1248466
1248466
الاقتصادية

تنمية نفط عمان وجلاس بوينت تفتتحان محطة «مرآة» لتوليد البخـــار بالطاقة الشمسية

12 فبراير 2018
12 فبراير 2018

بتكلفة إجمالية 230.7 مليون ريال -

كتب ـ سرحان المحرزي:-

افتتحت شركة تنمية نفط عمان وشركة جلاس بوينت محطة «مرآة» لتوليد البخار بالطاقة الشمسية في حقل أمل النفطي جنوب منطقة الامتياز. بتكلفة إجمالية يتوقع أن تصل إلى 230.7 مليون ريال عماني ما يعادل 600 مليون دولار أمريكي، وبعد اكتمال مراحل المشروع سيضع السلطنة في صدارة قائمة الطاقة المتجددة بالعالم وستصبح من بين أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، وقد أنجزت أول أربع مجموعات من البيوت الزجاجية من المحطة، وفقا لقواعد السلامة والميزانية الموضوعة والجدول الزمني المحدد مع ضخ البخار المنتج في شبكة حقل أمل.

وأكد سعادة المهندس سالم العوفي وكيل وزارة النفط والغاز راعي حفل الافتتاح أن المشروع نقطة تحول مهمة للسلطنة حيث إنه يعزز مكانتها كرائد إقليمي في مجال تقارب الطاقة، وتوحيد صناعات الطاقة المتجددة والتقليدية .. كما أن استخدام الطاقة الشمسية في حقول النفط في السلطنة سيحد من استخدام الغاز الطبيعي في هذه الصناعة؛ مما يحقق فائدة اقتصادية كبيرة ومستدامة للسلطنة. وأضاف سعادته: إن المشروع -الذي يعتبر من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم- قد ساهم في تطوير المواهب العمانية المحلية في مجال الطاقة المتجددة، وأوجد فرص عمل للمتعاقدين المحليين ..

معربا عن تطلعه إلى تصدير المعرفة والخبرة إلى بقية العالم. وأوضح سعادته أن المرحلتين الأولى والثانية سوف تجهزان في نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل من ناحية عدد المربعات الإضافية. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتحتاج إلى سنتين إضافيتين مشيرا إلى أن مشروع (مرآة) سيحقق قيمة محلية مضافة حقيقية فضلا عن إيجاد فرص التوظيف العماني.

وبمجرد اكتمال المحطة التي تبلغ طاقتها واحد جيجاواط ستتكون من 36 مجموعة من البيوت الزجاجية مبنية بالتسلسل؛ مما يتيح لشركة تنمية نفط عمان الاستفادة من البخار الشمسي الآن وزيادة الإنتاج تدريجيا مع مرور الوقت لتلبية الطلب على البخار في حقل أمل، ويمضي المشروع قُدما الآن لإنجاز ثماني مجموعات من البيوت الزجاجية خلال الربع الأول من عام 2019.

كما شهدت الفعالية الافتتاح الرسمي لمركز الزوار، حيث شارك في الحفل أكثر من 200 ضيف، بمن فيهم ممثلون من القطاعين العام والخاص.

قيمة محلية مضافة

وأشار سعادة وكيل النفط والغاز إلى أن مشروع «مرآة» سيسفر عن تحقيق قيمة محلية مضافة حقيقية، فضلا عن إيجاد فرص التوظيف للعمانيين سيأتي معظمها من تطوير سلسلة التوريد في المستقبل ووفورات الغاز الموجه إلى صناعات أخرى. وأضاف سعادته: «إن هذا المشروع -الذي يعتبر من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم- قد ساهم في تطوير المواهب العمانية المحلية في مجال الطاقة المتجددة وأوجد فرص عمل للشركات المحلية.

ونحن نتطلع إلى تصدير معرفتنا وخبرتنا إلى بقية العالم، حيث بدأ منتجو النفط والغاز الآخرون يترسمون خطى شركة تنمية نفط عمان في هذا المجال».

وقد نفذت الأنشطة الإنشائية لمشروع «مرآة» في الموعد المحدد مع تسجيل 1.9 مليون ساعة عمل دون وقوع حادثة مضيعة للوقت منذ بدء المشروع في عام 2015.

