صحافة

الرسالة :هل ستنجب المخيمات ثورة رغم تقليصات الأونروا ؟!

16 فبراير 2018
16 فبراير 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب عماد عفانة مقالا بعنوان: هل ستنجب المخيمات ثورة رغم تقليصات الأونروا؟!، جاء فيه: من طقوس المعاناة التي عايشتها أجيال من اللاجئين ردحا من الزمن أن تستيقظ في بكور كل صباح، حيث يعتبر اختراق الأزقة الضيقة ممرا إجباريا للخروج من المخيم، لتمر على تاريخ من شعارات الحماسة الوطنية التي تكتب على الجدران من قبيل « فلسطين لنا لا للظلمة» لتصل إلى المدرسة المسقوفة من الـ»زينكو»، مرورا بـطوابير اللاجئين الذين يقفون بالساعات خارج حدود الكرامة ينتظرون مساعدات وكالة الأونروا من الدقيق والسيرج والأرز وغيرها.

وعندما قلصت الأونروا مساعداتها تماما كما قلصت خدماتها، بداية تلاشت «الصرة» وهي عبارة عن طرود ملابس كانت تقدم للاجئين الحاملين «لكرت المؤن» الذي يصرف لكل رب عائلة، إلى جانب مواد غذائية أساسية استمرت الوكالة في توزيعها حتى أواخر الثمانينيات؛ لتبدأ فيما بعد إجراءات التقليص على حساب الخدمة المقدمة، بداية من مياه الشرب إلى غيرها من الخدمات.

فتلاشت القرطاسية المجانية إلا نادرا، وتلاشى برنامج تغذية الطلاب «الطعمة»، تحت مسمى «عجز الميزانية»، وأصبحت مساعدات «الأونروا» تقدم لمن هم أشد فقرا، مع تردي جودة الخدمة في التعليم والصحة والنظافة والسكن، بسبب ارتفاع أعداد اللاجئين نتيجة الزيادة السكانية، وضعف التمويل المقدم للأونروا.

ولأن وجود «الأونروا» أصبح مرتبطا بقضية شعب هجر من أرضه، فهي ليست منظمة إغاثية بل شاهدا على أكبر عملية تهجير تعرض لها شعب على يد الاحتلال الإسرائيلي بتواطؤ دول غربية وعربية تحاول التنصل من مسؤولياتها في دعم الأونروا، ومع اشتداد محاولات تصفية «الأونروا» وتصفية حق العودة بعد سلسلة من الإجراءات لطمس ارتباط أجيال ما بعد النكبة بقضيتهم الفلسطينية، من خلال طمس مناهجهم، وحذف تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وتجريم من يتعاطف مع القضية داخل مؤسسات الأونروا، تحت «مبدأ الحيادية».