صحافة

القدس: ترامب ودموع التماسيح بين غزة...ووكالة الغوث

16 مارس 2018
16 مارس 2018

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: ترامب ودموع التماسيح بين غزة...ووكالة الغوث، جاء فيه:

الرئيس ترامب يشكل خليطا من التناقضات ويتصرف بأسلوب أهوج في السياسة وينحاز انحيازا أعمى للمواقف والرغبات الإسرائيلية، وآخر هذه التصرفات استضافته مؤتمرا في البيت الأبيض تشارك فيه 13 دولة واللجنة الرباعية وذلك للبحث في ما أسموه «تدهور الأوضاع» في غزة من جهة، وتجميد واشنطن لمبلغ 65 مليون دولار من الدعم المقدم لوكالة الغوث، من جهة أخرى، علما بأن غالبية أهالي غزة هم من اللاجئين الذين يعتمدون بشكل أساسي على ما تقدمه الوكالة لهم.

وتدرك واشنطن ان أحد أهم أسباب معاناة أهالي غزة هو الحصار الذي تفرضه عليهم حليفتها إسرائيل التي يقدم لها ترامب كل ما تطلبه سياسيا واقتصاديا ومعنويا، ويستطيع لو كان معنيا فعلا بما يحدث في القطاع لطالب إسرائيل برفع الحصار فورا، ولكن الواضح ان له أهدافا أخرى من هذا المؤتمر، ولهذا رفضت السلطة الفلسطينية المشاركة في هذا المؤتمر. كما ينسى ترامب ان معاناة أهالي الضفة والقدس بصورة خاصة من الاحتلال وأعمال التهويد ومصادرة الأرض وتهجير المواطنين، ولا يدعو الى وقف الاستيطان مثلا، ولا الى حل عادل يقوم على أساس حدود 1967 وإنما يزيد الطين بلة، ويعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ان وكالة الغوث التي يحاربها ترامب وتدعو إسرائيل الى حلها نهائيا، هي منظمة أنشأتها الأمم المتحدة وتقدم المساعدات الى نحو خمسة ملايين فلسطيني شردهم الاحتلال ويعيشون في ظروف سيئة للغاية في مختلف أنحاء العالم وبصورة خاصة في غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية، وقطع المخصصات أو المساعدات المالية عنها يعني محاربة وتجويع كل هذه الملايين والمطلوب هو العكس تماما.

ولهذا ينعقد في روما اليوم مؤتمر موسع لتمويل الوكالة بمشاركة وزراء من تسعين دولة وبناء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، وذلك للعمل على سد النقص الذي تعاني منه الوكالة ماليا وقيام المجتمع الدولي بدوره في إنقاذ الوكالة من المأزق الكبير الذي تواجهه والعجز المالي الذي يهدد وجودها.