وشغلت أول أربع مجموعات من البيوت الزجاجية بنجاح، وأصبحت المنشأة تعمل يوميا على نقل البخار إلى حقل أمل النفطي.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لأول أربع مجموعات من البيوت الزجاجية أكثر من 100 ميجاواط، وستوفر 660 طنا من البخار يوميا، الأمر الذي سيتكلل بتحقيق وفورات كبيرة في الغاز.

وبمجرد اكتمال المحطة التي تبلغ طاقتها واحد جيجاواط ستتكون من 36 مجموعة من البيوت الزجاجية مبنية بالتسلسل، مما يتيح لشركة تنمية نفط عمان الاستفادة من البخار الشمسي الآن وزيادة الإنتاج تدريجيا مع مرور الوقت لتلبية الطلب على البخار في حقل أمل النفطي.

ويمضي المشروع قدما الآن لإنجاز ثماني مجموعات من البيوت الزجاجية في بداية عام 2019.

خطوة مهمة لنفط عمان

من جانبه قال راؤول ريستوشي المدير العام لشركة تنمية نفط عمان: «هذا يوم متوج بالفخر والاعتزاز لشركة تنمية نفط عمان وشركائنا جلاس بوينت سولار.

فمشروع «مرآة» يوفر حلا بسيطا ومبتكرا يتيح لنا تطوير نفطنا الثقيل مع تقليل استهلاك الطاقة وتكاليفها في الوقت ذاته».

وأضاف: «يمثل مشروع «مرآة» بالنسبة للشركة خطوة مهمة في رحلتها لتصبح شركة طاقة بالكامل، وكذلك يضع السلطنة بقوة على خريطة الطاقة المتجددة العالمية مع هذا المشروع الرائد».

وقد صممت تقنية جلاس بوينت للطاقة الشمسية خصيصا لتسخير أشعة الشمس في إنتاج البخار اللازم لعمليات الاستخلاص المعزز للنفط بالأسلوب الحراري؛ بحيث تتكامل هذه العملية بسهولة مع العمليات الراهنة في حقول النفط.

ويمكن أن يوجه الغاز الطبيعي الذي ستوفره هذه العملية للتصدير أو لاستخدامات أخرى ذات قيمة أعلى كتوليد الطاقة أو التطوير الصناعي بما يسهم في المساعدة في تنويع اقتصاد البلاد.

جهود مشكورة

وقال المدير العام لتنمية نفط عمان: «لقد خطونا خطوات واسعة معا، وأنجزنا الكثير منذ إسناد العقد لتنفيذ المشروع التجريبي عام 2011م وصولا إلى هذا الإنجاز المهم الذي نحتفي اليوم بتحقيقه، وهذا النجاح الهندسي الضخم الذي نراه ماثلا أمامنا في قلب هذه الصحراء».

وأعرب عن شكره لكل شخص في شركة تنمية نفط عُمان وشركة جلاس بوينت سولار، وللشركات المتعاقدة التي عملت معا في المشروع التجريبي ومشروع «مرآة» طوال السبع سنوات المنصرمة.

وأعلن عن تحقيق 1.9 مليون ساعة عمل آمنة لم تقع فيها أي إصابة مضيّعة للوقت،

وأعلن أيضا عن إتمام المشروع حسب الجدول الزمني المحدد في إطار الميزانية المرصودة له.

وأضاف: إن الابتكار الذي جاءت به شركة جلاس بوينت من تجميع للمرايا وغيرها من العناصر داخل بيوت مغلقة لإنتاج البخار بالاستفادة من هياكل البيوت الزجاجية للحماية من أشعة الصحراء برمالها المتطايرة ورياحها المتتابعة هو في الحقيقة فكرة بسيطة وذكية فتحت الباب أمام حل فاعل وموثوق لتحد عملي معقد.

وأكد أن المشروع يتيح لشركة تنمية نفط عمان تطوير النفط الثقيل تزامنا مع خفض استهلاك الطاقة والحد من تكاليف الإنتاج. فكميات الغاز الطبيعي التي كنا نستهلكها في عمليات إنتاج البخار يمكن توجيهها الآن لاستخدامات ذات قيمة أعلى، كتصديره على هيئة غاز طبيعي مسال أو استخدامه في توليد الطاقة أو صرفه إلى أنشطة التطوير الصناعي. هذا وسيوفر منافع اقتصادية مستدامة بعيدة المدى.

