العرب والعالم

تقرير: ميناء الحديدة محاصر بحكم الأمر الواقع

25 مارس 2018
25 مارس 2018

دبي - (أ ف ب) - يبقى مرفأ الحديدة المطل على البحر الأحمر في غرب اليمن عاجزا عن تأدية دوره الرئيسي كنقطة الوصول الرئيسية للمساعدات الإنسانية، رغم مرور ثلاثة أشهر على إعلان التحالف العسكري بقيادة السعودية رفع القيود التي فرضها على حركته.

ويأتي هذا التقييم من مسؤولين في المجال الإنساني ومسؤولين في الميناء بينما تدخل الحملة العسكرية عامها الرابع، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، هي بحسب الأمم المتحدة من بين الأكبر في العالم.

ومنذ مارس 2015، تقود السعودية التحالف العسكري دعما لسلطة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، في مواجهة جماعة (أنصار الله) المتهمين بتلقي الدعم من طهران.

وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 9300 شخص وإصابة 53 ألفا على الأقل، ووضع اليمن التي يبلغ عدد سكانها نحو 27 مليون نسمة على حافة المجاعة.

وكان مجلس الأمن الدولي ندد في وقت سابق من الشهر الحالي بالتدهور المتواصل للوضع الإنساني في اليمن، محذرا من الأثر «المدمر» لهذا التدهور على حياة السكان، حيث ان هناك أكثر من 20 مليون شخص بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة.

وتشكل حركة الدخول الى ميناء الحديدة عاملا أساسيا في التعامل مع هذه الأزمة كون المرفأ يمثّل نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الى المناطق الخاضعة لسلطة جماعة (أنصار الله)، وبينها العاصمة صنعاء.

ويتحكم التحالف بحركة الدخول والخروج من الميناء وبكافة المنافذ البحرية والجوية والبرية الأخرى في اليمن.

وبعيد إطلاق جماعة (أنصار الله) لصاروخ بالستي في الرابع من نوفمبر تم اعتراضه فوق مطار الرياض، شدد التحالف لثلاثة أسابيع القيود عبر إغلاق كل المنافذ اليمنية، وبينها ميناء الحديدة. ولم تخفف هذه القيود في ديسمبر الماضي إلا نتيجة ضغوط دولية شديدة.

ولطالما كان مرفأ الحديدة يعج بالحركة، ولكنه الآن لا يستقبل إلا القليل من الواردات.

وتقول سوزي فان ميغين المسؤولة في منظمة المجلس النرويجي للاجئين: «يجب ان يدعم مرفأ الحديدة اكثر من 20 مليون يمني. ويجب ان يكون مصدر 70 % على الأقل من كافة الواردات الى اليمن». وأضافت المسؤولة التي زارت الميناء في أواخر فبراير الماضي «بدلا من ذلك، هو قطعة أرض شبه مهجورة». وطلبت وكالة فرانس برس من سلطات مرفأ الحديدة تصريحا لزيارته، ولكنها لم تتلق جوابا على طلبها هذا.

ووفقا لفان ميغين، فان الأمر «الأكثر إثارة للدهشة في الميناء هو تدمير الرافعات الجسرية الخمس»، في إشارة الى قيام طائرات التحالف بقصف الميناء في الأشهر الستة الأولى من العمليات العسكرية.

وتوضح ان هذه الرافعات المدمرة باتت تشكل عائقا أمام الحركة في المرفأ، بينما تبدو منطقة التخزين، التي كانت في السابق تتكدس فيها الحاويات، فارغة الى حد كبير. وتم تسريح قرابة خمسة آلاف عامل منذ قصف الرافعات، بحسب سلطات المرفأ.

وتشير فان ميغين الى انه على الرغم من تقديم الولايات المتحدة أربع رافعات متحركة في يناير الماضي، فان الرافعات الجديدة لا تتمتع بقدرات القديمة. وفي فبراير الماضي، حصل اليمن على واردات من الغذاء أقل من نصف حاجات البلاد الشهرية، بحسب مكتب منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. وقال إن شحنات الغذاء هذه هي «الأقل» منذ أن بدأت الأمم المتحدة تتفقد الشحنات الداخلة الى ميناء الحديدة في مايو 2016. كما بلغت إمدادات الوقود أيضا 24 بالمائة فقط من احتياجات اليمن في الفترة نفسها.

وأدى هذا النقص الى ارتفاع حاد في أسعار المحروقات والمواد الغذائية.

وترى فان ميغين انه «مهما كان السبب، فان كمية الغذاء والوقود المطلوبة لتلبية الاحتياجات في اليمن لم تعد تأتي عبر الحديدة» بشكل أساسي، مضيفة «هناك إجراءات متعمدة تتسبب بذلك».

وتضيف انه رغم إعلان التحالف رفع القيود عن الحركة في الميناء، إلا ان «الحصار بحكم الأمر الواقع مستمر».