tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار : تشخيص الأمراض خارج الصندوق !

05 فبراير 2018
05 فبراير 2018

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

ترتفع معدلات الإصابة بالكوليسترول في بلداننا ، وتتبعها الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين. وفي كل الأحوال يصف أطباء القلب مخفضات الكوليسترول، وهي ادوية مرتفعة الثمن ، ولها آثار جانبية وخاصة أدوية الستاتين. وينصح الفرد بوصفات غذائية يتم فيها تقليل نسب الدهون وخاصة الدهون والشحوم الحيوانية. وقد أصبح هذا العلاج بروتوكولا طبيا يتبعه كل أطباء القلب مع مرضى القلب والشرايين.

وترتفع أصوات خافتة في الغرب والشرق من أطباء قلب ، عملوا في هذه المهنة عشرات السنوات ، وتوصلوا الى نتيجة ان سبب انسداد الشرايين ليس الكوليسترول بل أنظمة غذائية حديثة وخاطئة شاعت في حياتنا اليوم بسبب مطاعم الوجبات السريعة ، واستخدام زيوت مهدرجة لعشرات السنوات بدل الدهن الحيواني ، وإفراط في تناول الحلويات والمعجنات الجاهزة. مما عرض الشرايين الى التهابات مزمنة قادت إلى ترسب الكالسيوم والكوليسترول على جدرانها، وحصول الانسدادات. وكان سبب ذلك الابتعاد عن أنظمة الغذاء الصحي الذي كان يتناوله آباؤنا في البيوت. الغذاء الذي يحوي السمك بأنواعه والدهن الحيواني والخضروات الطازجة والقمح الكامل .

عندما يتم مناقشة هذه الدراسات لهؤلاء الأطباء مع الطبيب المعالج ، نشعر بأن البون شاسع بين النظريتين والفكرتين ، وأن الالتقاء في المنتصف بينهما قد يكون صعبا الى ان تتغير المقررات الدراسية التي يدرسها طلبة الطب في الجامعات.

او ان يكون لدى الطبيب المعالج قراءاته الخاصة في المجال، وأن تكون لديه الشجاعة الكافية كي يشخص خارج البروتوكول او خارج الصندوق.

ويكثر الحديث حول اكثر من مرض ، مثل السرطان الذي أصبح بعض الأطباء والدراسات تشخصه بأنه بسبب نقص بعض المواد في الجسم ، وأن العلاج الكيماوي والذي اصبح بروتوكولا ليس له أي داع . وكذلك مرض السكري وغيره كثير.

ويشاع وسط ذلك كله رغبة شركات الأدوية بأن توجه الناس حول العالم لشراء ادوية مرتفعة الثمن وان لم تكن لها قيمة حقيقية في معالجة المرض.

ترى ألا تستطيع جامعاتنا ومراكزها البحثية ان تدخل هذا الغمار، وأن تدلي بدلوها وسط هذا التجاذب حول اهم مايملكه الانسان وهي صحته ؟ أفلا نستطيع تلمس الحقائق في شأن خطير كهذا ، خاصة مع اكتمال البنية الصحية في بلدنا مثل الجامعات والمراكز البحثية الطبية ؟