وأشار راؤول إلى أنه إلى جانب ذلك هناك مزايا أخرى لا تقل أهمية، فبيئيا ستنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون جراء الاستغناء عن حرق الغاز لإنتاج البخار، «والحقائق هاهنا حري أن تثير الدهشة إذ سينجح مشروع «مرآة» عند اكتماله في خفض هذه الانبعاثات بمعدل 300 ألف طن سنويا، أي ما يوازي ما تولده 63 ألف سيارة من انبعاثات على الطرق».

وقال المدير العام لشركة تنمية نفط عمان: «وهناك أيضا منافع مهمة على صعيد الاقتصاد الكلي، فما نشاهده اليوم هنا هو في الحقيقة حل «صنع في عمان»، فالشركة -منذ البداية- وضعت نصب عينيها أن يكون أحد أهدافها ضمان أن يعود هذا المشروع بالنفع على عُمان اقتصادا وشعبا بأكبر قدر ممكن، فسعينا للتعاقد مع الشركات المحلية لتنفيذ الأنشطة الإنشائية في الموقع، وكثير من هذه الشركات جاءت من المنطقة هذه، الأمر الذي أتاح للمجتمعات المجاورة للموقع أن تستفيد استفادة حقيقية من هذه المبادرة الرائعة.

وسعينا كذلك إلى توظيف المواد المستوردة محليا أينما أمكن ذلك.

الجدير بالذكر أن فريق «مرآة» بشركة تنمية نفط عُمان يتألف من كفاءات عمانية شابة من تخصصات هندسية عامة وخلفيات فنية مختلفة، تعلموا واكتسبوا الخبرة في مجال الطاقة الشمسية مستفيدين من شتى التجارب العالمية.

الفرص

وقال راؤول ريستوشي: يمثل «مرآة» نجاحا مشتركا ومشروعا مستداما، ليس بالنسبة لنا ولشركة «جلاس بوينت» فحسب، بل ولعُمان عموما، وهذا بلا ريب أهم.

ضيوفنا الأعزاء، إن محطة إنتاج البخار الماثلة أمامكم اليوم تضع السلطنة بكل جدارة على الخارطة العالمية للطاقة المتجددة.

وأضاف: لا يمر على عُمان يوم دون أن تسطع فيه الشمس، حتى أن البلاد تحظى بأحد أعلى معدلات تركز الطاقة الشمسية على مستوى العالم.

وعليه، توفر الطاقة الشمسية المتجددة فرصة مذهلة لهذه البلاد، ولا ريب عندي أن ما نراه أمامنا الآن من تقنيات وخبرات جدير بأن يجعل السلطنة مركزا رائدا للتميز في مجال تطوير الطاقة الشمسية واغتنامها على مستوى المنطقة.

وأكد أن العاملين في شركة تنمية نفط عُمان عازمون على أداء دورهم في هذه الرحلة الوطنية الممتعة، قائلا: قد أعلنا العام الماضي عن نيتنا التحول تدريجيا حتى نصبح شركة طاقة بالكامل، وما مشروع «مرآة» إلا نموذجا يجسد التزامنا بتطبيق ما نقول، علما أننا لم نتوقف هنا بل رفدنا هذه المبادرة بمشروع الطاقة الشمسية لتوفير احتياجات مقرنا الرئيسي بميناء الفحل من الطاقة، وعند الذروة ستغذي شبكتنا الشبكة الوطنية للكهرباء.

ونعمل كذلك على تأسيس مشروع آخر في حقل أمين لإنتاج 100 ميجاواط من الطاقة الشمسية، ونعكف على اتخاذ التدابير اللازمة لخفض عمليات حرق الغاز إلى حد كبير، فضلا عن دراسة أشكال جديدة من أشكال إنتاج الطاقة المتجددة كطاقة الرياح.

وأضاف: ما يؤكد عزمنا على الالتزام بهذا النهج تدشيننا مؤخرا لمبادرة «استدامة» التي تركز على الطاقة والبيئة.

هذه المبادرة الشاملة تنطوي على نماذج بأحجام صناعية مثل «مرآة»، واستخدام التوربينات الدقيقة، والمبادرات الإبداعية لتوفير الطاقة في مختلف منشآتنا، وصولا إلى دعم محطات شحن السيارات الكهربائية، وتوعية الناس بأساليب توفير الطاقة في منازلهم.

ولعلكم شاهدتم شعار «استدامة» خلال هذه الفعالية.

