلك رغم أهميته كموزع للحركة إلى عدة اتجاهات مهمة، فقد كنا لا نبدأ نشرة الأخبار في التلفزيون إلا برؤية هذا البرج، فكثير من المرات تسلك الطريق المؤدي إلى دوار برج الصحوة، ولكنك تتمنى لو تجد مخرجا يعيدك من حيث أتيت، ولا تجلس في حالة (حيص بيص) حتى تعبر إلى وجهتك المستهدفة، والتي تحتم عليك أن تمر من خلال دوار برج الصحوة هذا، فعدم وجود إشارات ضوئية توزع الحركة، فإنها تجعل سيارة واحدة تمر بهدوء من خلال الدوار تعطل أعدادا كبيرة من السيارات، ويزيد الأزمة سوءًا تراكم بأعداد كبيرة وراء بعضها البعض، انتظارًا أن تتاح لها الفرصة للعبور، فما تكاد تعبر تلك السيارة التي تسير الهوينا، حتى تلحق بها أخرى والناس مجبرون على الانتظار، وهكذا يظل الحال دواليك، فما تخرج من الدوار إلا وقد شابت شعيرات رأسك، أو ازداد بياض ما كان أبيض من قبل الولوج في الزنقة الخانقة.

لقد تمنينا من سنوات طويلة، أن تحل مشكلة الزحمة المرورية، التي تنشأ بسبب سوء توزيع الفرص، وليس ضيق الشوارع، ثم ما السرّ الذي يمنع من تركيب الإشارات الضوئية على دوار برج الصحوة؟ ودوار السلحفاة في الخوير، فهو كذلك شكل ومضمون، فدوار برج الصحوة تتدخل دوريات الشرطة لحل بعض المشكلة عند الذروة، أما دوار الخوير فأنت وحظك، ومن جانب آخر ألا من إعادة للنظر في بعض التوزيعات عند مفارق الطرق، وإنصاف الحركة المرورية التي فيها شاحنات كثيرة، لأن التساوي في إعطاء الأدوار غير عادل مع وجود الفارق، فهناك بطء ملحوظ عند تقاطعات روي، الغبرة وغلا، فبهذه الطريقة تتعقد الحركة المرورية، وذلك بسبب التراكم في الانتظار، لعدم كفاية الثواني المعطاة في اتجاه الشاحنات، ثم متى سنرى الإشارات الضوئية الذكية؟ أم خشيتم علينا من الاتكالية والتعود على الرفاهية المترفة؟!! وطبعًا هذه التساؤلات موجهة للبلدية التي تدير الإشارات الضوئية، والشرطة المعنية بالحركة المرورية، وإن كان تعدد الطباخين يفسد الطبخة. أعلم أخي السائق: أن القيادة، فن، وذوق، وأخلاق، وأنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها، وقال تعالى: (.. وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ..) البقرة (195).