1268203
1268203
العرب والعالم

شعث يكشف عن وساطة تونسية لتعجيل اعتراف فرنسا بدولة فلسطين

05 مارس 2018
05 مارس 2018

الزعنون: تحضيرات لانعقاد المجلس الوطني في مايو المقبل -

رام الله - عمان - نظير فالح -

كشف مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية نبيل شعث عن وساطة تونسية مع الجانب الفرنسي لتعجيل اعتراف فرنسا بدولة فلسطين وإقامة مؤتمر دولي متعدد الأطراف للسلام.

وقال شعث لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية أمس إن زيارة الرئيس التونسي الأخيرة لفرنسا كانت بطلب فلسطيني لاستعجال الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأوضح أن الرئيس التونسي أكد عدم تغيير فرنسا لموقفها تجاه القضية الفلسطينية لكن الرئيس الفرنسي طالب بمهلة محددة من الوقت.

وأضاف أن ذلك يستوجب مواصلة الدور الفلسطيني على الساحة الدولية للوصول إلى اعتراف أكبر عدد من الدول الأوربية بدولة فلسطين.

ويسعى الفلسطينيون لإيجاد آلية دولية جديدة للسلام تنبثق عن مؤتمر دولي متعدد الأطراف لكسر الاحتكار الأمريكي للمفاوضات.

ويطالب الفلسطينيون الاتحاد الأوروبي الاعتراف بدولة فلسطين أسوة بدولة السويد كانت قد اعترفت بدولة فلسطين عام 2014.

وقال شعث، إن الفلسطينيين لا يهتمون بموعد طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط كونهم يرفضونها.

وذكر شعث لإذاعة فلسطين الرسمية،أمس ، أنه «لن يكون هناك أي قبول فلسطيني لأفكار ترامب وبالتالي لا نهتم بموعد طرحها لأن ما تسرب منها كاف لرفضها».

وشدد شعث على أنه «لن يتم القبول فلسطينيا بخطة أمريكية تعيد السيطرة الأمريكية المنفردة على عملية السلام، وإذا أرادت واشنطن المساهمة بعملية السلام عليها أن تكون جزءا من إطار دولي متعدد».

يأتي ذلك فيما يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن مع الرئيس ترامب لبحث عدة قضايا أبرزها مستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين.

وأثار ترامب غضبا فلسطينيا وعربيا واسعا بعد إعلانه في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتوقيعه مرسوما بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.

وردا على ذلك أعلن الفلسطينيون أن الإدارة الأمريكية فقدت أهليتها كوسيط وراع حصري لعملية السلام وطالبوا بآلية دولية متعددة الأطراف لأداء المهمة.

وبهذا الصدد هاجم شعث بشدة إدارة ترامب واعتبرها «الأكثر وقاحة في التعبير عن الانحياز الأمريكي التاريخي لإسرائيل».

وأكد استمرار المساعي الفلسطينية لبلورة موقف دولي داعم لآلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام بما يشمل أوروبا وروسيا والصين.

وقال «نحن نتابع تحركاتنا لبناء التحالف الدولي الجديد الذي يعكس التغيير الذي حدث في العالم، وهذا أمر يحتاج إلى وقت لكنه مفيد وفي النهاية سينتج عملية سلام مختلفة تماما عن تلك التي يريدها ترامب».

من جانبه، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، كندا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإلى زيادة مساهمتها في ميزانية منظمة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، وإعادة الاهتمام بموضوع اللاجئين، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في مناطق العمليات الخمس.

وبين مجدلاني، خلال لقائه مع مستشار رئيس الوزراء الكندي مارتن جرين، في مدينة رام الله أمس، أن القيادة الفلسطينية دعت لعقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات بحضور كافة الأطراف المعنية، ينتج عنه آلية دولية متعددة لرعاية عملية السلام، بعيدا عن سياسة الاحتكار والتفرد الأمريكي.

من جهة أخرى أعلن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، أن تحضيرات تجرى لانعقاد المجلس، الذي يمثل برلمان منظمة التحرير في مايو المقبل.

وأبلغ الزعنون إذاعة فلسطين الرسمية أن التحضيرات الجارية تستهدف عقد المجلس الوطني في موعد لا يتجاوز تاريخ الخامس من شهر مايو المقبل.

وذكر أن اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيعقد يوم غد لتحديد موعد انعقاد المجلس الوطني.

ورجح الزعنون انعقاد المجلس الوطني ضمن دورة عادية بأعضائه الحاليين «عقب عدم تجاوب» حركتي (حماس) والجهاد الإسلامي حتى الآن للدعوة التي وجهت لهما سابقا لاستيضاح موقفيهما تجاه المشاركة من عدمها في المجلس.

لكن الزعنون أكد أنه ستتم دعوة حركتي حماس والجهاد (كلاهما ليستا أعضاء في منظمة التحرير) للمشاركة في اجتماعات المجلس الوطني بعد تحديد موعد انعقاده رسميا.

وأشار رئيس المجلس الوطني الفلسطيني إلى أنه من المقرر في اجتماعات المجلس المقبلة بحث استكمال أعداد أعضاء اللجنة التنفيذية أو انتخاب لجنة تنفيذية جديدة خلال دورة المجلس المقبلة.

وكانت اللجنة التحضيرية لانعقاد المجلس الوطني المنبثقة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عقدت أمس الاول في مدينة رام الله آخر اجتماعاتها لوضع توصياتها بهذا الخصوص ورفعها للجنة التنفيذية.

وبهذا الصدد، قال عضو اللجنة التنفيذية محمود إسماعيل للإذاعة الرسمية: إن الحوار ما زال مستمرا مع كافة الفصائل للمشاركة في دورة اجتماعات المجلس الوطني المقبلة.

وذكر إسماعيل أن خمسة من فصائل منظمة التحرير «متفقة» على ضرورة انعقاد المجلس بشكله القائم.

وأعرب عن أمله في مشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في المجلس الوطني لـ«حمايتهما من التهديدات الإسرائيلية والأمريكية وكذلك لتكونا ضمن الشرعية بالانضمام لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني».

ويعد المجلس الوطني الفلسطيني بمثابة برلمان منظمة التحرير، ويضم أكثر من 750 عضوا، ممثلين عن الفصائل والقوى والاتحادات والتجمعات الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.

وعقد المجلس الوطني منذ تأسيسه 22 دورة كان آخرها دورة عادية في قطاع غزة عام 1996، ودورة استثنائية عام 2009 في رام الله.

يشار إلى أن المجلس المركزي، وهو ثاني أكبر مؤسسات منظمة التحرير بعد المجلس الوطني، كان اجتمع في رام الله منتصف يناير الماضي بدون مشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.