وأردف: وفي خضم مشوارنا نحو تحقيق هذه الأهداف ومع ولوجنا إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة لا بد أن ننفتح انفتاحا كاملا على التحول الرقمي الذي يؤمل أن يسهم بدور محوري في منظومة الطاقة مستقبلا.

وسيسهم تحويل «البيانات الضخمة» إلى «بيانات ذكية» في تحقيق مستويات أعلى من الكفاءة والموثوقية في مجال الطاقة، فضلا عن الحد من تكاليف الإنتاج.

عهد جديد للطاقة

وقال بن بيرمان الرئيس التنفيذي للعمليات والرئيس التنفيذي بالوكالة لشركة «جلاس بوينت»: «نحن اليوم جنبا إلى جنب مع شركائنا في شركة تنمية نفط عمان نبشر بعهد جديد للطاقة المتجددة هنا في السلطنة وفي قطاع النفط والغاز الأوسع». واستطرد: «إن المناخ الحالي لانخفاض أسعار النفط والانتقال إلى مصادر الطاقة الأنظف يؤكد على العمل المهم الذي حققناه معا في مشروع «مرآة». لقد غدت عُمان مركزا متميزا لاستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل عمليات حقول النفط والتغلب على تحديات الطاقة الحالية».

وعلى خلاف ألواح الطاقة الشمسية التي تولد الكهرباء تستخدم جلاس بوينت مرايا ضخمة لتركيز أشعة الشمس بهدف غلي مياه حقول النفط وتحويلها مباشرة إلى بخار، ليحل محل البخار المُولد باستخدام الغاز الطبيعي، ويُستخدم في استخلاص النفط الثقيل.

وتعتمد تقنية جلاس بوينت على وضع المرايا وباقي مكونات النظام داخل بيوت زجاجية مغلقة تحميها من الرياح والرمال الشائعة في حقول النفط الصحراوية البعيدة مثل حقل أمل.

وتعزز هذه البيوت الزجاجية من كفاءة النظام وتقلل من التكاليف مقارنة بأنظمة الطاقة الشمسية المكشوفة، وذلك بدءا من تقليل استهلاك المواد عموما، ووصولا إلى عمليات الغسيل الآلية.

يذكر أن شراكة جلاس بوينت مع شركة تنمية نفط عمان بدأت منذ أكثر من سبع سنوات عندما تضافرت جهودهما لبناء أول مشروع تجريبي للاستخلاص المعزز للنفط بالطاقة الشمسية في الشرق الأوسط بسعة 7 ميجاواط، فأثبتت كفاءة تقنية جلاس بوينت وجدواها من حيث التكلفة، وخرجت الشركتان بالعديد من الدروس المستفادة والتحسينات التي أدخلت على التصاميم في ظل توسع نطاق التقنية، مع العلم أنه لم يثبت نجاح أي تكنولوجيا أخرى في عمليات النفط والغاز.

وقد أدى سجل شركة جلاس بوينت في عُمان إلى توسعها في أسواق جديدة، بما في ذلك المشروع الذي أعلن عنه مؤخرا مع شركة إيرا إنيرجي لإنتاج النفط والغاز لبناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار بن بيرمان رئيس العمليات والرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة جلاس بوينت سولار في كلمته إلى أن أهمية المشروع لا تقتصر على شركة جلاس بوينت وشركة تنمية نفط عُمان فحسب بل قطاع الطاقة العالمي والسلطنة بشكل خاص.

وقال: هنالك عدة مشاريع أخرى تبرز التحول الذي يشهده قطاع الطاقة اليوم والذي يتحقق من خلال دمج الطاقة الشمسية مع إنتاج النفط.

ونحن نفخر بأن نكون في قلب هذا التحول، وبالطبع لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق دون الدعم الذي قدمته لنا حكومة السلطنة.

وأكد أن تحقيق هذا النجاح جاء بفضل بيئية الأعمال المميزة والمتكاملة التي تحظى به السلطنة، «فلدينا شبكة من الموردين والمقاولين المتميزين مدعومين ببنية أساسية استثنائية وقوى بشرية على أعلى مستوى من الكفاءة.

ولذا كان النجاح حليفنا اليوم».

وقال بن بيرمان: نحتفل بتسليم أول أربعة بيوت زجاجية من مشروع مرآة بنجاح ضمن الجدول الزمني والميزانية المحددة، وقد تم دمج البيوت الأربعة بنجاح في شبكة البخار في حقل أمل للنفط.

