1286713
1286713
مرايا

منها من تتحدث عن نفسها وأخرى تكتشف - بين الموهبــة والهـواية .. ألـق يتـأرجـح

28 مارس 2018
28 مارس 2018

كتبت: رحاب الهندي -

منذ نعومة الأظافر يستكشف من حولنا حاجة فطرية مسكونة فينا خلقها الله في امتزاج مع الكينونة التي نبدو عليها؛ لذا غالبية الذين قدموا مواهب متميزة نشأت معهم منذ طفولتهم وهذا ما أقر به كل إنسان عمل وأبدع في مجال موهبته باختلاف تلك المواهب إن كانت أدبية أو فنية أو علمية أو رياضية، ليكتب اسمه في قائمة الخلود موهوبا. وفي عمر صغير أيضا نكتشف ميولا داخلية تدفعنا لممارسة شيء نفضله كالقراءة مثلا أو حب تعلم اللغات واكتشافها أو محاولة مزج الألوان ببعضها، وكثيرة تلك التي نفضلها وتكون هوايتنا، وأيضا يتساءل البعض هل هناك فرق بين الموهبة والهواية؟ وإن كانت الموهبة غالبا تتحدث عن نفسها فلابد للهواية أن يتحدث عنها صاحبها.

«مرايا» استطلع آراء البعض حول نظرتهم عن الهواية والموهبة ومدى الاختلاف بينهما...

فرق كبير

أحمد البوسعيدي (معلم) أجاب قائلا: هذا الموضوع جيد وإن كنا كثيرا ما نتحدث عنه في وسائل الإعلام إلا أن البعض يمزج بين الموهبة والهواية فالهواية هي ممارسة فعل معين تحبه النفس مع الحرص على إتقانه والتفنن فيه، وتمارس برغبة عفوية ذاتية، وقد تكون إما عادة فطرية أو مكتسبة ممن حولنا كالبيت أو المدرسة وهي متنوعة قد تكون اجتماعية أو رياضيه أو فنية أو ذهنية أو سياحية حسب إمكانية الفرد يحرص الفرد على مزاولتها في أوقات فراغه وقد تبدو ثانوية في حياته العملية أو العلمية أما الموهبة فهي طاقة كبيرة تولد غالبا مع ولادة الإنسان والحديث عنها يطول فهناك أيضا أنواع للموهبة كالموهبة الكاذبة والموهبة الضامرة لكن هناك قول أعجبني أن الموهبة الحقيقية هي التي تركض خلفها ولا تركض هي خلفك وأعتقد وفق وجهة نظري أن أهم تعريف قرأته عن الموهبة أنها قدرات خاصة ذات أصل تكويني لا ترتبط بذكاء الفرد بل أن بعضها قد يوجد بين ذوي الاحتياجات الخاصة وأحب هنا أن أنوه أن كلمة موهبة معجميا هي من الفعل وهب أي أعطى شيئا مجانا بلا مقابل لكني أتحفظ أيضا على أن الموهبة تقدم بلا مقابل.

أخيرا أريد أن أقول إنني معلم لأعداد كبيرة من الطلاب أجزم أن كلهم لديهم هوايات لكن واحدا فقط منهم موهوب.

ممر للموهبة

وتقول مريم المعشرية (متقاعدة): أعتقد أن الهواية هي ممر للموهبة ولا شك أن بذور الموهبة أصلا موجودة داخل الإنسان لكن الهواية تجعل منها موهبة حقيقية فابني منذ أن كان بمقاعد الدراسة كانت هوايته متابعه الشعر الشعبي وحضور الأمسيات الشعرية وقراءة كل ما يخص هذا النوع من الشعر ثم بدأت موهبته في تقديم الأشعار الشعبية وقراءتها لأصحابه في المدرسة ووجد كل تشجيع ممن حوله لكنه يرفض الظهور الآن في هذا الوقت لأنه يدرس خطواته بدقة وهو طالب جامعي ينتظر كما يقول أن تتبلور موهبته لدرجة أن يقف أمام أي منصة ويقرأ شعره أمام الجميع وليس أمام مجتمع محصور بالمدرسة أو الجامعة وإن شاء الله يعلن عن نفسه بعد التخرج فهو لا يستعجل النجاح والشهرة لأنه يدرس كل خطواته بتأن وحرص.

الموهبة والشهرة

أما سعيد المشيخي (طالب ماجستير) فقد تحدث بهدوء يشوبه بعض من حزن قائلا: للأسف الشديد أن لدينا في العالم العربي مواهب فذة فعليا لكن لا يوجد تسليط ضوء عليها إلا حين تهاجر لدول الغرب، ففي عالمنا العربي غالبا يسلط الضوء على مواهب معينة كالغناء مثلا ضمن برامج مسابقات لا تغني ولا تسمن من جوع المواهب التي قد تبدو أكثر سهولة من غيرها، أمن المعقول أن عالمنا العربي يحصر شبابه في نطاق موهبة الغناء فقط؟ أرجو أن لا يفهم كلامي أنني ضد هذه البرامج وضد مواهبها لكنني أتساءل لم التركيز عليها أكثر من المواهب الأخرى؟ أين شبابنا أصحاب المواهب العلمية الذين لم يجدوا لهم مكانا في دولهم أو في العالم العربي وانطلقوا خارجا؟ أين المواهب الأخرى الرياضية الفكرية الثقافية؟ ولا أريد أن أكون متشائما فهناك بعض من المحطات التي تعلن عن هذه المواهب لكن بشكل سريع وموجز.

وأحب أن أقول إن الموهبة هي نوع من الإعجاز الإلهي للإنسان لكن للأسف البعض يدمر هذه الموهبة حين يهملها أعرف بعض الموهوبين في السلطنة لا يهتم بهم أحد لأنهم لا يهتمون هم أصلا بموهبتهم وهذه مشكلة لكن لو وجدوا أعتقد سبلا للاهتمام والرعاية لواصلوا تقديم مواهبهم المختلفة لأن الموهبة يخصها الله للبعض، أما الهواية فأعتقد أن كل إنسان لديه هوايته الخاصة والجدير بالذكر أن الهواية قد تتغير بتغير الظروف والتطور أما الموهبة فهي أصيله تنمو وتزدهر ولا تتغير أعطيك مثالا كان أبي في طفولته وصباه من هواه تجميع الصور والبطاقات البريدية وكنت أسمع عن بعض أصدقائه يشاركونه هذه الهواية يتبادلون فيما بينهم الصور والبطاقات ويتنافسون فيما بينهم بالأكثر عددا هذه الهواية أعتقد أنها انقرضت فلم تعد موجودة في وقتنا الحالي.

ما بين الهواية والموهبة سياق مختلف تماما لكن يجمعهما الحب والاهتمام من قبل صاحبهما نرجو للجميع دوام الاعتناء بموهبته أو هوايته.