1268229
1268229
آخر الأخبار

تدشين أول محطة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية في جامعة السلطان قابوس

21 يناير 2018
21 يناير 2018

مسقط/٢١ يناير ٢٠١٨/ قام مركز أبحاث الطاقة المستدامة في جامعة السلطان قابوس اليوم بتدشين أول محطة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية وذلك بحضور الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي. وتأتي هذه المبادرة ضمن اهتمام الجامعة بنشر الوعي حول أهمية استخدام المركبات الكهربائية وقياس مدى فعاليتها وكفاءتها.

وأشارت الدكتورة رحمة بأن المركبات الكهربائية في تزايد مستمر، إذ تتوجه معظم الشركات المصنعة للمركبات نحو تصنيع هذا النوع من المركبات، كذلك فمن المتوقع أن المركبات الكهربائية ستحل محل المركبات التي تعمل بالوقود وذلك بحلول عام 2030، وتسلط هذه المبادرة الضوء على أهمية المركبات الكهربائية للتنمية المستدامة للسلطنة.

كما أشارت الدكتورة رحمة أن هذه المبادرة مهمة جدا وذلك بغرض تحويل الحرم الجامعي إلى مدينة ذكية، ومن المعلوم بأن هذا النوع من المركبات صديقة للبيئة. وتأتي هذه المبادرة لتسلط الضوء على مصادر بديلة للهيدروكربون كالطاقة الشمسية مثلا والتي تعد المصدر المدرار المهم لمحطة الشحن الكهربائية التي تم إنشاؤها في الجامعة مؤخرا.

إلى جانب ذلك أكدت الدكتورة رحمة بأن إنشاء أول محطة شحن كهربائية في السلطنة بوجه عام وفي جامعة السلطان قابوس بوجه خاص تعد خطوة مهمة لتحويل الحرم الجامعي إلى مدينة ذكية ولأجل لتحقيق التنمية المستدامة للسلطنة في المستقبل بإذن الله تعالى.

كذلك ألقى الدكتور عامر بن سيف الهنائي مدير مركز أبحاث الطاقة كلمة في حفل الافتتاح تطرف فيها إلى مساهمة الثورة الصناعيّة والتطور التكنولوجي والعلميّ في تطوّر وسائل النقل والمواصلات بشكلٍ كبير، فأصبحت الوسائل أكثر سهولةً وتوفيرا للوقت، وأقل تكلفة بحسب موارد الطاقة المتاحة. وعلى الرّغمِ من الفوائد الكبيرة لوسائل النقل التقليدية؛ إلّا أنّ لها العديد من السلبيّات مثل ازياد مُعدّلات التلوث في العديد من مناطق العالم؛ فوسائل النقل بشكلها الحالي تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على المُشتقّات النفطيّة التي يُؤدّي استعمالها إلى انبعاث بعض الغازات السامة، والضارة. واستجابة لهذا التحدي فإن عدة دول بالعالم وضعت سياسات تحد من استخدام السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود الاحفوري وتستبدلها بالسيارات الكهربائية. فعلى سبيل المثال أقرت مملكة النرويج بوقف بيع السيارات التي تعمل بوقود النفط مع حلول عام 2025 واستبدالها بالسيارات الكهربائية الصديقة للبيئة. وتمثل السيارات الكهربائية في الوقت الحاضر نسبة 40% من مجمل عدد السيارات مملكة النرويج. كما اقرت كل من فرنسا والمملكة المتحدة نفس السياسة لتصبح نافذة بحلول عام 2040 واتبعت دولة الهند السياسة ذاتها مع حلول عام 2030.

وأضاف الدكتور عامر الهنائي في الصدد ذاته ويمثل المصدر الرئيسي للغازات الدفيئة في حرق الوقود الاحفوري في قطاعي الكهرباء والنقل. وكما نعلم جميعا فان السلطنة صادقت على عدة اتفاقيات بشأن تغير المناخ وتحديد نسبة الانبعاثات الضارة بطبقة الاوزون. مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو الملحق بها ، واتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال بشان المواد المستنفدة لطبقة الاوزون وتعديلاته بموجب مراسيم سلطانية سامية ، بالإضافة إلى توقيع السلطنة بتاريخ 22 ابريل 2016م على اتفاق باريس بشان تغير المناخ. وذلك بهدف الحد من مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.

وتعتبر مصادر الطاقة المتجددة أحد الحلول الملائمة لمواجهة الطلب على الطاقة بشتى استخدامتها والحد من الاثار السلبية على البيئة. والطاقة المتجددة هي عبارة مصادر طبيعية دائمة وغير ناضبة ومتوفرة في الطبيعة سواء أكانت محدودة أو غير محدودة ولكنها متجددة باستمرار، وهي نظيفة لا ينتج عن استخدامها تلوث بيئي ومن أهم هذه المصادر الطاقة الشمسية التي تعتبر في الأصل هي الطاقة الرئيسية في تكوّن مصادر الطاقة المختلفة

ولا تزال معضلة التوفيق بين وفرة المصادر في مقابل ارتفاع التكلفة محور التحديات أمام التوسع في استخدامات الطاقة المتجددة في المنطقة، ويضاف إلى ذلك محدودية التطوير والبحث العلمي لمواجهة التحديات التقنية والاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة المتجددة. ولكن من جانب اخر لا ينفي ذلك حقيقة خلًفتها الأزمات البيئية والارتفاعات المتتالية في الطلب على الطاقة وتذبذب أسعار الوقود الاحفوري، تتمثل تلك الحقيقة في أن: الطاقة المتجددة هي المستقبل وهي البديل لمختلف القطاعات.

أيضا تطرق الدكتور عامر إلى أهمية تأسيس مركز أبحاث الطاقة المستدامة في الجامعة كاستجابة للتحديات التي تواجهها السلطنة الآن وفي المستقبل على حد سواء في مجالات الطاقة بسبب انخفاض الموارد التقليدية للوقود الأحفوري وازدياد كلفة الإنتاج المتعلقة بمشاريع تعزيز انتاج النفط و الغاز في حين لا يزال عدد السكان في البلاد في نمو متزايد، وأيضا ازدياد المشاريع الصناعية والتجارية والسياحية التي تحتاج الى المزيد من الطاقة و استهلاك الوقود، ولهذا يجب تنويع مصادر الطاقة في البلد من خلال التوسع في استخدام مصادر بديلة مثل الطاقة المتجددة والحد من نسبة الانبعاثات الضارة المصاحبة لحرق الوقود الاحفوري والعوامل المؤثرة سلبا على تغير المناخ.

وأما عن تدشين هذه المحطة قال الدكتور عامر الهنائي: لقد جاءت فكرة انشاء محطة شحن السيارات الكهربائية بالجامعة لتكون اول محطة شحن تعمل بالطاقة الشمسية نتيجة تعاون بين الجامعة ممثلة بمركز أبحاث الطاقة المستدامة وكلية الهندسة من جانب والقطاع الخاص من جانب اخر ليُثري الجانبَ البيئيَّ لمستقبل وسائل النقل الحديثة بالسلطنة وتحديدا للسيارات الكهربائية.

وفي الختام تقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في نجاح هذا المشروع وفي فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز بضعة أسابيع. ومنهم الراعي الرئيسي للمشروع مجموعة شركات نماء القابضة وبرعاية من كل من المدارس المتحدة الخاصة وشركة البهجة للهندسة والمقاولات وبالتعاون مع كل من ريادة ومكتب مساندة الاقتصاد الأخضر.