وفي الوقت الحالي تقوم هذه البيوت بتغطية أكثر من 15% من احتياجات البخار الذي يتم ضخه في الطبقات المحتوية على النفط.

وعند اكتماله سيتألف مشروع مرآة من إجمالي 36 بيتا زجاجيا لتوليد 6000 طن من البخار يوميا (ما يعادل 1 جيجاواط) من الطاقة الحرارية لإنتاج النفط الثقيل في السلطنة.

كما ستكون أحد أكبر محطات الطاقة الشمسية على مستوى العالم.

إن إمكانية تطبيق المشروع حول العالم في مجالات مختلفة بالإضافة إلى استقطاب الاهتمام من الخبراء والمختصين وطلاب الجامعات والإعلاميين أكدت أهمية هذا المشروع الضخم على إمكانية تطبيقه في جميع أنحاء العالم.

فعلى مدار أعوام قمنا ببذل كافة جهودنا من أجل مشاركة هذا الإنجاز المتمثل بتشغيل مشروع مرآة.

التقنية

وقال الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة جلاس بوينت: لطالما عززت السلطنة من مكانتها على صعيد الابتكار في قطاع النفط والغاز على مدار عقود، واليوم تأتي شركة تنمية نفط عُمان في صدارة منتجي النفط باستخدام الطاقة الشمسية.

فعلى خلاف ألواح الطاقة الشمسية التي تولد الكهرباء تم تصميم تقنية جلاس بوينت للاستفادة من الطاقة الشمسية لتوليد بخار دون انبعاثات للاستخلاص المعزز للنفط حراريا.

وتعمل تقنية جلاس بوينت من خلال مرايا كبيرة ومنحنية لتركيز أشعة الشمس وتحويل المياه إلى بخار دون أي انبعاثات. ويتم حقن البخار في المستودع النفطي لتسخين النفط الثقيل وتسهيل عملية ضخه إلى السطح.

ويتم وضع هذه المرايا والمكونات الأخرى في بيوت زجاجية مغلقة لحمايتها من الرياح والرمال وظروف الطقس الصعبة في حقول النفط الصحراوية مما يساهم في تخفيض التكاليف التشغيلية.

ونحن في جلاس بوينت نواصل العمل على تخفيض التكاليف مع زيادة كمية البخار الذي يتم توليده.

وقد قامت شركة تنمية نفط عُمان بدعم جهودنا البحثية ومنحتنا ثقتها الكاملة خلال إجراء التعديلات المختلفة في التصميم من أجل تطبيق آخر اكتشافاتنا في هذا المشروع.

وأضاف: لقد ساهم مشروع مرآة في تعزيز مكانة السلطنة على خارطة الطاقة الشمسية العالمية وفي إيجاد فرص وظيفية جديدة، إضافة إلى تطوير الخبرات في ابتكار تقنية الطاقة الشمسية ونشرها وتصنيعها.

ومما لا شك فيه أن تطوير القوى العاملة العُمانية وإيجاد فرص وظيفية للمقاولين والمؤسسات الصغيرة العُمانية يشكل جزءا لا يتجزأ من التزامنا المشترك بإيجاد قيمة مضافة.

وسيواصل هذا المشروع توفير الفرص الوظيفية للشباب العُماني في سلاسل التوريد من خلال إعادة توجيه كمية الغاز التي سيتم توفيرها لاستخدامها في تطبيقات ذات قيمة اقتصادية عالية.

المستقبل

وأشار إلى أنه ما يزال الكثير من التحديات يجب اجتيازها العام القادم حيث نهدف إلى الانتهاء من 12 بيتا زجاجيا في مشروع مرآة خلال العام المقبل.

كما نستعد لخوض غمار مشاريع جديدة في السلطنة وكاليفورنيا والكويت ودول أخرى، «فقد أعلنا مؤخرا عن تنفيذ مشروع جديد مع شركة إيرا إينرجي في الولايات المتحدة الأمريكية وبناء أكبر محطة طاقة شمسية في كاليفورنيا.

وسيتم في هذا المشروع استخدام توليد البخار والكهرباء بالطاقة الشمسية في عمليات حقل إيرا للنفط.

وبالطبع لم يكن هذا النمو والتقدم ليتحقق دون الفرصة المميزة التي أتيحت لنا هنا في السلطنة والتي استطعنا من خلالها أن نثبت قدرتنا على الوفاء بتعهداتنا».

التزامنا تجاه السلطنة

وقال رئيس دوجلاس: نعمل أيضا على تعزيز مكانة السلطنة كرائدة عالمية في تقنية الطاقة المتجددة.

ونهدف إلى قيادة مسيرة الابتكار لنساهم في إيجاد مستقبل مستدام لعُمان.

ومن هذا المنطلق قمنا بإطلاق برنامج «شعلة جلاس بوينت للابتكار» الذي يهدف إلى تحويل ابتكارات رواد الأعمال العُمانيين إلى مشاريع تجارية قابلة للتطبيق في قطاعي الطاقة المتجددة وإدارة المياه بالسلطنة.

وتضم قائمة شركائنا في المشروع كلا من مجلس البحث العلمي، ومجمع الابتكار بمسقط، والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، وصندوق تنمية مشروعات الشباب (شراكة). وتقوم شركات النفط الآن بإنتاج النفط الثقيل بشكل متزايد.

ويتجاوز النفط الثقيل أكثر من نصف احتياطي النفط العالمي في الوقت الراهن.

والنفط الثقيل يشبه القطران من حيث البنية؛ مما يجعل من الصعب للغاية استخراجه.

وتعد تقنية حقن البخار أكثر الأساليب المستخدمة في إنتاج النفط الثقيل، وهي إحدى أنواع الاستخلاص المعزز للنفط حراريا التي يتم خلالها حقن البخار داخل خزان النفط لتسهيل عملية ضخ النفط إلى السطح.

ويمكن لتقنية حقن البخار أن تضاعف معدل الإنتاج حتى 300%.

وتستخدم الشمس لإنتاج البخار لعمليات الاستخلاص المعزز للنفط، وتقوم شركات النفط بحرق كم هائل من الغاز الطبيعي الذي يعد مصدرا قيما ونادرا في الكثير من المناطق التي تشتهر بإنتاج النفط.

أما في تقنية جلاس بوينت للاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية، فيتم استخدام طاقة الشمس لتوليد البخار مما يخفض

من استهلاك الغاز الطبيعي حيث يمكن للطاقة الشمسية أن تولد ما يصل إلى 80 % من البخار اللازم في حقل النفط.

وللحفاظ على معدل حقن البخار على مدار الساعة يتم حقن البخار الناتج عن الطاقة الشمسية أثناء ساعات النهار ومن ثم استخدام الغاز الطبيعي لحقن البخار أثناء ساعات الليل.

وتُعد تقنية الأحواض المغلقة من جلاس بوينت الحل الأوحد لتوليد الحرارة بالطاقة الشمسية الذي يلبي كافة متطلبات إنتاج النفط الثقيل.

تقوم المرايا المنحنية الموجودة داخل البيوت الزجاجية بتتبع أشعة الشمس على مدار اليوم، ثم تقوم بتركيز ضوء الشمس على الغلاية الأنبوبية الثابتة التي تحتوي على المياه.

ويقوم ضوء الشمس المركز بتسخين المياه لإنتاج البخار، وتعمل البيوت الزجاجية على حماية المرايا من الرياح والأتربة والرمال في البيئة المحيطة، كما تتميز بتقنية غسيل أوتوماتيكية للحفاظ على كفاءتها في الظروف البيئية الصعبة المحيطة بحقول النفط.

الحفاظ على الغاز الطبيعي

ومن خلال استخدام الاستخلاص المعزز للنفط بالطاقة الشمسية يمكن الحفاظ على مصدر الغاز الطبيعي القيم واستخدامه في عمليات أخرى بالغة الأهمية كتوليد الكهرباء، أو عمليات التنمية الصناعية أو حتى تصديره كغاز طبيعي مسال؛ مما يساعد على تنشيط الاقتصاد الكلي وإيجاد فرص وظيفية.

كما أن الاستخلاص

المعزز للنفط بالطاقة الشمسية يولد بخارا بدون أي انبعاثات ضارة على البيئة؛ مما يساهم في الوفاء بمتطلبات الطاقة في العالم بصورة أكثر استدامة.

تشغيل أول أربع مجموعات من البيوت الزجاجية بنجاح وفقا لقواعد السلامة والميزانية الموضوعة والجدول الزمني المحدد.